صالح العرموطي !! حكاية يجب أن تؤرخ للأجيال القادمة ..فطوبى للأوفياء والأطهار

الوقائع الإخبارية :ـ جمال حداد

صالح العرموطي،المحامي،النائب،النقيب،هو بلا منازع، احد الأعمدة الصلبة / الراسخة في الأرض الأردنية، الذين نذروا أنفسهم كجنود طليعيين، لرفع راية حرية التعبيرالى أقصى مدى بعد أن كادت أن تلامس الأرض في مستواها. فالأصل أن الحرية لا سقف لها إلا رقابة الضمير ومخافة الله ومصلحة الأمة.

صالح العرموطي،صديق الصحافيين ،محامي الكلمة النظيفة ،فارس لغة الفروسية، ،فحُقَّ لنا ان نفتخر بهذه القامة الوطنية التي تقف مع الحق وتدور معه أينما يدور،تراه مع الصحافيين،المعلمين،المتقاعدين مدنيين وعسكريين،مع الضعفاء والمظلومين والمحرومين والمتعثرين.فأي نموذج من الرجال انت يا ابا عماد ؟!. واي نوع من الأطهار جبلت طينتك ؟!. من اي حليب طاهر نقي رضعت، حتى صرت محط إعجاب الكبار والصغار،المثقفين والعامين.ومن مثلك يحمل همً الوطن والخوف عليه ،حتى انك ترعاه بكل جوارحك،وحينما تتكلم كيف فعلت به النخبة احس انك تود ان تخرج من جلدك.هذا الوطن الغالي عليك، لو استطعت لخبئته في عيونك.فلله درك فهذا المنسوب من الانتماء لا يصل اليه الا رجال الله المشهود لهم بالنبل والتقوى،الايثار والتضحية.

ان اكثر ما يميز الشخصية الفذة، لاستاذنا الكبير صالح العرموطي انسانيته العميقة الذي يتحلى بها والوطنية العالية التي تتدفق في شرايينه.شخصية لطيفة محبوبة قريبة من القلب،هي كما يصفها أهل الأدب بالسهل الممتنع التي تجمع بين التواضع والحزم،اللين والقوة،البساطة والصلابة،الرزانة والمهابة،نعومة حديث المحبة وهدير الخطابة.

العرموطي نموذج رائع للانسان الشفيف،الصديق الوفي،المحامي النقي،النائب الشعبي رغم عزوف الناس عن النواب والمجلس النيابي الا ان كلمته الاخيرة في مجلس النواب اعادت الانظار الى المجلس النواب المعتم،و استأثرت باهتمام الشارع الاردني كله،وتناقلها الناس كهدية ثمينة ترفع الرأس في زمن صارت الاغلبية تفاخر بالتباري برفع الايادي وهز الرؤوس بالموافقة.

الامر الذي يعطيك صورة مدى حب الناس للاستاذ العرموطي وقدرته الرفيعة على جذب كل من يعرفه،كما يعكس قدرة ابو عماد على عكس ما يجول في عقول الناس من افكار وقلوبهم من تطلعات،فوجدوا في ابي عماد عمدتهم وضالتهم ورمزهم ،ناهيك انه انسان قوي الشكيمة في زمن الطأطأة،وما انعم الله عليه من صفات طيبة وطاقة ايجابية كل هذه المقومات يربطها خيط الالتزام بالمسؤولية واحترام الاخرين وفوق هذا كله تقوى الله... والتقي المؤمن لا يخشى في الحق لومة لائم.لكن الجانب المحجوب من القمر الوطني العرموطي،انكاره للذات حيث لم يسمع احد منه ان تحدث عن نفسه كما يفعل الفارغون من المصابين بالنرجسية وحب الذات.

لقد كانت دوما انسانية الاستاذ صالح العرموطي وسجاياه النبيلة ومواقفه السديدة منارة يهتدى بها ورمزاًيجمع بين حكمة المؤمن وزهده واصالة المثقف الطاهر المخلص لمبادئه ،لا كما يحدث اليوم للمثقفين المرضى الذين يسخرون انفسهم لخدمة من يقدم العطايا والمناصب الشرفية لهم من دون التفات للمباديء والاخلاق والقيم النبيلة.

لا ابالغ ان قلت ان استاذنا الكبير/ صالح العرموطي بعطائه الدؤوب،وتفانيه الدائم الجارف، هو مؤسسة قائمة بذاتها لما قدمه من انجازات وعطاءات خفية ومعلنة،ومساعدات يصعب حصرها،اما حكايته التي يجب ان تؤرخ للاجيال القادمة هي اسلوبه وطريقة تعامله مع اهل السلطة ورجال الادارة. فهو لا يقبل الغلط من اي مكان اتى ولا يرضى عن الحق بديلا.

هذا هو باختصار شديد صالح العرموطي الذي اصبح " تريند"، حديث الشارع الاردني ونجم جلسة الثقة في البرلمان الاردني / المجلس التاسع عشر. فطوبى للاوفياء والاطهار الذين يعملون لدنياهم كانهم يعيشون ابداً،ويعملون لآخرتهم كأنهم يموتون غداً.والذين قال فيهم الله تعالى :ـ " من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه....." صدق الله العظيم.