نقاد وباحثون يناقشون كتاب"تحولات النكتة المعاصرة في الأردن من مؤسسة للإضحاك الى تفكيك للخطابات القلعوية"
الوقائع الإخبارية: ناقش مجموعة من النقاد والباحثين كتاب "تحولات النكتة المعاصرة في الأردن من مؤسسة للإضحاك الى تفكيك للخطابات القلعوية" للكاتب عمر الرداد، وذلك برعاية رئيس الجامعة الأردنية الدكتور عبد الكريم القضاة، وبحضور أكاديميين وإعلاميين مميزين.
وقال الدكتور جمال مقابلة من جامعة الإمارات إن أهمية هذه الدراسة تكمن في كونها الأولى في بابها البحثي الفريد في نظرية الأنواع الأدبية، أو قراءة جنس أدبي مختلف، وهي قراءة منهجية للنكتة الأردنية في ضوء التداولية والتواصلية. إذ ليس يخفى علينا الإشكال الذي تثيره لغة النكتة المفككة أو العامية أو السياقية التي يفقد فيها النص كثيرا من خصائصه التي تعتمدها الأجناس الأدبية القارّة، ناهيك عن غياب المؤلف أو القائل، الذي عادة ما كان يمنح نصّه البعد التجنيسي عبر أسلوبه ومدى انسجامه مع مؤسسة ذلك الجنس الأدبي.
بدوره أشار الأستاذ الدكتور نزار قبيلات من الجامعة الأردنية إلى أن دراسة النكتة تبدو اليوم دراسة إشكالية؛ ذلك لأنها تنهض على انقلاب في التعاطي مع النص ابتداءً من المرسِل والنص ثم المتلقي، بيد أننا وكما ذكر الباحث الرداد أمام انقلاب في ثلاثية التلقي، وأمام نص يُتداول سريعا ويُتلقى عشرات ومئات المرات دون أن يضمر أي نسق ما؛ رغم تلك الجمالية التي تضمرها النكتة.
وبين الدكتور عطا الله الحجايا أيضا من الجامعة الأردنية أن الفعالية التي نظمها منتدى الجامعة الثقافي جاءت ضمن سنة حميدة سار بها المنتدى فالحراك الثقافي يجب ألا يتوقف، وألا يُهزم أمام الجائحة، وهذه فرصة للجميع بأن نعزز الحياة، فمناقشة كتاب ليست أمرا عابرا ولكنها مؤشر على أننا نمضي متسلحين بالمقاومة والتشبث بالحياة، ولن نهزم أمام الفيروس.
وأضاف أن الكتاب موضوع الندوة يستحق العرض والمناقشة؛ لما يحتويه من رؤى، وما يثيره من أسئلة حول النكتة وتحولاتها ووظيفتها المجتمعية، وقد استطاع المؤلف أن يغوص في عالم النكتة ومآلات تأويلها، وعمقها الدلالي في منهج تطبيقي عميق، ونأمل أن يستمر نجاح المنتدى الثقافي الذي نعوّل عليه كثيرا وننتظر منه الكثير.
من جهته أوضح الكاتب عمر الرداد إرهاصات تأليف الكتاب والظروف المحيطة بذلك، حيث حاول الوقوف على تحوّلات النكتة بوصفها خطاباً جديداً، متمرّدا على مؤسسة الإضحاك والتسلّي، ما أفضى إلى تشكّل خطابٍ يحقّق علوّاً على الخطاب التقليدي بسلطاته، فنُزعت سلطة النّاص لصالح سلطتي المتلقّي والرسالة، مستفيداً مما وفّرته التكنولوجيا الحديثة من أدوات تواصلية جديدة ومتشعبة.
وقد خلص الكتاب إلى أنّ خطاب النكتة لا يخضع لمقاييس الشكل والمضمون، لأنّه خطاب متمرد يولّد المعنى وفق معطيات زمانية ومكانية وفّرت له مفاهيم المنهج التداولي ومعاييره صيرورة مختلفة وتلقياً جديداً. لتؤسّس للنكتة بمفهومها الجديد، وتؤصّله باحتفاء، في مجتمع قلّ أن يوصف بأنّه يمتلك الروح القادرة على إنتاجها.
وكان الدكتور إسماعيل السعودي قد أدار الندوة شاكرا المحاضرين على حضورهم النقدي المميز، ومداخلاتهم القيمة والعميقة، وتكرمهم بمشاركة منتدى الجامعة الثقافي فعالياته التي تأتي تحت عنوان (حديث الثلاثاء).