عن انفجار فجر اليوم
جرت العادة في حال وقوع اي حادثة ان يقوم الزملاء الصحفيين بالاتصال الفوري مع الناطق للامن العام بحكم انه الاقرب اليهم ومتوفر على مدار الساعة الذي لا ينام... ومؤكد ان اتصالات عديدة وردت اليه وكان عنده معلومات بسيطة قد تكون غير مؤكدة فمن الصعوبة بمكان التصريح بها... وحسب خبرتي انه قد يطلب منهم التريث لحين استكمال المعلومة.... ومؤكد ان اتصالات عالية المستوى قد حصلت فور حصول الانفجار من اجل تمرير اول بيان رسمي... وهذا عادة يأخذ وقت لا يقل عن ساعة... فانفجار الفجر في مدينة الزرقاء قد يكون وقع في منشأة مدنية... وقد يكون حادثا جرميا او ارهابيا... او قد يكون وقع في منشأة عسكرية سواء كان حادثا طبيعيا او ارهابيا... وعليه ... في الحالة الاولى فان الامن العام صاحب الحق بادلاء التصريح ما لم يكن ارهابيا فينتقل الحق الى الحكومة... وفي الحالة الثانية فان الجيش العربي مسؤول عن اصدار اول بيان... واذا كان حادثا ارهابيا يتولى الناطق الرسمي للحكومة الادلاء بالتصريحات اللاحقة ويقوم الجيش بواجب التحليل العلمي والعسكري.... لما سبق يتطلب ادلاء اي تصريح ساعة على الاقل.
فجر اليوم انقسم الاعلام والعامة الى ٣ اقسام ... اولهم أصر على انتظار البيان الرسمي رغم وجود عشرات الفيديوهات.. وهؤلاء اصحاب فكر ومهنية عالية... القسم الثاني وهم الطابور الخامس المتعطشون للمعلومة حد الثمالة... دخلوا الى محرك البحث جوجل لعلهم يجدوا معلومة هنا او هناك.. وبالفعل كان هناك خبر قديم عن حادثة في الزرقاء... فبادر لنشرها دون التدقيق ... وللاسف تم اخذ هذا الخبر من وسائل محلية وعربية واقليمية....القسم الثالث وهم المحللون ...تركوا لخيالهم الواسع ان يعمل دون ضمير وقاموا بتفسير الحادثة على انها ارهابية بحتة.
للأسف كان هناك عناوين سخيفة مثل الزرقاء تنفجر...الزرقاء تحترق... وكأن الزرقاء ليست بالاردن واهلها غير اردنيين.
في مثل هذه الحوادث... لا بد ان يكون هناك تصريح رسمي... لكن يحتاج الى وقت... وعلى الاعلام الانتظار قليلا.. حتى يستطيعوا نقل الخبر بكل مصداقية.