مدير مكتبة جامعة إربد الأهلية يحاضر في جامعة اليرموك

الوقائع الاخبارية :بدعوة من مكتبة الحسين بن طلال/ جامعة اليرموك، وتحت رعاية الأستاذ الدكتور: إسلام المساد رئيس جامعة اليرموك، شارك الدكتور: أسامة حسن عايش صالح، مدير مكتبة جامعة إربد الأهلية، بندوة تجارب مكتبية (3). وكانت مشاركته من خلال ورقة بحثية تحت عنوان: "اجتناء المعرفة: رؤية علمية في سياسة الحظر المكتبي". وقدمه فيها الأستاذ الدكتور: نضال عياصرة، مدير المكتبة الوطنية.

وفي بداية المحاضرة أثنى الدكتور أسامة صالح على جامعة اليرموك، ومكتبتها الثرية، لتجليتها محتوى الكتاب حضارة، والفكر أنسنة، وأصالة البحث عصرنة، فهي الأثيرة عسجداً في ثرى الوجود علماً مضيفاً قوله: كما يطيب لي أن أُزْجِيَ شفيف الوفاء للأفاضل في مكتبة الحسين بن طلال/ مكتبة جامعة اليرموك الأثيرة، التي تُجسد الهندسة المعرفية في نظرية النمو، والسيكولوجيا الإثرائية وعياً متفتحاً والتي أفنيت بين حفيف أوراق فرائدها، المخطوطة والمطبوعة، تبر العمر، قراءة وبحثاً استقراءً ونقداً بنيوية وتفكيكاً، وتقديراً مفعماً بوجدانية اليراع تسطيراً للإدارة المكتبية، التي أورت زناد سبقها بتجذير قيمة إدارة خزانة الكتاب بصفتها قيمة معرفية حوارية، تتفتق من محار سموها تأويلية الأبجدية وعياً دلالياً لمعنى الوحي السمائي بإعجازية بيانية بلاغية، متجسدة في معنى كلمة إقرأ، التي انبجست من لسانيتها حفريات إنتاج الوعي فكراً، وتمثل هذا الوعي منهجاً إنسانياً، يفرض على كل من أَنِسَ بصداقة الكتاب جليس زمن، وجدارية لغة، وعقلنة خطاب، وأيديولوجيا اعتقاد، ولن نبخس حق أحد ممن أعدوا وشاركوا بهذه الندوة الثرية، وحواريتها الثرَّة، فلهم مني صادق الثناء، وصفوة الإجلال.

وبين الدكتور أسامة صالح عن مقصده البحثي بقوله: عندما ندرس موضوعاً يُجتنى معرفياً قطافاً مُؤلَّفًا، يرواح بين الإجازة والحظر، هناك إشكالية جدلية في تحليل الخطاب المطبوع نصاً كتابياً في ضوء لسانيات النص، ولغته المصاغة، والفهم الماورائي للمعنى، إن الكتاب عموماً متعدد الأنواع، ويتطلب أن يكون تحليله إلى مستويات ثقافية ارتقائية، لا تُسقط هذا التنوع والثراء، ويضطلع بآليات انسجامه مع ما هو سائد معتقداً، ومتوافق تشريعاً، ومنسجماً هُوية حضارية قيمية، ومستجلياً لمنطلقاته وأهدافه وغاياته.

ومنهج الدكتور أسامة صالح ورقته البحثية، بتساؤلات دلالية، بصفته ذات تفكرية باحثة عن حقيقة المعرفة المدونة طباعة، ومنها على سبيل الإيجاز: كيف يُدرك تاريخية الفكر نتاجاً علمياً معرفياً؟ هل يُنظر إلى سياسة حظر الأوعية المعرفية كتباً، على اختلاف حقولها العلمية والأدبية، على أنها أنساق تحقيبية رافقت الأنظمة السلطوية في نظرتها إلى العقل، ومخرجاته التوعوية؟ هل الغربلة النقدية للبنية الفكرية والاجتماعية والدينية تُعري الجذور اللامرئية، واللامستحضرة في تقييد العقلنة القلمية وعياً؟ وهل هي بذاتها كذهنية بنيوية تشكل كلية المفاهيم والقيم والثقافة السائدة، في تصنيف المعرفة قراءة أم حظراً أم تغطية؟ هل هناك بنى تأسيسية لتراث فكري مؤدلج، موجه سياسياً ومحتضن في عرفيته وتقاليده المجتمعية؟ هل الانتقاء السياسي للفكر المُنْتَج، يفترض قطيعة معرفية بالضرورة؟.

وختم الدكتور أسامة صالح مداخلته البحثية، بقوله: أمام هذا الواقع المعولم المعيش، وعصر المعلومات، والثقافة الرقمية، والنشر الإلكتروني، الذي تنتقل المجتمعات الإنسانية من خلاله من حالة التباين والتمايز، إلى حالة التجانس والتماثل، نتساءل: أين نحن من اجتناء المعرفة، كرؤية علمية في سياسة الحظر المكتبي؟ أين نحن من الوعي الملكي الهاشمي المعرفي في التفكير الناقد، والإبداعي، وما وراء المعرفي؟، والمتمثل برؤية صاحب الجلالة الهاشمية الملك عبد الثاني ابن الحسين المعظم، الذي زأر وعيا، في لقاء شبابي نخبوي أردني، عندما وُجِّهَ له سؤالا شفافًا عن دور دائرة المطبوعات والنشر، وقصص منعها للكتب حينها؟. أجاب جلالته متسائلاً بقوله "لا أعرف كيف يفكرون، لدينا مشكلة في العقلية". ويبدو أننا لدينا مشكلة في العقلية، مشاطرة للرأي الملكي المتسامي، وتفكيكاً للرؤية المعرفية، اجتناءً وتجلية؟.

وبنهاية المحاضرة نالت ورقة الدكتور أسامة صالح العلمية، تقديراً مفعماً، وتميزاً ملفتًا من الجهة المنظمة، والحضور العلمي النخبوي، علماً بأن جامعة إربد الأهلية، هي الوحيدة المشاركة من بين جميع الجامعات الأردنية الخاصة، ودار حواراً معمقًا بين المحاضر والحضور، أجاب من خلاله المحاضر عن أسئلتهم واستفساراتهم.