هل فيروس كورونا له رائحة .. هكذا تصرفت الكلاب؟

الوقائع الاخبارية :في أحد المنازل الريفية على بُعد أميالٍ قليلة من مدينة ميلتون كاينز الإنجليزية أجرى المُدرِّبون، جيس وجايد ومارك تدريباً لأحد الكلاب من أجل اكتشاف ما إذا كان فيروس كورونا له رائحة أم لا؟ .

ففي غرفةٍ ذات إضاءة زاهية، وُضِعَت أربعة أكواب معدنية مقلوبة على سجادةٍ حمراء؛ يحتوي كلٌّ منها على جرَّة زجاجية صغيرة، وأحدها ذو رائحة: "رائحة تدريب" للكلاب. يهرع إلى الغرفة الكلب بيلي، وهو من نوع اللابرادور، وتتبعه مدرِّبته جيس.

حيث يقفز بيلي في أرجاء المكان، ومن الواضح أنه متحمسٌ للغاية، ويأخذ في شمِّ كلِّ شيء- الأثاث والناس والأكواب. ثم يهز نفسه بشدة. وعندما يشم الكوب الذي يحتوي على الرائحة، تصفِّق له مدرِّبةٌ أخرى، وهي جايد، وتكافئه بلعبته المُفضَّلة، وهي كرة مطَّاطية وفق التقرير الذي نشرته صحيفة The Guardian البريطانية يوم السبت 12 ديسمبر/كانون الأول 2020.

دورة للتدريب للتعرف على ما إذا كان فيروس كورونا له رائحة

حتى هذه النقطة، ليس الأمر جديراً بالاندهاش، فالكلاب تتمتَّع بأنوفٍ ممتازة، والجميع يعرف ذلك. وتُقدَّر قدرة أنف الكلب على الشم بـ10 آلاف مرة من قدرة الإنسان لكن بيلي يشارك في دورةٍ تدريبية سريعة لتعلُّم التعرُّف على كوفيد-19. وهو لا يتعلَّم باستخدام الفيروس الفعلي بالطبع، بل بعينة تدريب ستعلِّمه القيام بهذه المهمة.

يجري هذا في المقر الرئيسي لمؤسَّسة Medical Detection Dogs، وهي مؤسَّسة خيرية شاركت في تأسيسها كلير جيست، وهي عالمةٌ نفسية سلوكية تهتم بشكلٍ خاص بالعلاقة بين الناس والكلاب.

حيث تعيش في المؤسَّسة رفقة كلابها التي تعلِّمها مثل التلاميذ، بما فيها إيجي، الكلب الألماني، وهو كلب إنقاذ لا يزال يتعلَّم أشياءً مثل أن السجادة الحمراء ليست مرحاضاً، وهي لا تلومه على ذلك.

بدأ كلُّ شيءٍ حين أخبرتها إحدى صديقاتها عن كلبها الأليف الذي يشمُّ بإصرارٍ الشامة الموجودة على بشرتها. وحين ذهبت هذه الصديقة إلى الطبيب وأزالت الشامة، اكتشفت أنها مصابة بورم خبيث فيها. حيث تقول جيست: "فكَّرتُ منذ ذلك الحين أنه إذا كان بإمكاني أن أفعل شيئاً في حياتي، فأريد إثبات أن الكلاب يمكنها شم السرطان والمرض".

عالمى تدرِّب الكلاب على شم الفيروسات

في وقتٍ لاحق لاحظت أن أحد كلابها بدأ يتصرَّف بشكلٍ غريبٍ من حولها؛ إذ يدفعها ويحدِّق بها كما لو كان قلقاً عليها. ذهبت جيست أيضاً إلى الطبيب وأخبرها بعد الفحص أنها مُصابة بسرطان الثدي في مرحلةٍ مُبكِّرة.

تُقِرُّ جيست أنها كانت تحمل الكثير من الشكوك حول ذلك الأمر، لكنها تشير إلى أنها عملت في العام 2004 على أول دراسة علمية أظهرت أن الكلاب يمكنها اكتشاف سرطان المثانة البشري، ونُشِرَت الدراسة في مجلة British Medical Journal العلمية البريطانية.

في حين عملت جيست مؤخراً مع الأستاذين جيمس لوغان من كلية لندن للصحة والطب الاستوائي، وستيف ليندساي من قسم العلوم الحيوية بجامعة دورهام، من بين آخرين، في مشروعٍ ناجح لتدريب الكلاب على التعرُّف على الملاريا.

حيث تقول جيست: "لدى الكلب 350 مليون مستقبل حسي مُخصَّص للشم، بينما لدى الإنسان 5 ملايين فقط". وأشار بحثها إلى أن الكلاب يمكنها اكتشاف آثار ضئيلة للغاية من الرائحة؛ حوالي جزء واحد من تريليون، أو ما يعادل ملعقة شاي صغيرة في اثنين من حماميّ سباحة أوليمبيَّين.