الوقائع الاخبارية: السعي وراء لقمة العيش كان السبب وراء قدوم شابين من محافظة اربد وثالث من البقعة للعمل في أحد مطاعم الوجبات السريعة في العاصمة عمان بمحيط الجامعة الاردنية، ليلاقوا مصرعهم جراء حريق شب بالمطعم يوم السبت الماضي.
وكان الاهمال وضعف اجراءات السلامة العامة وراء مصرع الشباب الثلاثة الذين لا يزالون في مقتبل العمر.

وحسب التقرير الاولي لمديرية الامن العام التي تعاملت مع الحادث، فقد توفي ثلاثة أشخاص إثر حريق شب داخل أحد المطاعم قرب الجامعة الأردنية في العاصمة عمان.

وقال الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام: إن فرق الإطفاء والإسعاف في مديرية الدفاع المدني، تعاملت مع حريق شب داخل أحد المطاعم بالقرب من الجامعة الأردنية، ونتجت عنه وفاة ثلاثة أشخاص وفتح تحقيق لمعرفة أسباب الحريق.

ووفق تقرير أمني غير رسمي رجح ان سبب الحريق هو تسرب من انبوبة غاز كانت قريبة من فرن الشواء الذي تعد فيه الوجبات السريعة نتج عنه حريق سريع وهائل ودخان سام بشكل كثيف كان السبب في الوفاة.

وقال التقرير: ان الحريق لم يؤد الى انفجار بقية اسطوانات الغاز التي كانت موجودة في المطعم وتم ابعادها قبل انفجارها، وإن وفاة الشبان الثلاثة ناتجة عن تعرضهم لحروق بالغة في مختلف أنحاء الجسم واستنشاقهم للغازات المنبعثة من الحريق، بينما لم تتضرر المحال التجارية المجاورة للمطعم الذي شب فيه الحريق.

وقال شهود عيان ان عطلة الجامعة الأردنية يوم السبت حالت دون وقوع عدد أكبر من الضحايا، حيث يضم الشارع الموازي للبوابة الشمالية للجامعة الاردنية والذي يبلغ طوله زهاء (2) كيلومتر، سلسلة من المطاعم والمقاهي والكافي شوبات ومحلات الاتصالات والخدمات الطلابية واسكانات طلابية.

وقال بعض من اصحاب المحلات الملاصقة لمطعم الوجبات السريعة ان الحريق انتشر بشكل سريع جدا ومفاجئ ما حال دون ان يقوم المتوفون الشباب بالخروج من مكان الحريق بسبب قوة اللهب وكثافة الدخان لانقاذ انفسهم، مؤكدين ان رجال الامن العام والدفاع المدني حضروا بسرعة قياسية الى مكان الحريق ما حال دون اشتعال محالهم وبقيت سليمة دون اي اضرار.

وقال الخبير التربوي حسام عواد على صفحته في التواصل الاجتماعي: ان احد الشبان المتوفين كان على تواصل معه، واصفا اياه انه شاب طموح وبشوش يصنع شاورما بوصفة خاصّة به.

وأضاف عواد: ان الشاب كان دائما يسأل عن مواعيد التسجيل بالتوجيهي وبعض النصائح للدراسة من اجل الالتحاق بالجامعة، وكان يأتي حسب ذاكرتي من خارج عمان للعمل، وتذكرتُ اتقانهُ وطموحهُ وبسمته وسعيه الحثيث للعمل والدراسة بآنٍ معا، غير ان القدر كان اسرع من تحقيق حلمه وطموحه.

وقال الخبير الاجتماعي والاكاديمي الدكتور يوسف ابو جعفر ان جائحة كورونا تعد من اهم الاسباب في الوقت الحالي التي تضغط على الوضع الاقتصادي للاسر وانعدام فرص العمل تماما في المحافظات وانخفاض الدخل، ما دفع بالعديد من الشباب الى القدوم الى عمان للبحث والمغامرة في ايجاد فرصة عمل باي اجر كان.

وطالب ابو جعفر مديرية الدفاع المدني والجهات الرسمية، بحملة مكثفة على كافة المطاعم والمقاهي للتأكد من تنفيذها لاجراءات السلامة العامة واخضاع كل من يرغب بالعمل في هذه المحال لدورة دفاع مدني واسعاف وانقاذ واخماد حريق، للحؤول دون وقوع مثل تلك الحودث المؤلمة في المستقبل.