العبدالات تكتب : كلمات لربيعة القلوب أمي ... رحمها الله وتقبلها بقبول حسن يا رب

الوقائع الاخبارية : من سناء عقلة العبداللات الى الحاجة المربية الفاضلة المرحومة ربيعة العبداللات- أم موسى العبداللات

اشتقت لك أمي، اشتقت لدعواتك لضحكاتك ولزياراتك للمريض واليتيم والقريب والغريب ، اشتقت يا روح الروح لمناقشاتك ولتوجيهاتك كطالبة في مدرستك العريقة الأصيلة بالحكمة والموعظة الحسنة والإصلاح والصلاح بين الناس ، فحسّك ورائحتك وعيناك وأنفاسك وخطواتك تدندنه أنفاسي وسكناتي في حياتي ما حييت ، لأتذكر ما خطّته قدماك من سعي لأماننا وتوفير كل سبل الراحة بعد وفاة والدنا رحمها الله وأسأل الله العلي القدير أن يسكنه فسيح الجنان ، فكنت الأب والأم والأهل والحنان والمحبة في شجرة عائلتنا ونورها ونور من لمس ذاك الطهر والسماحة في وجهها ، وبركة دعائها وكلامها الذي تتصدر به كل المجالس بالحكمة والوزن والمكان لخبرتها في الحياة ، شيخة المجلس والحديث رحمها الله وأسكنها ربي فسيح الجنان والرحمة .
أمي كم اشتقت إليكِ، اشتقت إلى حضنك الدافئ، كم تعبتِ من أجلي، سهرت ، كنت بجانبي في كل محافلي في كل نجاحاتي كنت بجانبي وكان لأجلك كل ما خطته يداي وقدماي من علم ومعرفة وتربية ولوالدي رحمه الله ، لن أنسـاكِ أبداً.

كل ما أحتاجه هو أمي فأنا وحيد بدونها، أريد دعوة تهديني إلى طريق الصواب، فكل صباح كانت دعواتها تزفني بين الطرقات والبركة في الرزق والعلم والمعرفة ، فكم أنا بحاجة لتقبيل يديها الطاهرتين ورضاها لتنير عتمات طريقي وقلبي

والكلمات قلائل أنثرها في وصف اشتياقي وشكري وامتناني عن ما قدّمته لنا والدتي لأسرتنا ولمن عرفها ولمن مدّت له يد العون، والكلام عاجز عن التعبير والوصف عما خاطته من كلام وعبر ودروس في عباءة عروبتنا وأصالتنا، حتى اسمها ربيعة القلوب لتدخل للقلوب مباشرة فتنثر فيه الربيع والرياحين ، فشكرا لك على ما أنبته من نبات حسن في نفوسنا وما زرعه والدي من مكارم الأخلاق في خطانا وممشانا ، فشكرا لكما ورحمكما الله وسنسعى العائلة التي تمشي في دربكما المليء بالمحبة والحكمة والحنان والدفء.

أسأل الله العلي العظيم أن يفرح قلبها كما فرحت القلوب الكثيرة بجنة الفردوس الأعلى ولأبي الحاني الباني بمرافقتها في جنة الفردوس الأعلى برفقة شفيع الأمة محمد صل الله عليه وسلم وبحوضه شاربين ومن باب الريان في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان داخلين يا الله ، واللهم بارك لنا في اخواني وأخواتي وأولادهم وأحفادها جميعا

نزرع الورد بين القبور..
لا ليشتمه الموتى..
بل لتورق ذكراهم في قلوبنا..

في تجاعيد وجهها..
يظهر وجه آخر للزمان..
عمر مليء بالعطايا..
ونهر يتدفق ليمنح المحيطين به الحياة..
.

يبحثون عنك يا أمي
بين أسطر مدوَّناتي
ولا يدرون مكانك
بين حجرات قلبي

كم كنت تغذين حياتي بحنانكِ..
وتشعين الحب في أطياف كوني..
ولكنني اشتقت لك ..
ورحلتِ بصمت.. وبهدوء

صوتك..
حبل سحريّ..
ينشلني من بئر عميقة..

لا يطفئ بركان الحنين
إلاّ
التأمل في لحظات
منحتنا الفرح بعطرك يا أمي

حنيني يضنيني
لأحبة غابوا عن المدينة
التي اكتفت من الغياب
وارتوت من البعد
أحبة غابوا
لوحوا بأكفهم بلا رجعة
بلا أخبار
وتركوني وحيدة في مدينة
تنتظر معي الغياب..

هل للذكرى من دواءٍ
يشفي ما اختزنته الأيام..

كأن الابتسامة..
هلال متلألئ..
يرسم حدوده على وجنتيك. . يا أمي

تدندن أذناي..
ما كنّا نسمعه معاً..
فيرجع الصدى لهما..

ما عدت أتنفس رائحتك..
ولذا ما عدت أثق بحاسة الشم

اشتقت لرؤياك...
وعندما وقفت أمام مرآتي
رأيت صورتك في عينيّ..

من جبينك...
تتألق الشموس..

لم تعد جفوني..
ترغب براحة النوم..
بعد غيابك يا أمي ..

في صمتي حياة..
توصفها الأحكام السماوية

لا يطرق باب قلبي..
إلاّ ألم الاشتياق..
فكم من ظلمة.. أشعلت كل الطرقات

ألم يصنعوا للألم جسراً..
يعبر فوقه..
غير قلبي!

من عطرك..
تستمد الورود رائحتها..
وتردد تراتيل السعادة..

في عطائها..
تسكن سنابل القمح..
مهما كانت مناجل الحياة قاسية..

وتظلين نجمتي..
مهما الظلام، اشتدّ واحتدّ...