وسط معدلات التضخم الحالية، هل يصعد الذهب ويحقق رقماً قياسياً جديداً؟

الوقائع الاخبارية :ارتفع سعر الذهب بنسبة 13٪ منذ أن انخفض إلى ما دون 1700 دولار للأوقية في شهر مارس الماضي، وارتفع لفترة وجيزة فوق 1900 دولار للأوقية في نهاية شهر مايو حتى بداية شهر يونيو. أدت المخاوف المتجددة بشأن التضخم إلى توفير الدعم، وزيادة الاهتمام بالشراء من المستثمرين وتداول الذهب والتدفقات علي الصناديق المتداولة في البورصة.

هل تخلص السوق أخيرًا من التصحيح من أعلى مستوى له على الإطلاق فوق 2000 دولار للأوقية الصيف الماضي، أم أن التضخم قد استكمل مساره؟ في تحليل تداول الذهب هذا، نلقي نظرة على أداء السوق الأخير والتوقعات للأشهر القليلة القادمة.

تدفقات الذهب تصبح إيجابية مع التضخم
انتعش سعر الذهب إلى أعلى مستوى له منذ يناير، مدعومًا بضعف الدولار الأمريكي. انخفض مؤشر الدولار الأمريكي (DXY)، الذي يقيس قيمة الدولار الأمريكي مقابل سلة من العملات، إلى أقل من 90 في أواخر مايو للمرة الأولى منذ يناير.

تشير المخاوف بشأن التضخم - الأرقام المرتفعة نسبيًا الصادرة من الولايات المتحدة - أيضًا إلى ارتفاع أسعار الذهب، حيث يتحوط المستثمرون ضد أي ارتفاع. ارتفع معدل التضخم إلى 4.2٪ في أبريل، أعلى بكثير من التوقعات.

ارتفعت التدفقات الداخلة إلى صناديق الاستثمار المتداولة العالمية للذهب في مايو، بعد ثلاثة أشهر متتالية من التدفقات الخارجة. أضافت صناديق الاستثمار المتداولة 61.3 طنًا، بقيمة إجمالية قدرها 3.4 مليار دولار، وفقًا لمجلس الذهب العالمي. وقال المجلس في تعليقه الشهري:

"نعتقد أن هذا يرجع إلى حد كبير إلى زيادة الطلب على الاستثمار مع قوة أسعار الذهب، جنبًا إلى جنب مع مخاوف التضخم المتجددة في السوق، وضعف الدولار، وانخفاض العائدات الحقيقية."

أصدر المجلس مسح احتياطيات الذهب للبنك المركزي لعام 2021 يوم الثلاثاء 8 يونيو، والذي أظهر أن البنوك المركزية في جميع أنحاء العالم لا تزال إيجابية بشأن الذهب، مع توقع شراء الذهب هذا العام تغيرًا طفيفًا عن العام الماضي.

قال حوالي 49٪ من المجيبين من البنوك المركزية أنهم يستثمرون في الذهب كمخزن طويل الأجل للقيمة، مع 45٪ ينظرون إليه كأصل فعال لتنويع المحفظة. أشار حوالي 45٪ إلى أن قرار شراء الذهب مدفوع بأداء الذهب في أوقات الأزمات، مما يدعم مكانته كأصل آمن.

ارتفع سعر الذهب في نهاية الأسبوع الماضي حيث أظهر تقرير الوظائف الأمريكي زيادة أقل من المتوقعة في الوظائف الجديدة، مما قد يؤخر أي تشديد في السياسة النقدية. لكن وزيرة الخزانة الأمريكية جانيت يلين قالت خلال عطلة نهاية الأسبوع إن ارتفاعًا طفيفًا في أسعار الفائدة سيكون أمرًا إيجابيًا بالنسبة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما أثر على السوق حيث تجذب أسعار الفائدة المرتفعة المستثمرين بعيدًا عن الذهب.

سعر الذهب يؤسس اتجاهًا تصاعديًا
كان سعر الذهب يتجه نحو الأعلى خلال الشهرين الماضيين. جذب الذهب انتباه المستثمرين حيث أظهر علامات الاقتراب من أعلى مستوياته على الإطلاق. حيث شاهدنا ارتفاعا في أسعار الذهب بالسعودية وغيرها من دولنا العربية بناء علي تحليلات فنية نعرضها لاحقا في هذا التحليل.

بعد أن بدأ الشهر عند 1,905 دولارًا للأوقية، ارتفع الذهب إلى 1,909.90 دولارًا في 2 يونيو قبل أن ينخفض ​​إلى 1,873.30 دولارًا في 3 يونيو ثم عاد إلى ما فوق 1,890 دولارًا للأوقية. يُظهر التحليل الفني مقاومة عند أعلى مستوى في يونيو عند 1,916 دولارًا للأوقية والدعم عند أدنى مستوى في مايو عند 1,852 دولارًا للأوقية.

كان مؤشر القوة النسبية (RSI) في منطقة ذروة الشراء منذ بداية مايو، مما يشير إلى أن المستثمرين قد ينتظرون التراجع. ومع ذلك، فإن الاختراق القوي الأخير للاتجاه الهبوطي يشير إلى زخم السعر الذي ربما يكون قد أنهى التصحيح.

المستوى الرئيسي التالي للذهب في الاتجاه التصاعدي هو 1950 دولارًا - 1960 دولارًا للأونصة، مع القليل من المقاومة في الطريق إلى أعلى مستوى على الإطلاق عند 2000 دولار للأونصة.

توقعات سعر الذهب: هل يستطيع السعر اختراق المقاومة؟
قد صدر مؤخرا مذكرة بحثية من قبل بنك ANZ الأسترالي تحت عنوان "تجدد حب المستثمرين لـ تداول الذهب مرة أخري ... حيث ساعد مؤخرا ظهور معدلات تضخم بشكل أعلى في دولة الولايات المتحدة الأمريكية وهو أمر علي غير المعتاد ولكنه عمل علي وقف عمليات البيع الخاصة بـ السندات وهذا ما أدي الي دفع عملة الدولار الامريكي الي الانخفاض.

"وقد أكد البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي مؤخرا أن مثل هذا الضغط الخاض بالتضخم هو عملية مؤقتة, وأن هناك خطط محكمة من أجل تجاوز معدلات تضخم أكبر علي المدي قصير الأجل. كما أكد أنه بالنسبة الي مؤشر أسعار المستهلكين فـ سيبقي بشكل أو باخر حول نسبة الـ 3% علي الأقل في وقتنا الحالي.

وبناء علي كل هذه المعطيات الواردة أمامنا من التضخم المرتفع, فـ ان النتيجة المتوقعة هي ارتفاع أسعار الذهب. حيث أن القيمة العادلة لـ تداول أسعار الذهب حاليا هي حول الـ 2000 دولار أمريكي لـ الأوقية. وبامكان هذه القيمة العادلة أن تتحقق بـ مجرد اعلان البنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي عن مستوي التضخم من أجل فرض سياسة نقدية جديدة وفقا لهذه المعطيات.

ومن وجهة نظر المحللون في TD Securities فـ انهم يرون بعض احتمالية أن تحدث عملية ضعف في أسعار تداول الذهب. ولكن جميعهم يجمعون أن بعد استقرار التضخم فـ ان ذلك سيدفع بكل تأكيد لـ عملية ارتفاع اسعار تداول الذهب. حيث تم اصدار مذكرة نقاش في أواخر الشهر الماضي متحدثين فيها عن أن اسعار الذهب في قناتها الحالية هي جيدة جدا بالنظر جنبا الي جنب الي المعدلات الحقيقية. فقط عملية تباطؤ التداول علي الذهب هو ما جذب الأنظار علي نقاط الضعف خاصة مع كثرة الحديث عن معدلات التضخم الحالية.

فـ مع مكافحة بلدان العالم ومحاربتها لـ وباء الكورونا, نري في الهند حالة الكفاح الحالية ضد كوفيد 19, بالتزامن أيضا مع تباطؤ الطلب من دولة الصين. كل هذا يشير الي حالة من التراخي في الطلب علي تداول الذهب بكل تأكيد. لكن هنا تأكيد أنه مع الحالية التي نراها حالية من معدلات التضخم, فـ ان ذلك يدعم بشكل كبير المعدن الأصفر.

والجدير بالذكر أنه كما يطلق علي الذهب بـ المعدن الأصفر فـ هناك أيضا مصطلح أخر يعرف بـ الذهب الاحمر وهو ما يعرف به الذهب أيضا في هذه الصناعة. لكن الفارق بين الذهب الأحمر والمعدن الأصفر, أن الذهب الأحمر يأتي مزيجا من الذهب مع معدن اخر كـ النحاس علي سبيل المثال. معلومة سريعة وجب التنبيه اليها.

خلاصة تحليلنا الفني ورؤيتنا لـ اداء الذهب وسط معدلات التضخم الحالية, أنه مع استمرارية سعر الذهب حول الـ 1900 دولار أمريكي فـ هذا يدفع الي تواجد نسبة مخاطرة بـ رحيل المستثمرين وانصرافهم عن الاستمرار في التداول والاكتفاء بالأرباح المحققة حاليا. ولكن بـ مجرد كسر هذا السعر وكما ذكرنا سابقا والاتجاه الي القيمة العادلة لـ سعر الذهب حول الـ 2000 دولار أمريكي فـ هذا يؤدي بنا الي احتمالية ارتفاع سعر الذهب.