القادري: لا يمكن بالمطلق ربط تناول أي نوع من الأغذية بالإصابة بالسرطان
الوقائع الاخبارية: أثار الجدل الذي حدث مؤخرا حول تسبب الغذاء المتداول في الاسواق لانواع معينة من السرطانات، تساؤلات عدة حول مدى صدقية ان الغذاء يسبب السرطان.
وفي رد رئيس قسم التغذية في كلية الزراعة في الجامعة الاردنية الدكتور حمزة القادري حول التساؤلات التي اثارها هذا الجدل فيما اذا كان هناك مواد غذائية نتناولها بشكل دائم في حياتنا اليومية تؤدي الى الاصابة بالسرطان، اكد انه لا يمكن بالمطلق ربط تناول اي نوع من انواع الاغذية بالاصابة بالسرطان.
وشدد القادري، على أنه لا يمكن القول أن هنالك مواد غذائية تسبب مرض السرطان الا اذا احتوت على مواد سمية مثل سموم العفن او مادة «الأكريلاميد» (Acrylamide) او متبقيات المبيدات الحشرية بتراكيز اعلى من الحد المسموح به دوليا وعلى فترات زمنية طويلة ومع ذلك لا يمكن بالمطلق ربط هذا الشيء بالسبب الاول لحدوث نوع معين من السرطان.
ويُعرّف القادري مرض السرطان انه مرض مزمن له عدة اسباب وعوامل من بينها الظروف البيئية المحيطة والضغط النفسي والعامل الجيني والاستهلاك الغذائي والنمط الغذائي وعامل التدخين والامراض المزمنة الاخرى مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة، مبينا ان عدة عوامل يجب ان تجتمع لتسبب امراض السرطان لكن عامل الغذاء واحد من هذه العوامل واعراضه تظهر خلال فترات زمنية طويلة فاستهلاك مادة غذائية معينة لا يعني انها ستؤدي للاصابة بالسرطان.
وبين انه عند الاصابة بالسرطان لا يمكن القول إن سبب هذا السرطان هو المادة الغذائية بعينها او التدخين او البيئة المحيط ويجب ان تجتمع عدة اسباب.
ونوه القادري، الى انه ليس فقط احتواء المواد الغذائية على المواد السمية تكون هي السبب بالامراض المزمنة ولكن هناك عامل اهم وهو السلوك والنمط الغذائي ومثال ذلك اللحوم المصنعة فهي آمنة للاستهلاك لكن الاستهلاك المستمر لها بشكل يومي وبكميات كبيرة يظهر ما يسمى بالنمط الغذائي غير المتوازن وهذا يحدث ضررا بجسم الانسان ويؤدي للمشكلات الصحية وبالتالي يصاب الانسان بالامراض المزمنة من ضمنها السرطان.
واوضح القادري، ان الجمعية السويدية للتغذية منذ 1989 اكتشفت ان المواد التي تتعرض لحرارة عالية مثل التحميص وتحتوي على مادة الجلوكوز وانواع من الاحماض الامينية، منوها ان المواد عندما تتعرض لحرارة عالية تزيد على 130 درجة مئوية تكوّن مادة مسرطنة تسمى «الأكريلاميد» وهذه المادة توجد بالخبز المحمص والقهوة والشيبس والكثير من المواد الغذائية الاخرى، وعليه كانت النصيحة تجنب الاستهلاك المفرط لهذه المواد ويكون هناك تحديث لهذه القوائم سنويا تبعا لنتائج الابحاث التي تجرى.
وفي رده عن احتمال ان تسبب المكملات الغذائية السرطان، بين القادري، انه لا يمكن التعميم عن هذا الامر بالمطلق فالاستهلاك الخاطئ للمكملات الغذائية يمكن ان يكون سببا ليس فقط للسرطان وانما للعديد من الامراض المزمنة الاخرى.
وكان مدير عام المؤسسة العامة للغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات أكد ردا على ما صرحت به مديرة الغذاء والدواء السابقة الدكتورة سناء قموه، أن سرطان القولون والمستقيم وسرطان الثدي سببها الغذاء، متحدثة عن وجود مواد مسرطنة في القمح والحليب والاسماك، فأن ما تم تداوله هي معلومات غير دقيقة وبعضها يستند الى قواعد فنية قديمة تم الغاؤها او تحديثها، مشددا على أن جميع المواد الغذائية المستوردة تخضع لإجراءات رقابية مشددة.
من جانبه، اكد رئيس لجنة الصحة النيابية، أحمد السراحنة، ان الادعاءات بوجود مواد مسرطنة في غذائنا، خطيرة ولا يمكن السكوت أو التغاضي عنها.
وأضاف السراحنة، في تصريحات صحفية: إنه سيتم استدعاء وزير الصحة الدكتور فراس الهواري والمدير العام لمؤسسة الغذاء والدواء الدكتور نزار مهيدات، ومديرة مختبرات الغذاء والدواء في المؤسسة العامة للغذاء والدواء سابقاً الدكتورة سناء قموة، لاجتماع، لتزويد اللجنة بوثائق تثبت صحة ادعائها بشأن وجود مواد مسرطنة في المواد الغذائية.