من لا يؤمن بالدولة فليخرج منها

لسنا بعيدين عن الحدث ونحن أقرب للأحداث من غيرنا بحكم أننا أكثر المتضررين من سياسات الحكومة الأردنية ومنذ وقت طويل عبر تجاهلها لأهم وابرز التصريحات التي حطت من شأن الدولة وتجاهلت المؤسسات وتطاولت على القانون ولم يأبه اصحابها لأوامر القضاء .
كما قلنا سابقا لا يمكن فهم الأمر والحدث على اية ساحة وفي اية دولة الا بالبحث بجدية واهتمام عمن يقف وراء مثل هذه الأحداث ويبارك مثل هذه التصريحات وإن الأفضل لنا والأصوب للجميع هو أن نميز بحكم الواقع بين صنوف المتفاعلين تجاه الأحداث في الأردن فهم بلا ادنى شك ينقسمون أمام المراقب بين صاحب مصلحة وبوق لذاته ومصالحه فبين نائب او متطلع لمقعد النيابة فلا يمانع ابدا من لعب دور الكومبرس لتحقيق غاية او هدف غير آبه لمنتقد او مشاهد ومتابع فهو يسير أمام القطيع ووسطه وحتى لو شغلت كل المواقع فلا يتردد ان يكون في مؤخرة القطيع .
القسم الاخر هو الذي لا يملك معلومة ولا يجتهد للحصول عليها وهو غير مستعد للبحث والتبصر فذلك حاله كحال اللامبالي ولكنه يدخل في أية حفلة ويمكن ان يكون في مقدمة الراقصين ويبدع في الرقص فهو لا يعنيه الا متعته ووقت فراغ قتل حياته فيريد بهذا ان يرفه عن بعض كبت وحيرة اشغلت حياته تحت ضغط السؤال الذي يؤرقه ( من انا واين اذهب..؟ ) .
القسم الاخر في كل مشهد وكل حدث على الساحة الأردنية هو صاحب الأهداف الواضحة والغايات المحددة والتي يسعى لتحقيقها بشتى الوسائل والسيل مستخدما الأقسام السابقة في تحقيقها عبر دعم إعلامي هائل وارتكاز واضح على دعامات سياسية من خارج الدولة تقوي من موقفه على الأرض وهذا القسم يبتدع كل الاساليب ووسائل العمل لتشويه الرأى العام وإثارة الناس وعدم السماح لاحد بالتفكير او المراجعة او حتى السؤال حول اسباب وعوامل ودوافع مثل هذه الأحداث .
هنا وتحت هذا القسم يمكن لك ان تصدق ما نقول او تتجاوزه وكأنك لم تمر عليه ولكن هي دعوة بسيطة لن تكلفك شيئا فقط عد إلى مواقع التواصل الاجتماعي في الفيس بوك او تويتر او غيرها وتأكد من أصحاب هذه المنصات التي تصرخ ليلا نهارا ضد الدولة والوطن وبالتاكيد ستجدها منصات أنشأها اصحابها فقط لضرب الداخل والارتباط والاستقواء بالخارج .
والقسم الاخير هو الواقعي المدرك والذي يفهم حقيقة الأمور وبواطن التصريحات وأسرار الارتباطات وهو دوما يراقب بصمت لانه يعلم الحقيقة الاجتماعية التي تقول بأن ( العقل الجمعي) عقل غبي لا يمكن معه الوصول إلى نتيجة لان الجموع مندهشة ويسطير عليها الخطاب العاطفي والاستفزاز الديني الذي لا يمكن معه ان يكون المندفع عاقلا حكيما الا بعد فترة من الزمن والتي تسمى :
( بصدمة الوعي) والتي يعود المندهش بعد زمن لعقله ويرتد على نفسه .
والحقيقة الماثلة للعيان اليوم على الساحة الأردنية هي أن معظم من ينادون بشعارات الحرية لا يلتزمون فيها وأكثر من يصرخون لمحاربة الفساد هم يتمنون ان يكونوا فاسدين واغلب من يطلقون شعارات الأخلاق وحسن المعاملة هم أسوأ الناس اخلاقا مع الأسف .
ثم إن أصحاب الأهداف والغايات المحددة والذين مررنا على ذكرهم فيما سبق لا ينتمون للدولة ولا يوالون الشعب ولا يعترفون بحدود ولا حكومات وان كرههم وحقدهم على الدولة يجعلنا نقول لهم ومن قاع الكيلة :
من لا يؤمن بالدولة الأردنية فليخرج منها غير مأسوف عليه