عبيدات: الرقمنة هي أصل التحولات

الوقائع الاخبارية: انطلقت في الجامعة الأردنية الثلاثاء، فعاليات المؤتمر الدولي السادس في النشر الإلكتروني، الذي نظمته وحدة المكتبة بشكل مدمج تحت عنوان "التحول الرقمي في ثقافة البحث العلمي".

وقال رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات في كلمة ألقاها خلال رعايته حفل الافتتاح "إنّ التحول الرقميّ، أي استخدام التقنيات الرقمية لتحويل مجموعة منتجات وخدمات المكتبة وعملياتها، لا شك سيكون له تأثير كبير بشكل أساسيّ على مجالات مختلفة وواسعة من حياة مرتادي المكتبات الكبرى من الباحثين"، مضيفًا أن هذه التغييرات يجب أن تكون مصحوبة بشكل أساسيّ بتغيُّرات ثقافية، حيث إنه من الضروريّ، لوجود ثقافة رقمية مناسبة في ظلّ التحول الرقمي، معرفة وتحديد خصائص هذه الثقافة وتوصيفها وتحديد أبعادها وكيفية التعامل معها.

وأكد عبيدات أنّ الرقمنة هي أصل التحولات الاقتصادية والاجتماعية الرئيسية في مجتمعنا الآن وفي المستقبل، حيث تتمتع التقنيات المبتكرة كالأتمتة، والذكاء الاصطناعيّ بإمكانيات اجتماعية واقتصادية هائلة، وحتّى تنجح جامعتنا في التحول الرقمي، فلا بدّ أن يحدث ذلك من خلال الدعم الواسعِ والثقة في طريقة استخدام التقنيات الرقمية.

بدوره، تحدث أمين عام اتحاد الجامعات العربية الدكتور عمرو سلامة عن دور الاتحاد الذي يُعنى بتنسيق جهود الجامعات العربية وتهيئة البيئة الأكاديمية المناسبة لتبادل الأفكار والخبرات في مجالات التعليم العالي والبحث العلمي، والتعاون مع المؤسسات التعليمية من أجل تعزيز ضمان الجودة والاعتماد في الجامعات العربية، والسعي للارتقاء بالنتاج العلمي العربي إلى مصافّ العالمية، متطرقا إلى رؤية الاتحاد وخطته الاستراتيجية وأهدافه وتطلعاته وأنشطته وإنجازاته على مختلف الصعد.

ولفتت ممثلة مكتب اليونيسكو في عمّان "مين جونغ كيم" إلى أن المكتب يواصل نشاطاته في مجال دعم وتعزيز نظام التعليم في الأردن لتوفير خدمات التعليم بفعاليّة في جميع أنحاء المملكة، لاعتباره أن التعليم حق أساسي من حقوق الإنسان.

ونوهت كيم بأن انضمام الأردن إلى اليونسكو كان في الرابع عشر من شهر حزيران عام 1950، وفي عام 1986 أصبح مكتب عمان هو المكتب الإقليمي للتعليم والعلوم والاتصالات، وبعد عقد كامل بات المكتبَ الإقليميَّ لليونسكو في مجالي الثقافة والاتصال، وصولا إلى عام 2000 حيث أصبح المكتبَ الوطنيَّ للأردن.

من جانبه، أشار رئيس المؤتمر مدير المكتبة الدكتور مجاهد الذنيبات إلى أن المؤتمر الذي يستمر يومين يضمُّ أربع حلقات نقاشية وعلمية، وجلستين علميتين تسلط جميعها الضوء على قضايا هامة في مجال الوصول الحر للمعلومات وانعكاساته على البحث العلمي، إضافة لدور المكتبات في التعليم والتعلّم الإلكتروني ومواجهة الأزمات، وأخرى تناقش أبرز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في مجال المكتبات ومختلف مجالات التعليم، كما ستُناقَشُ مسألة إدارة المعلومات المتعلّقة بالوباء، وكثير من القضايا الهامة الأخرى في مجال أخلاقيات المعلومات والتحول إلى الكتب ومصادر المعلومات الرقمية.

إلى ذلك، فقد جاء انعقاد المؤتمر لإبراز أثر التكنولوجيا الرقمية على دور المكتبات في منظومة البحث العلمي، ومدى مرونة تلك المكتبات وقدرتها على الاستمرار في تقديم خدماتها، إلى جانب توفير الفرصة لالتقاء الباحثين والمهنيين والمطورين والناشرين للتواصل وتبادل المعارف والخبرات في مجال النشر الإلكتروني وتأثيره على المؤسسات التعليمية، وعلى مسيرة البحث الأكاديمي ككل.

ويشارك في المؤتمر متحدثون من المجال الأكاديمي والبحثي ومتخصصون في علم المكتبات وتكنولوجيا المعلومات والإعلام وفي مجال النشر الأكاديمي، إضافة لشركات رائدة في مجال النشر الرقمي ومؤسسات عريقة كاتحاد الجامعات العربية واليونسكو وجامعة السلطان قابوس.

هذا ووصل عدد المشاركين نحو 450 شخصًا من الأردن ومختلف الدول العربية والعالم كألمانيا وبريطانيا والمكسيك والسعودية وغيرها من الدّول، علما بأن جلسات المؤتمر تُبَثّ عبر تقنية "زووم".

يُشار إلى أنّ مؤتمر المكتبة لهذا العام يتميز بنوعية الجهات المشاركة، والمعرض الافتراضي الذي قُدِّم عرضٌ عنه خلال الجلسة الافتتاحية لمنتجات تسع شركات عالمية في مجال النشر العلمي الرقمي.

وفي ختام حفل الافتتاح كرمّ راعي المؤتمر الجهات الداعمة والمتحدثين، وسلّم مدير المكتبة درعا تقديريا لرئيس الجامعة.