جامعة اربد الأهلية تشارك في المؤتمر الدولي الثاني والمؤتمر الوطني العشرين للمكتبات والأرشيف في المملكة الأردنية الهاشمية

الوقائع الإخبارية: بدعوة من دائرة المكتبة الوطنية وجمعية المكتبات والمعلومات الأردنية للمشاركة في المؤتمر الدولي الثاني، والمؤتمر الوطني العشرين للمكتبات والأرشيف في المملكة الأردنية الهاشمية، والذي أقيم برعاية معالي وزير الثقافة السابق علي العايد، بمناسبة مئوية الدولة الأردنية، خلال الفترة 5- 7/10/2021، فقد شارك عن جامعة إربد الأهلية في المؤتمر الدكتور أسامة حسن عايش صالح/ مدير دائرة المكتبة.

وجاءت مشاركة الدكتور أسامة صالح من خلال ورقته العلمية بعنوان: "أَرْشَفَةُ التَّارِيْخ الأُرْدُنِي: الوَثَائِق العَرَارِيَّة/ وَثَائِق مُصْطَفَى وَهْبِي التَّل، أُنْمُوْذَجًا"، وقدمه الدكتور يونس الشوابكة، رئيس الجلسة، والمقررة الأستاذة فاتن عبد الله سلهب.

وقال الدكتور أسامة صالح في مداخلته: لقد أنجزتُ قراءة مفاهيمية دلالية مستحدثة للعنونة الرئيسة، أوضحها كما يأتي: تبدو العنونة، ممنهجة في فلسفة التاريخ الأردني أرشفة، بحاجة إلى إيضاح أولي تتقاطع مع ثنائية الوثيقة المدونة، المخطوطة والمطبوعة، والتاريخ البنائي تراكمية، وتتصل بالشخصية التاريخية، سياسًة وفكرًا وأدبًا، أو الأدب السياسي مؤرخاً، وتتمازج كذلك بالمعجمية المفاهيمية للسلطة والثقافة، ليس بالمعنى التقليدي، بل كمفهوم إيجابي توليدي للدور الوظيفي للنظام السياسي الأردني مرجعية، والمتمحور خطابًا واحتضانًا لإنتاج وعي تاريخي يحوي الأنسقة الاجتماعية الأردنية متأطرة حول النخبة الثقافية، والثرى الوجودي.

وأضاف الدكتور أسامة بأن الوعي المبكر للأنموذج العراري أوجد مفهومًا مغايرًا لثنائية العلاقة بين المثقف والسلطة، بمعنى سلطة الثقافة في الاحتضان الهاشمي منهجًا، وثقافة السلطة في معنى المواطنة نخبًا، ولقد ساهمت هذه الثنائية، الثقافة والسلطة، في اجتناء الدلالات المتشابكة المتقاطعة فكرًا بين السياسة والأيديولوجيا القومية، مُجسدة بالمنظومة القيادية القيمية، وقت ذاك، للأمير/ الملك المؤسس جلالة الملك عبد الله الأول بن الحسين، بمرجعيته العقائدية ذات السلالة التاريخية الشريفة، وبين الأنا التاريخية الأردنية، كفرادة ثقافية سياسية، ممثلة بالنمذجة العرارية، أو ما آثرت تأطيره لغويًا، ومصطلحًا تاريخيًا تراثيًا، نُحت حفرًا معرفيًا، أطلقت عليه مسمى "النمذجة العرارية: بنائية الأرشيف الأنوي ذاتًا"، وسأنتهج في مداخلتي منهجًا تاريخيًا علميًا موضوعيًا، مستندًا إلى التحليل النقدي لبنية النص الوثائقي، وممازجًا بين البنيوية والتفكيكية، والتي آثرت أن أمحورها موضوعاً حول ثلاث مفردات رئيسة، هي كما يأتي:

أولا: محورية المنهج التاريخي في الأرشفة الوثائقية، والدلالة العلمية لمفهوم التاريخيانية، والأرخنة البنائية لإنتاج الذات الوطنية الأردنية، والمتجسدة في الوثائق العرارية، المخطوطة والمطبوعة، التي تؤطر ماهية العلاقة بين السلطة السياسية، والنخبة المثقفة، وهذا يؤسس لرؤية انبجاسية لإدراك خصوصية إنتاج المفهوم المعرفي للأرشيف التاريخي، والمُعطى السياسي المقارن، بحثًا، ومعارضًة، وتداخلًا.

ثانيا: جذور الأيديولوجيا لسلطة الثقافة أردنيًا: تسامي النسق الهاشمي إثراءً للمنظومة الفكرية للأرشيف، وفردانية الأنموذج العراري حفاظا على التراث الوثائقي.

ثالثا: الوعي التاريخي الأردني مؤرشفًا: تفكيك استقرائي معمق لوثائق مصطفى وهبي التل، وبرؤية أخرى، يمكننا أن ندرك هذا المحور من خلال ثنائية الفلسفة التاريخية بحثًا علميًا، وواقعية السياسة كخصوصية تأريخية زمانية، الوثائق العرارية متنًا.

وبين الدكتور أسامة بأن الأرشيف الوثائقي يعتبر ذاكرة الأمة، والمادة الأولية للبحث العلمي، وكتابة التاريخ، ويُنظر إليه بصفته مصدرية محققة بحثًا، وعنصرًا لازمًا للمؤرخين والباحثين في إجراء الدراسات المؤصلة في أبحاثهم، وتحققًا وتحقيقًا، وغربلة للمحتوى الوثائقي، والأحداث المدونة، وإن للتراثية الوثائقية، الخاصة والرسمية، بعدًا حضاريًا، ومعنًى راقيًا متساميًا للانتماء الوطني، والهُوية المتفردة، والذاكرة المجتمعية سوسيولوجيا، وأن هناك دراسات متخصصة في هذا البعد التاريخي الفلسفي، وإبستمولوجية المعرفة التاريخية، وتم النظر إلى مفهوم الأرشيف من قبل مفكري ما بعد الحداثة، كتراتبية تاريخية، وعصرنة معولمة، دراسة للنصوص، وتحليلًا للخطاب، وصلة ذلك بالمنظور المعرفي للنسق الوثائقي المُدوَّن، والدلالة اللغوية، والمنظومة السيكولوجية، وهذا يستوقف الباحث المدقق لوعي الأبعاد والمقاربات النصية للأرشيف الشخصي، وعندما يُستخدم اللفظ، أي الأرشيف، في صيغة المفرد وليس الجمع، يُعد تعبيرًا مستحدثًا، ومفهومًا له دلالته الخاصة لدى المؤرخين، والفلاسفة، وعلماء الاجتماع والأنثروبولوجيا، والمهتمين بالثقافة التاريخية، والأدب السياسي، وإن إدراج هذا المفهوم المفرد له يظهر جليًا من خلال أعمال ميشيل فوكو في كتابه حفريات المعرفة، وإن هذه التباينات والمقاربات المفاهيمية تعمق من كاهل الأرشيف كعلم قائم بذاته، وفي دراستنا المُعمقة للوثائق العرارية، تتمحور ماهية الثقافة والفكر في دلالة الجدل العراري المؤنسن، ذاتًا، ونسقًا، وتأثيرًا، وعلاقته بثقافة النخبة الأردنية ممثلة بشخصيته، وذلك كنموذج تجسيدي للفلسفة السياسية، وكشخصية سياسية فكرية مؤثرة اجتماعيًا وإن دُرِسَت تقليديًا من منظور أدبي، غلبت عليه السردية، ويجدر هنا الالتفاتة إلى أهمية النأي عن جدل السياسي والثقافي، كإشكال مفاهيمي، وتداخل ملتبس.

وبنهاية مداخلة الدكتور أسامة صالح، دار حوار علمي معمق بينه والحضور، عمقت من القيمة العلمية للمحتوى المعرفي لورقة الدكتور أسامة، والتي نالت تقديرًا وتميزًا من قبل المنظمين لأعمال المؤتمر.