تنسيب بالموافقة على اعادة موظف الى منصبه في بلدية اربد بعد اخفاقه بالانتخابات النيابية
الوقائع الاخبارية : يبدو
ان مجلس بلدي اربد الكبرى وبضغط رئيسه ازاح عن كاهله مسالة البت بقضية
اعادة احد موظفي البلدية المستقيل أخيرا للترشح للانتخابات ، واخفق فيها،
اذ قرر اليوم احالة استدعائه لوزير الادارة المحلية لاعادته الخدمة.
اللافت ان المحاولة تأتي بعد قرابة 70 يوما من الاستقالة ، استنادا لقانون
الانتخاب الذي اشترط استقالة الموظف الحكومي ، قبل 60 يوما من الترشح، وهو
ما حدث انسجاما مع القانون ، لكن ما لا ينسجم مع اخلاقيات وادبيات العمل
الرسمي ان تظهر الاستقالة بمظهر تجربة الحظ للارتقاء وظيفيا ، من منصب او
وظيفة الى اخرى، ذات طموح مادي ومعنوي وان اصابت ، كان بها، وان خابت ،
فاذرع الوساطة والمحسوبية متاهبة لاعادة الوضع كما كان.
وزير الادارة المحلية توفيق كريشان معني ان لا يتناغم مع هذه المطلبية غير
المحقة، والمخالفة لروح القانون ، الذي لو وجد لها ذريعة او مبرر ، لما
اشترط الاستقالة اصلا، التي حتما ستفتح الباب لمطالب العشرات وربما المئات
ممن تركوا وظائفهم، وعطاءاتهم ، وشركاتهم ذات التماس بمصالح حكومية ، ما
يفسح المجال للوساطة والمحسوبية ، والشطارة ، بالمقابل حرمان اخرين من هذه
العودة ، لقصر ايديهم عن الوصول للمراد.
قرار المجلس البلدي ، تشي المعلومات المتوافرة ان رئيس البلدية اقنع اعضائه
باقرار الموافقة على رفع الاستدعاء، فيما يتولى هو بحكم علاقاته اقناع
معاليه ، ليتولى الأخير اقناع مجلس الوزراء ، بالاستثناء.
يحدث ذلك والرسمي يجهد في سبيل اقناع الراي العام بصوابية الانتخابات ،
وجدواها، ونزاهتها المجروحة داخليا وخارجيا ، وتناولها الإعلام العالمي ،
لياتي قرار أقل ما يوصف به انه محاولة ساذجة، والتفافية مقيته على القانون،
ليزيد من مساحة الجرح، ويعزز القناعة لدى المشككين بالانتخابات ،
وصوابيتها ، واهميتها.
الوزير امام اختبار حقيقي ، هو وسواه من مرجعات القرار بهكذا حالات، لبتر
مثل هذه المحاولات الالتفافية ، احتراما للقانون وروحه وادبيات العمل
السياسي واخلاقياته، وتخفيف الشوائب التي مست الانتخابات ، وما تزال عالقة
بها.
بقي القول ان الشاغر الذي خلفه المستقيل، ليس بالفني او التقني، الذي ربما
تفرض الخبرة فيه عودة صاحبه الاصيل ، فهو وان انطوى على اهمية ادارية الا
ان العشرات من موظفي البلدية مؤهلين لملئه، بل ربما هم الاحق به، لكنهم
افتقدوا العنصر الاهم من الخبرة ، ويتصل برضى مرجعيات المؤسسة والقرب منها.