معان: تصاعد بإصابات "كورونا".. وإشغال جميع أسرة الإنعاش بالمستشفى الحكومي

الوقائع الإخبارية: فيما كشفت مصادر عاملة في مستشفى معان الحكومي عن نفاد الطاقة الاستيعابية لأسرة الإنعاش المخصصة لمصابي "كورونا”، بعد استمرار النسق التصاعدي للإصابات في مدينة معان، والتي تجاوزت 804 إصابات جديدة خلال الأيام الخمسة الماضية، ما دفع إدارة المستشفى إلى تحويل المصابين إلى مستشفى الملكة رانيا الحكومي في مدينة البترا .

ويتوالى ارتفاع مؤشر الإصابات في المحافظة منذ ظهور أول حالة فيها في 1 تشرين الأول (أكتوبر) الشهر الماضي إلى أن وصلت إلى 804 إصابات.

إذ بدأت الإصابات في المحافظة بحالة واحدة ثم حالتين و 39 ثم ارتفعت الى 110 و118 و136 و197 إلى أن وصلت إلى 204 إصابات في الأيام الأخيرة.

وأشارت المصادر أن المستشفى أصبح غير قادر على استيعاب أي أعداد جديدة من الإصابات، في الوقت الذي حذرت فيه أن الوضع ما يزال ينذر بالخطر لارتفاع المؤشرات الوبائية والوتيرة التصاعدية لمعدل الإصابات والوفيات، بعد أن دخلت المدينة مرحلة الانتشار المجتمعي للوباء.

وتوقعت أن تشهد المدينة خلال الأيام المقبلة أرقاما مفزعة، بعد ظهور نتائج لمئات العينات المخبرية والتي تزيد فيها هذه الحالات بشكل مطرد، الأمر الذي سيؤدي إلى نفاد السعة السريرية المخصصة لإيواء المرضى بمستشفى الملكة رانيا العبدالله الموجود هو الآخر في المحافظة.

ويؤكد سكان في مدينة معان، أن وحدات الاستقبال في مستشفى معان الحكومي امتلأت، والأسرة المخصصة للتنفس الاصطناعي جميعها مشغولة ولا يوجد حاليا أي سرير شاغر، ما آثار مخاوفهم من دخول المحافظة "كارثة صحية”، إذا بقي التعامل مع الوباء على هذا المستوى.

وطالبوا بدعم عاجل من وزارة الصحة لمواجهة الزيادة في حالات عدد أسرة الإنعاش المخصصة لمرضى الفيروس، والتي تجاوزت طاقتها الاستيعابية القصوى وبلغت مرحلة الاستغلال التام، إلى جانب رصد احتياجات المستشفى والوقوف على تقديم الدعم لكل الكوادر الصحية والطبية والتمريضية في المستشفى الحكومي في المدينة، التي تقف يوميا في مقدمة هذه المعركة مع هذا الوباء.

ويؤكد المواطن عبدالله المحاميد، على أهمية أن تكون هناك أسرة كافية في مستشفى معان الحكومي لاستيعاب جميع مرضى "كورونا”، معتبرا أن زيادة عدد الأسرة في قسم الإنعاش وأجهزة التنفس الاصطناعي، المخصصة لعلاج مرضى الفيروس أولوية قصوى في مستشفيات المحافظة لإنقاذ حياة المرضى، ما يؤدي ذلك الى عجز النظام الصحي عن التكفل بمرضى الفيروس، مطالبا بزيادة عدد أجهزة التنفس وأطباء الاختصاص في طب الانعاش والتخدير، وهم الذين يمثلون حلقة أساسية في التكفل بمرضى الفيروس.

ويطالب علي الفناطسة، بتعزيز وزيادة السعة السريرية من أسرة الأوكسجين والإنعاش لمستشفى معان الحكومي، لاستيعاب مزيد من مرضى الفيروس مع استمرار حالات تفشي الوباء في المدينة، الى جانب تقديم إجراءات جديدة تهدف الى مجابهة وخفض المنحنى التصاعدي لانتشار الفيروس في مجتمع المدينة، مشددا على أن معالجة الحالة الوبائية يجب أن تستند إلى إجراءات للحد من انتشار المرض يرافقها تطبيق للبروتوكولات الصحية.

ويأمل عمر البزايعة، من الجهات المختصة توفير مكان آخر للإيواء والعزل مجهز بالكوادر البشرية والمعدات الطبية بشأن تخفيف درجة المخاطر الصحية، والذي يرتبط أساسا في خفض الضغط الحاصل على مستشفى معان الحكومي.

من جهته، أكد مدير عام صحة محافظة معان الدكتور أمجد أبو درويش، ان إصابات فيروس كورونا المستجد قد ارتفعت حتى مساء أول من أمس إلى 804 إصابات جديدة، منها 121 حالة في مدينة البترا، خلال الأيام الخمسة الماضية.

وأشار أبودرويش، أن هناك زيادة واضحة في أعداد الإصابات في الأيام الأخيرة، رغم استقرارها خلال الشهر الماضي الذي سجلت فيه 29 إصابة، متأملا أن لا تزيد الأعداد في الأيام المقبلة.

وبين أن نتائج فحص العينات التي تم سحبها من قبل فرق التقصي الوبائي للمخالطين والعينات العشوائية منذ بداية الجائحة وحتى هذه اللحظة، بلغت 35 ألف عينة تظهر تباعاً، مؤكدا انه أنه يتم التعامل مع الحالات وفق البروتوكول الصحي المعتمد واخذ العينات من المخالطين من قبل فرق التقصي الوبائي الميداني.

وأوضح انه يوجد في المحافظة 6 محطات ثابتة لفحص المخالطين للمصابين لتجنيب مراجعي المراكز الصحية لمخالطة المخالطين، بهدف الحفاظ على سلامتهم وتجنبهم إصابتهم ومحاصرة انتشار الوباء في المحافظة.

وأهاب أبو درويش، بالمواطنين بأن يكونوا على قدر المسؤولية، والالتزام بإجراءات السلامة حتى يستطيعوا التحكم في الوضع القائم ومحاصرة تفشي الوباء، مشددا على أنهم يعولون على ثقافة المواطن، والالتزام بالإجراءات الاحترازية من بينها: الابتعاد عن التجمعات، والالتزام بالتباعد وارتداء الكمامات وعدم المصافحة والاهتمام بغسل اليدين، والنظافة الشخصية، مؤكدا بأن هذه الوسائل هي الناجعة لمواجهة الوباء.