وزارة البيئة بلا صلاحيات .. ووزير على مقاس غودو
الوقائع الاخبارية : في المسرحية الشهيرة ذائعة الصيت "في انتظار غودو" ينتظر استراغون وفلاديمير، غودو الذي لا يجيء، وطوال فترة العرض يتردد اسمه مع هوس انتظاره، لكنه يظل مرتهناً في غيابٍ مطلق لا يدل عليه إلا اسمه.
هكذا هي حالة وزارة البيئة في حكومة بشر خصاونة، أما غودو الغائب في مساحة مقالتنا هذه، فهو الوزير نبيل مصاروة، الذي يُصرّ على غيابٍ مُطلق واختفاءٍ قسري من أمام وجه صحافة تبحث عن أجوبة لأسئلة ملفات عالقة لم تُعالج بعد.
وجب إدراك حجم الكارثة البيئية التي تعيشها المملكة في ظل غياب برامج واضحة التفاصيل، مكتملة الإعداد، ممنهجة الرؤى للتعامل مع قطاع جداً حسّاس مثل البيئة.
الوزير السابق للبيئة في حكومة الرزاز وقبل انتهاء عهد حكومته ، كان قد طالب بإجراءاتٍ عاجلة بشأن التعامل مع المواد الكيميائية الخطرة المتراكمة في المملكة، غير أن الملف ظل يراوح مكانه من غير دراسة، ولا حتى أي اجراءات ضمن الحدود الدنيا ، واستمر الحال الى جاءت الحكومة الجديدة ، في شخص وزيرها الغائب لتواصل التعتيمَ نفسه، والإهمال ذاته في التعامل مع ملفٍ شائك كهذا المِلف.
فوق هذا، فإن وِزارة البيئة فقدت بحكم إجراء سابق من الحكومة الراحلة صلاحيات التفتيش والترخيص والرصد البيئي التي تم نقلها إلى هيئة المستهلك، الأمر الذي قلص من أدائها كوزارة في ملفات كثيرة بقيت متشظّية بين إجراء وزاري سابق، وتخاذل وزاري حالي، لم يكشف عن طبيعة وحقيقة التنازل الذي تم.
واضافة إلى ماسبق عرضه فإن مواصلة فعل النعامة في إخفاء الرأس هو السمة الظاهرة في تعامل وزارة البيئة التي لا تسعى إلى بادرة التشاور وفتح باب الحوار مع المختصين ومؤسسات المجتمع المدني حول مشروع قانون الجودة وحماية المستهلك.
واقع حال وزارة البيئة راهنا اشبه بوزارات الدولة ، ، التي وان افتقدت لغياب الكوادر الوظيفية المساندة، لأن غالبية وزرائها لا مهام لهم ، لكنها في حالة البيئة مختلفة من حيث وجود هذه الكوادر والمؤهلة بالمئات ، لكنها معطلة في ظل غياب وانتظار جودو.