طبيب ميكروبات : يجب إعادة النظر في وجود نوع آخر من "البكتيريا" المسببة بحالات تسمم جرش وعجلون

الوقائع الاخبارية :قال أستاذ الميكروبات الطبية الدكتور عاصم الشهابي، إن قضية عدم اكتشاف مصدر جرثومة "شيغيلا" أمر غريب، التي تسببت بتسمم العشرات من المواطنين في محافظتي جرش وعجلون.

وأضاف الأحد، أن هناك صعوبة في اكتشاف البكتريا في الماء، وأن مقدار قليل من المياه لأخذ عينة لا يكفي، مبينا ضرورة تجميع 10 ليترات لاكتشاف جرثومة "شيغيلا".

وأشار الشهابي إلى أعراض "شيغيلا"، وهي تسبب في ارتفاع درجات الحرارة وألم في البطن واسهال مائي إلى دموي، إلا أنه لفت بأن التقيء أمر غريب ولا يحدث إلا بنسب قليلة، مؤكدا أن جميع الفئات العمرية معرضة للإصابة بها.

وطالب الشهابي وزارة الصحة وفرق التقصي الوبائي، بالنظر في وجود نوع آخر من البكتيريا، التي تتشابه أعراضها بـ"شيغيلا".

وذكر أنواع تلك البكتيريا وهي "ايرو مونس"، التي يمكن عزلها من البراز والماء، شريطة أخذ كمية كبيرة من الماء، إضافة إلى بكتيريا القولون العادية والمعدية، التي من الممكن أن تشبه الصورة المرضية لـ"شيغيلا"، وهي تحتاج إلى فحوصات مصلية و"بي سي آر"، وفق الشهابي.

ورجح الشهابي بأن تكون بكتيريا "كامبيلو باكتر"، لها دور في إصابات التسمم بمحافظتي جرش وعجلون، نظرا لوجود حيوانات (الأغنام - الدجاج - الطيور - الأبقار) في تلك المنطقة، كونها تسبب في الإسهالات الدموية.

وطمأن الشهابي بأن السيطرة ممكنة على تلك البكتيريا، من خلال المضادات الحيوية وتعويض الجسم بما فقده من سوائل، نتيجة الاسهال، قائلا: "لا اعتقد أن نفقد السطيرة"، إلا أنه شدد على ضرورة القيام ببحث الأوسع، خصوصا أن المنطقة التي أصيب بها المواطنين، موجود بها الأغنام، وبالتالي من الممكن أن يكون قد انتقل منها إلى الخضراوات الطازجة والمياه وما إلى ذلك.

وقال مدير مستشفى جرش الحكومي الدكتور صادق العتوم، إن عدد حالات التسمم المسجلة في محافظة جرش منذ فجر السبت ارتفع إلى 22، ليصل الإجمالي إلى 80، مشيرا الى أن 16 شخصا يرقدون على أسرة الشفاء.

وكان وزير الصحة الدكتور فراس الهواري، قد زار السبت مستشفى جرش الحكومي، واطمأن على الوضع الصحي لتسعة أطفال أُدخلوا فجر السبت للمستشفى لوجود أعراض اشتباه تسمم.

والتقى الهواري خلال الزيارة مدير المستشفى ومدير صحة البيئة والأطباء المشرفين على الحالات المدخلة باشتباه التسمم، وأوعز بتقديم خدمات الرعاية الصحية الكاملة لهم.

وأشار الهواري إلى احتمالية أن تكون جرثومة "شيغيلا" هي المسؤولة عن حالات الإدخال الجديدة للمستشفى، إذ إن الحالات الجديدة جاءت بعد انقطاع ثلاثة أيام من الادخالات السابقة، ولذا فإن هذه الحالات من المحتمل أن تكون ناتجة عن الانتقال من شخص إلى آخر داخل الأسرة الواحدة التي كان قد أُصيب منها في السابق فردا واحدا على الأقل، أو بين الأشخاص الذين يسكنون ضمن المجمع السكني الواحد.

وأضاف الهواري أنه وعلى الرغم من ذلك فقد انتشرت فرق وزارة الصحة منذ فجر اليوم لأخذ المزيد من العينات، لتوضيح ما إذا كان هذا الانتشار الثانوي ناتجا عن انتقال الجرثومة ما بين المصابين.

وأوضح الهواري أن جرثومة "شيغيلا" من الجراثيم الشديدة العدوى، وتُعد فئة الأطفال وكبار السن الأكثر احتمالية للإصابة بهذه الجرثومة التي في الغالب ما يحدث الشفاء منها بعد مرور ثلاثة ايام من الاصابة، ولا تحتاج عادة إلى العلاج بالمضادات الحيوية إلا في الحالات الشديدة التي تستدعي الصورة السريرية ذلك.

ولفت إلى أن هذه الجرثومة عادة ما تنشط في فصل الخريف، وتنتقل للإنسان عن طريق الماء والغذاء حال وجودها فيهما، كما وتنتقل من جسم إلى آخر عن طريق التلامس، وتُعد إجراءات السلامة وغسيل الأيدي والخضراوات والفواكه من أهم ركائز السيطرة على انتشار هذه العدوى بعد حدوث التسمم الأولي.