الكرك: تراجع الحبوب إلى 1000 طن

الوقائع الاخبارية : تراجعت كميات الحبوب من المحاصيل الحقلية المستلمة في مركز استلام المحاصيل الحقلية لإقليم الجنوب من القمح والشعير للموسم الحالي الى حوالي 1100 طن فقط، مع نهاية موعد استلام المحاصيل الحقلية أول من أمس، مقارنة مع حوالي 14 ألف طن الموسم الماضي.

وكانت محافظة الكرك قد شهدت تراجعا كبيرا في تساقط الأمطار الموسم الحالي مقارنة مع العام الماضي؛ حيث بلغت كميات الأمطار حوالي 125 مل فقط طوال الموسم، مقارنة مع تساقط غزير للأمطار الموسم الماضي وصلت نسبته الى حوالي 400 ملم في أغلب المناطق.

وكانت كميات الإنتاج الوفيرة للأراضي في محافظة الكرك والمحافظات الجنوبية الأخرى من الشعير والقمح الموسم الماضي بسبب الأمطار الغزيرة التي تساقطت، قد حفزت المزارعين على زراعة مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية، وخصوصا تلك التي كانت مهملة لأعوام طويلة بسبب مواسم رديئة.

وتقدر مصادر رسمية المساحات الزراعية التي زرعت الموسم الحالي بالمحاصيل الحقلية بحوالي 300 ألف دونم بمختلف مناطق المحافظة، تزرع أغلبها بمحصولي القمح والشعير وبعض المحاصيل الأخرى.

وقال مدير مركز استلام المحاصيل الحقلية لإقليم الجنوب في بلدة الربة شمالي المحافظة مدير صناعة وتجارة الكرك محمد الصعوب، إن المركز مع نهاية دوام أول من أمس وانتهاء فترة استلام المحاصيل الحقلية من القمح والشعير استلم حوالي 1100 طن من المحاصيل والحبوب، منها حوالي 800 طن من الشعير وحوالي 300 طن من القمح، لافتا الى أن هذه الكميات تم استلامها من حوالي 100 مزارع فقط، هم الذين تمكنوا من حصاد بعض حقولهم، وبقيمة تقدر بحوالي 500 ألف دينار.

وبين أن هذه الكميات تراجعت الى مستوى كبير، مقارنة مع الموسم الماضي، الذي شهد استلام حوالي 14 ألف طن من المحاصيل الحقلية من الحبوب، من خلال زهاء 500 مزارع وبقيمة مالية وصلت الى حوالي 5 ملايين دينار، مشيرا الى أن تلك الكميات المرتفعة كانت بفضل كميات الأمطار الكبيرة التي تساقطت العام الماضي على المحافظة مقارنة بالعام الحالي.

وكان مجلس الوزراء قرر منتصف شهر أيار (مايو) الماضي، وبناء على تنسيب وزير الزراعة، برفع سعر شراء القمح والشعير المحلي 50 دينارا للطن الواحد، وذلك على البذار والمونة من تلك المحاصيل. وجاء هذا القرار، بحسب بيان صحفي للوزارة، لمساندة ودعم مزارعي المحاصيل الحقلية نظرا لانخفاض كميات الهطل المطري في أغلب مناطق المملكة.

ويذكر أن سعر الشراء السابق كان للقمح البذار 450 دينارا/طن، ليصبح 500 دينار للطن والشعير البذار 370 دينارا/طن، ليصبح 420 دينارا/طن، وقمح مواني 370 دينارا/طن، ليصبح 420 دينار للطن، والشعير العلفي 320 دينارا/طن، ليصبح 370 دينارا/طن.

وأشار مزارعون الى أن الموسم الحالي كان الأصعب على المزارعين ومربي الماشية منذ عشرات الأعوام، بسبب تعرضهم لفقدان المحصول، وعدم توفر احتياجاتهم من الأعلاف والمحاصيل الحقلية من القمح والشعير، إضافة الى خسائرهم المتعلقة بكلفة الإنتاج وخسارة المحصول التي تقدر بحوالي 10 ملايين دينار.

وطالبوا وزارة الزراعة بتعويضهم أسوة ببقية المزارعين في مختلف مناطق المملكة، الذين تتعرض محاصيلهم لمشاكل طبيعية، خصوصا وأن جميع الحقول التي تمت زراعتها بالقمح والشعير هذا العام قد جفت ولم يتم الاستفادة منها على الإطلاق.

وأشار المزارع عدنان القطاونة، إلى أن أوضاع المزارعين للمحاصيل الحقلية الموسم الحالي صعبة للغاية، وتؤكد تعرضهم لخسائر مالية كبيرة لا يمكن تعويض جزء منها، لأن المحصول لم يتم الاستفادة منه على الإطلاق، حتى لرعي الماشية التي لا تتمكن من التقاطه.

ولفت الى أن فقدان المحصول يعني فقدان المادة العلفية للمواشي من القمح والشعير، التي تعني تكبيد المزارعين الذين لديهم مواش كلفا مالية كبيرة لا يستطيعون توفيرها لشراء الأعلاف لمواشيهم.

وأكد المزارع عباس الضمور، أنه اعتاد كل موسم أن يقوم ببيع كميات جيدة من المحاصيل الحقلية من القمح والشعير لمركز استلام المحاصيل الحقلية ويحصل على مبلغ مالي جيد، مشيرا الى أن الموسم الحالي كان من أكثر المواسم خسارة، بحيث لم يتمكن من تحصيل أي كميات من الحبوب، حتى يتمكن من الحصول على البذار للموسم المقبل. وأشار الى أن الموسم الحالي هو الأصعب على الأسر الكركية، التي تمتهن الزارعة وتعتمد عليها بشكل كبير في معيشتها.

واعتبر أن المزارعين لا يعرفون كيف يتمكنون من الاستمرار طوال العام وزراعة الأراضي للموسم المقبل، سوى من خلال القروض، التي لا تتوافر حاليا من خلال الإقراض الزراعي.

وكان مزارعون قد استغربوا قيام وزارة الزراعة برفع أسعار شراء المحاصيل الحقلية الموسم الحالي، في وقت لا يوجد أي كميات من المحاصيل الحقلية سوى لدى قلة من المزارعين. وكان مهما أن تزيد الأسعار للموسم الماضي، الذي شهد وفرة بالإنتاج لمساعدة المزارعين.