{clean_title}

السفارة الأردنية في لبنان ...مفخرة وطنية ونماذج متمسكة سلوكاً واخلاقاً بالثوابت الأردنية العريقة

الوقائع الإخبارية :ـ جمال حداد

إذا كانت السياسة فن الممكن ، فالإدارة الناجحة هي تطويع المستحيل،وجعله عجينة مطواعة في يد المدير ذي الكفاءة والخبرة،ذلك الذي يمتلك مقومات القيادة وفن التعامل مع الناس بدبلوماسية ويتميز بالهدوء والرزانة وسابق المعرفة بالذات الإنسانية ومالها وما عليها ونظرة فاحصة بالناس وأحوالهم واستبصار ما يريدون قبل أن يطلبوه.هذه مقدمة قصيرة لرحلة طويلة ممتعة مع أركان السفارة الأردنية في لبنان الشقيق،الذين يعملون بروح الفريق خدمة للمواطن الأردني هناك.

في الأردن اليوم تجري ثورة إصلاحية بيضاء بإشراف جلالة الملك،لصياغة أردن جديد من خلال قصم ظهر الفساد،ومحاربة الترهل الإداري،وإنعاش الاقتصاد،وبعث الروح في الحياة السياسية،والعمل الدؤوب على تحديث قانون الأحزاب وقانون الانتخاب وإلباسهما حلة عصرية لمواكبة قطار العصر السريع.فعلا لقد دارت ماكينة الإصلاح،بكل طاقتها وتناولت الركائز الثلاث الإدارة،الاقتصاد ، السياسة.

الحقيقة المعروفة لدى الكافة، أن الترهل الإداري،ضرب كل المؤسسات،وبات الناس يشكون من بيروقراطية المكاتب،وسلبياتها الكثيرة المتعددة الأجنحة والفروع والعميقة الجذور ما دفع رئيس الوزراء قبل أيام لوضع آليات محاربة الرشوة الصغيرة منها والكبيرة.لذلك أمر جلالة الملك بتشكيل اللجنة الملكية للإصلاح،للعمل على وضع الحلول الممكنة لتحديث الإدارة والقضاء على سلبياتها ومكامن الضعف فيها،لأجل بث دورة دموية جديدة لتجديد شبابها وتنشيط حيويتها بعد ان أصابها خمول الشيخوخة وأمراضها المزمنة والمستوطنة.

بداية، ان لكل قاعدة استثناء ،وللأمانة التاريخية وبمنتهى الصراحة والحيادية والشفافية،وبصفتي الصحفية والمهنية كمراقب، لكل ما يدور حولي من الشأن الأردني،وتسجيله بقلمي والتقاطه بعدستي ونشره على صفحات وكالتنا" الوقائع الإخبارية "،فأنني اشهد بصدقية خالصة وبحافز من ضميري الوطني، أن السفارة الأردنية في لبنان، تشكل استثناء مميزا في فن الإدارة والتخاطب مع المراجعين والرد على استفساراتهم على مدار الساعة من دون تذمر ولا امتعاض. فالكل يرحب بك من سعادة السفير وليد الحديد والنشامى من كوادر السفارة،وكأنها جزيرة نائية ويتنفس فيها الأردنيون نسائم الاسترخاء،حيث معاملاتهم تمشي بدقة وأمانة ساعة سويسرية ـ ماركة مسجلة ـ.

السفارة مفتوحة أبوابها للأردنيين،وإذا ما وصلت أعتابها تشتم رائحة الطيب والهيل والأصالة الأردنية.فالكل يحتفل بك كأردني، ويتبارى في تقديم الخدمة لك. لهذا نقول بأعلى صوتنا لمثل هؤلاء النشامى ترفع القبعة، من سعادة السفير حتى أدنى رتبة في السفارة، على التفاني في الخدمة،والتساهل في التعامل،وإغاثة الملهوف،وإعانة من يبحث عن إعانة،ومتابعة معاملات الأردنيين في المؤسسات اللبنانية من دون تلكؤ ولا تأخير إثناء الدوام.ولا أغالي حينما أقول :ـ جميع أركان السفارة يتهافتون ليحظى كل واحد بشرف المساعدة في مجال اختصاصه.

لكل ما سلف، صارت السفارة الأردنية في بيروت منارة للتائهين،و محجاً للاردنيين الزائرين في لبنان،خاصة من تقطعت بهم السبل،و أولئك الذي ينشدون المساعدة والاستفسار.لهذا أقولها من قلبي وملء فمي،ان سفارتنا في لبنان تشكل استثناء يحتذى، وعلامة فارقة في العمل على تامين مستلزمات الأردنيين كافة سواء كانوا طلاباً، رجال أعمال،مرضى للمعالجة.فتحية كبيرة لموظفي السفارة وعلى رأسهم سعادة السفير وليد الحديد، والنشمية الأردنية كارين وجميع أركان السفارة.

السفارة الاردنية في لبنان،منارة للمغتربين الأردنيين. وهي على الدوام تعطي صورة جميلة ونقية ورائعة عن الوطن الام.ونشهد ان موظفيها يعكسون حضارة الأردنيين الضاربة في القدم وعاداتهم الطيبة واعرافهم النبيلة، ونضجهم الثقافي والانساني.نماذج اردنية رائعة لا زالت، متمسكة سلوكاً واخلاقاً بالثوابت الاردنية العريقة الموروثة من الاجداد ملح الارض، الى يومنا هذا دون تفريط بها، رغم عاديات الزمن وطاحونة العصر التي لا ترحم.

يا اللـــــه.....مجرد وصولك إلى ارض بيروت، تعرف انك في الغربة بمعية فريق من النشامى يتبارون في الخدمة لكي يعكسوا وجه الوطن المشرق.هذا دليل قاطع يدل، ان وراء هذه المنظومة جهد إداري كبير، ما يشعرك بان وطنك الأردني بخير،وان هناك رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه. وما يثبت لنا بصراحة ان ما ينقصنا هو الانتماء للوطن الأغلى والأحلى فان توفرا كما هناك في السفارة فسنكون في مصاف الدول المتقدمة.

اذاً القصة ليست نقص مال كما يدعي الفاشلون او غير ذلك من المبررات المزعومة، بل القصة اننا ينقصنا مثل تلك النماذج الوفية التي شاهدناها في السفارة الاردنية في لبنان ونحتاج الى امثالها في مؤسسات الدولة الاردنية هذه الايام العصيبة.

باختصار شديد، سفارتنا في بيروت ليست صومعة منعزلة مزنزلة بالاسوار العالية والحرس الشداد،بل هي خلية نحل دائمة العمل، تعطي شهدها الحلو لكل اردني حطت رحاله في العاصمة اللبنانية....فالف تحية لاركان السفارة العاملين بروح الفريق لخدمة الوطن الام.