جَلالَةُ المَلِكَة رَانْيَا العَبْدالله المُعَظَّمَة: ثِمَارُ الخَيْرِ عُمْرًا ــــــ مَعْنَى العَطَاء مُجْتَمَعًا

الوقائع الإخبارية:

بِقَلَم الأُسْتَاذ الدُّكْتُور: أَحْمَد مَنْصُوْر الخَصَاوْنَة

رَئِيْسُ جَامِعَة ارْبد الأَهْلِيَّة

يصادف اليوم الاثنين، 12 محرم 1442 هجرية، الموافق: 31 آب 2020 ميلادي، عيد ميلاد جلالة الملكة رانيا العبدالله المعظمة، التي ولدت في 31 آب 1970 ميلادي. وحصلت جلالتها على الدرجة الجامعية الأولى/ البكالوريوس في تخصص إدارة الأعمال، من الجامعة الأمريكية في القاهرة عام 1991 ميلادي، وبدأت الحياة العملية في القطاع البنكي الأردني، ثم احترفت العمل في مجال تكنولوجيا المعلومات، وفي يوم 10 حزيران عام 1993 ميلادي، تزوجت من الأمير العربي الهاشمي، آنذاك، عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، الذي تسلم سلطاته الدستورية ملكا للملكة الأردنية الهاشمية، وذلك في السابع من شهر شباط عام 1999 ميلادي، خلفاً للمك الباني جلالة الملك الحسين بن طلال، تغمده الله بواسع رحمته، وكريم مغفرته، وفيض رضوانه، ورزقهما الله، بفضله وكرمه وعظيم عطائه، الأنجال سمو الأمير الحسين، ولي العهد الأمين المؤتمن، والأميرة إيمان، والأميرة سلمى، والأمير هاشم.
جَسدت صاحبة الجلالة الهاشمية، الملكة رانيا العبدالله المعظمة، فلسفة الخير الإنساني، وقيمة العطاء المجتمعي، على الصعد المحلية الوطنية، والعربية والعالمية، وأولت اهتمامها الحضاري المؤنسن لقيمة المرأة في بناء المجتمعات والأمم، ومعنى الطفولة في نظرية الحق الوجودي، وقدسية التعليم والتعلم، تنشئة ومدرسة وجامعة، وتطوراً مستقبلياً، وبمناسبة بدء العام الدراسي المدرسي الجديد، وعودة الأبناء الطلبة الأعزاء إلى مدارسهم، وغرفهم الصفية الأثيرة، فمن المحبذ تسليط الضوء على الفكر التربوي في شخصية الملكة رانيا العبدالله المعظمة، فقد أطلق جلالة الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، وجلالتها المعظمة، المبادرة الملكية السامية في عام 2005 ميلادي، لتأسيس جمعية جائزة الملكة رانيا العبدالله للتميز التربوي، بصفتها جمعية مستقلة، تهدف إلى نشر ثقافة التميز التربوي، وغرسها في أرجاء أردننا الأعز، وذلك من خلال إبراز الدور المحوري لأولئك التربويين الفضلاء، وإنجازاتهم التعليمية في تحسين التعليم، وتطوير البيئة التربوية لأبنائنا الطلبة، ووصفت جلالتها التربويين المتميزين بقولها: "الإنسان المتميز هو من يجعل الأشياء أفضل مما وجدها عليه، وهو من يترك الأشياء أجمل مما كانت عليه"، وكانت أولى جوائز هذه الجمعية، جائزة الملكة رانيا العبدالله للمعلم المتميز، وتبعها جائزة الملكة رانيا العبدالله للمدير المتميز، وجائزة الملكة رانيا العبدالله للمرشد التربوي المتميز، وتعتقد جلالتها بأن التعليم هو الأساس الذي تتحقق من خلاله العدالة الاجتماعية، وقناعتها بأن العقل السليم في الجسم السليم، ومن هنا، وجهت جلالتها في العام نفسه، لتأسيس الجمعية الملكية للتوعية الصحية، من أجل رفع الوعي الصحي خاصة لطلبة المدارس، وتشجيعهم على اتباع منهجية سلوكية صحية، سليمة تربوياً، وآمنة مجتمعياً.
وتستند جلالتها إلى رؤية يقينية بأهمية حصول أفراد المجتمع الأردني، خاصة في مرحلة الطفولة، ليس فقط على بيئة تعليمية محفزة لهم، بل حصولهم كذلك على معلمين يتميزون بصفة الإلهام، والقدرة التكنولوجية التي تربطهم بالبيئة العلمية العالمية، ومن هنا، تساهم مؤسسة الملكة رانيا للتعليم والتنمية، التي أُنشئت عام 2013 ميلادي، في الجهود الوطنية الأردنية لقطاع التعليم، وتحقيق هدف إعداد الدراسات البحثية الموثقة، والمساهمة في تنظيم البرامج التربوية التعليمية، التي ستسهم في إحداث تغير إيجابي في ثنائية التوجه والموقف الأكاديمي العملي، مدخلات ومخرجات، تحفيزاً وإبداعاً، وذلك من خلال عدد من المبادرات، مثل: أكاديمية الملكة رانيا لتدريب المعلمين، بالشراكة مع وزارة التربية والتعليم؛ ومدرستي؛ وإدراك؛ وصندوق الأمان لمستقبل الأيتام، وغيرها من المبادرات الفاعلة، غايتها تعزيز أساسات المنظومة التعليمية الأردنية، وحق الحصول على التعليم النوعي، كما أطلقت جلالتها تطبيق كريم وجنى، في عام 2017 ميلادي، وهو برنامج تعليمي مجاني للهواتف الذكية.
وبسبب شخصيتها الإنسانية المؤثرة، وتقديراً لمكانتها، فقد حصلت جلالتها على العديد من الجوائز العالمية القيمة، والتي منها: جائزة الإنسانية لجمعية الصحافة الأجنبية؛ وجائزة والتر راثيناو، لجهودها من أجل السلام وتشجيع الحوار والتفاهم بين الحضارات؛ وجائزة المواطنة العالمية من مجلس أتلانتك؛ وجائزة فارس العطاء العربي من ملتقى العطاء العربي؛ وجائزة يوتيوب للإبداع، وغيرها من الجوائز والشهادات الفخرية.
ولجلالة الملكة رانيا العبدالله إنتاج ثقافي، وأدبي قصصي، فقد أصدرت كتاب "هبة الملك " للأطفال، الذي صدر باللغتين العربية والإنجليزية، في الذكرى الأولى لرحيل جلالة الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه، وتم توزيعه في عدد من المدارس الحكومية الأردنية؛ وقصة "الجمال الدائم"، عام 2008 ميلادي بمناسبة عيد الأم، وهي قصة أدبية رمزية حوارية، بين طفلة وصديقها الخروف، حول محاولة العثور على أجمل الأشياء في العالم؛ وقصة "مها الجبلية"، التي نشرت في عام 2009 ميلادي، ونُسجت أحداثها استلهاماً من لقاء جلالتها بإحدى الشابات العربيات، التي تمكنت من تجاوز العقبات الاجتماعية لتكمل تعليمها؛ وقصة "مبادلة الشطائر"، الصادرة في عام 2010 ميلادي، وهي مستوحاة من طفولة صاحبة الجلالة المعظمة، والتي تصدرت قائمة صحيفة نيويورك تايمز لأفضل الكتب مبيعاً في العالم، وخُصص جزء من ريعها لدعم مدرستي الأردن، وصدرت بعدة لغات أجنبية مختلفة.
أطال الله في عُمر صاحبة الجلالة الهاشمية الملكة رانيا العبدالله المعظمة، وجعلها سنداً لمليكنا العربي الهاشمي المُفدى، حضرة صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم، حفظه الله ورعاه، وسدد على طريق الخير خطاه، سائلين الله جَلَّت قدرته، بأن يكلأ الأسرة الأردنية الهاشمية بعين رعايته، وبأن يديم علينا نعمة الأمن والأمان، والصحة والسلام والوئام، إنه نعم المولى، ونعم النصير.