مخاوف من تدهور الوضع بالعراق بعد حادثة الكاظمي

الوقائع الاخبارية: قالت صحيفة نيويورك تايمز، إن معظم المحللين يرون أن الهجوم على منزل مصطفى الكاظمي كان بمثابة تحذير له ولحلفائه، وليس محاولة اغتيال.

ونقلت الصحيفة في تقرير لها، رئيس مبادرة العراق في مركز أبحاث تشاتام هاوس، قوله: "ما رأيناه في الماضي هو استخدام العنف، ليس بالضرورة للاغتيال، ولكن لإرسال رسالة تحذيرية 'نحن هنا'.. أعتقد أن هذا سيكون تحذيرا ربما أخطأ الهدف منه؛ لأن بإمكان الكاظمي كسب المزيد من الشعبية والتعاطف كرئيس للوزراء نجا من محاولة اغتيال"، بحسب ترجمة صحيفة عربي21.

وأضافت الصحيفة: "ومع ذلك، فإن الهجوم يعقد بشكل كبير جهود تشكيل الحكومة. وتعتمد هذه الجهود على إقامة تحالفات بين الأحزاب، بعضها له أجنحة مسلحة، لتشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان".

ووصف المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، نيد برايس، الضربة يوم الأحد بأنها "عمل إرهابي واضح" موجه إلى قلب الدولة العراقية.

وعلى الرغم من أن الكاظمي قال إنه والعاملين معه بخير، إلا أن القيادة العسكرية العراقية قالت إن العديد من الحراس يعالجون من الإصابات.

وأظهرت الصور التي نُشرت على وسائل الإعلام الحكومية الأضرار التي لحقت بالمنزل، درجا خرسانيا متصدعا، وأبوابا محطمة يبدو أنها انفصلت عن أطرها، وما بدا كأنه ثقوب شظايا في ظهر سيارة متوقفة.

ووصف الصدر، الذي فازت حركته بأكبر عدد من المقاعد مقارنة بأي كتلة سياسية في البرلمان، الهجوم بأنه محاولة لإعادة البلاد إلى سيطرة "القوى غير الحكومية؛ لجعل العراق يعيش في ظل أعمال شغب وعنف وإرهاب".

ونددت الجماعات المدعومة من إيران، التي سبق أن هددت الكاظمي، بضربات الطائرات دون طيار.

ووصفت مليشيا عصائب أهل الحق، التي كانت من بين الذين خسروا مقاعد في الانتخابات البرلمانية، الضربات بأنها محاولة لصرف الأنظار عن الاشتباك الدامي خارج المنطقة الخضراء يوم الجمعة، وألقت باللوم على أجهزة استخبارات أجنبية.

ووصلت التوترات بشأن نتائج الانتخابات البرلمانية، التي أجريت في 10 تشرين الأول/ أكتوبر، إلى ذروتها يوم الجمعة، بعد اشتباك خارج المنطقة الخضراء، استخدمت قوات الأمن العراقية الغاز المسيل للدموع والذخيرة الحية ضد عناصر المليشيات المحتجين على نتائج الانتخابات، بعد أن حاول المتظاهرون اختراق حواجز المنطقة شديدة التحصين.

وكاد قادة المليشيات المدعومة من إيران التي ينتمي إليها معظم المتظاهرين قد ألقوا باللوم على الكاظمي، رئيس المخابرات العراقية السابق، لاستخدام القوة، التي قتلت شخصا واحدا على الأقل.

وقالت عصائب أهل الحق، إحدى أقوى المليشيات المدعومة من إيران، إن القتيل هو عبد اللطيف الخويلدي، أحد نواب قادة اللواء. وقالت وزارة الصحة العراقية إن أكثر من 120 شخصا أصيبوا في المظاهرة، معظمهم من قوات الأمن التي تحاول صد المتظاهرين.

وأعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زاده، عن ارتياحه لعدم إصابة رئيس الوزراء العراقي في الهجوم. وفي بيان، ألقى خطيب زاده باللوم في الضربات على مؤامرة أجنبية غير محددة.

واتهم أبو علي العسكري، الاسم الحركي لأحد قادة كتائب حزب الله، وهي إحدى المليشيات الرئيسية المدعومة من إيران، الكاظمي بلعب دور الضحية، وقال إنه لا أحد في العراق يعتبر أن منزل الزعيم العراقي يستحق خسارة طائرة دون طيار لأجله.

وقال في منشور على قناته على تلغرام إذا كان هناك أي شخص يريد إلحاق الضرر بكائن الفيسبوك هذا، فهناك العديد من الطرق الأقل تكلفة والأكثر ضمانا لتحقيق ذلك".

وكان أحد الأهداف الرئيسية للكاظمي هو كبح جماح المليشيات المدعومة من إيران. بعد عام 2014، تم إنشاء العديد منها لمحاربة تنظيم الدولة، حيث تم دمج بعض أكبر المليشيات في قوات الأمن العراقية الرسمية. ومع ذلك، فإنها لا تلتزم إلا شكليا بأوامر الحكومة العراقية، وتتهم بعضها بالاستمرار بتنفيذ الهجمات ضد المصالح الأمريكية.

وبينما أثار الهجوم مخاوف من تزايد عدم الاستقرار وسط الاضطرابات السياسية في العراق، بدا أن مواطني البلاد يتجاهلونه بشكل عام. في وقت لاحق من صباح الأحد، مع بداية أسبوع العمل العراقي، كانت شوارع بغداد مليئة بالاختناقات المرورية العادية في ساعات الذروة.

وبالقرب من أحد مداخل المنطقة الخضراء، وضع بائعو الطعام الدجاج المجهز للطهي على شوايات الفحم على الأرصفة المزدحمة. وداخل محل جزارة، استقبل ببغاء أخضر يجلس على عمود الزبائن مزقزقا "مينو" باللهجة العراقية.

وقال علي الحسيني (50 عاما) صاحب المحل، عن الهجوم على الكاظمي: "تعودنا هذه الحوادث.. أنا لا أقول أن الناس ليسوا خائفين على الإطلاق، لكننا رأينا أسوأ من ذلك بكثير".