5 ملايين يورو لمشروع حصاد مائي في المفرق والأزرق

الوقائع الاخبارية: وقعت سفارة مملكة هولندا في عمّان أمس، اتّفاقيّة شراكة بقيمة 5 ملايين يورو مع الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه لتصميم وتنفيذ مشروع يدوم لمدة ثلاث سنوات بهدف توفير حصاد مياه الأمطار في منطقتي الأزرق والمفرق.

وسيتم تنفيذ المشروع الذي أقيم حفل توقيعه في عمّان بحضور كلّ من سفير مملكة هولندا لدى المملكة هاري فيرفاي وأمين عام وزارة المياه والريّ جهاد المحاميد، وأمين عام سلطة وادي الأردن منار المحاسنة، وممثلين عن الشركاء المُنفّذين للمشروع وعن وزارة الزراعة ووزارة البيئة والحكومات المحليّة في مناطق الأزرق والمفرق وشمال وادي الأردن، من قبل كلّ من الشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه، ومعهد (IHE Delft) الهولندي ومؤسسة (Acacia Water) الهولندية، بالشراكة الوثيقة مع وزارة المياه والريّ وسلطة وادي الأردن.

وأكد المؤتمرون خلال حفل توقيع المشروع، أهمية توفير التمويل المالي اللازم لتطوير مشاريع الحصاد المائي التي ينفذها قطاع المياه.

وناقش المجتمعون أهمية دراسة التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية لكل ما يتعلق بقضايا الحصاد المائي وخاصة في مناطق أسفل الأودية.

وقال المدير التنفيذيّ للشبكة الإسلامية لتنمية وإدارة مصادر المياه مروان الرقاد إن الشراكة مع الإعلام مكون رئيسي لنجاح المشاريع المتعلقة بتطوير الحصاد المائي، مؤكدا أهمية البناء على مراحل المشروع كافة، بدءا من تحديد المناطق الأكثر إجهادا ووصولا الى مرحلة إقرار الخطوط العريضة ووضع خريطة طريق للتوجه وبشكل علمي ودقيق نحو التوصيات.

وتابع الرقاد، أن عمل المشروع لا يتدخل بشكل مباشر في استراتيجيات وزارة المياه والري، إنما يقوم برفع التوصيات التي تنسجم وتحقيق أهداف استراتيجية قطاع المياه الحالية والمعمول بها للأعوام 2016 – 2025، والمبنية على البيانات والتحليلات العلمية والدراسات المرتبطة بكفاءة الحصاد المائي في المناطق المخصصة.

ويعاني الأردن، باعتباره ثاني أكثر بلدٍ في العالم في نقص المياه، من الاعتماد على المياه الجوفيّة كمصدر رئيس لإمدادات المياه، ما يجعل إدارة المياه الجوفيّة مسألة تتعلق بالأمن القوميّ والهم الوطنيّ في آنٍ واحد.

وأدّى الاستغلال المُفرط لموارد المياه الجوفيّة في جميع أنحاء المملكة، والذي عجّل به تغير المناخ، إلى تدهور شديد في النظام البيئيّ، كما أدى التوسّع الحضريّ والنموّ السكانيّ إلى إحداث ضغوط إضافيّة على موارد المياه الجوفيّة المتضائلة أصلاً، وهو ما جعل أهداف هذا المشروع منسجما مع إدماج عملية حصاد أو جمع المياه بوصفها تدخّلاً متكاملاً في إدارة المياه والتكيّف مع المناخ.

وأكد القائمون على المشروع أنه يدعم الجهود التي يبذلها الأردن لمواجهة تحدّي شحّ المياه.

وقال سفير مملكة هولندا في عمان هاري فيرفاي في كلمته الافتتاحيّة في حفل توقيع المشروع: "تُعدّ الإدارة المتكاملة للموارد المائيّة أمرًا بالغ الأهمية لتعزيز قدرة الأردن في مواجهة تغير المناخ واستنزاف المياه الجوفيّة”.

واعتبر فيرفاي أن موارد المياه غير التقليديّة مثل تجميع مياه الأمطار أمر ذو أهميّة كبيرة، بهدف تخفيف الضغط على موارد المياه الحاليّة.

وأضاف السفير الهولندي لدى المملكة، أن هذا المشروع يُمثّل شراكة هولنديّة أردنيّة حقيقيّة، تشمل الحكومة والأوساط الأكاديميّة والمنظمات غير الحكوميّة والقطاع الخاص من كلا البلدين، مؤكدا انه "سيحقق نتائج مثمرة”.

وتمّ إجراء تقييم قابلية التأثر بتغير المناخ بُغية تحديد المواقع الأكثر عرضة للآثار السلبيّة لتغير المناخ وغيرها من العوامل الأخرى مثل استنفاد المياه الجوفيّة الشديد والضغط السكانيّ الكبير، وهو ما ساهم بتحديد مناطق الأزرق والمفرق وشمال وادي الأردن باعتبارها المواقع الثلاثة ذات الأولويّة.

وقال الأمين العام لوزارة المياه والري جهاد المحاميد إنّ الفوائد البيئيّة الكبيرة المرتبطة بتنفيذ تقنيات جمع مياه الأمطار على مستوى مستجمعات المياه عامل مُشجّع لمزيد من الاستثمار في توسيع نطاق هذه التقنيات في الأردن.

من جانبه، أوضح الرقاد انه "من الواضح أنّ تغير المناخ في الأردن يزيد من شدّة الهطولات المطريّة مع قصر مدتها، مما يؤدي إلى مخاطر كبيرة بسبب الفيضانات، كما ويؤدّي ذلك إلى فقدان المياه العذبة الثمينة. وبناء على ذلك، فإنّه يتعيّن علينا أن نعتمد الاستراتيجيّة ثلاثيّة العناصر المسمّاه 3Rs (إعادة التعبئة والاحتفاظ وإعادة الاستخدام) بهدف مكافحة تأثير تغير المناخ وتمكين المجتمعات المحليّة اقتصاديًا من خلال حصاد المياه”.

ويتكون المشروع من أربعة مكونات رئيسة هي: بدء حوار وطنيّ بشأن السياسات المتعلّقة بتجميع مياه الأمطار بهدف وضع التشريعات واللوائح النّاظمة ذات الصلة؛ وإنشاء مواقع لتجميع مياه الأمطار ومزارع ذكيّة وتحديد ممارسات المراقبة أو الرّصد؛ إضافة إلى العمل على بناء قدرات موظفي وزارة المياه والريّ والمجتمعات المحليّة وأصحاب المصلحة الرئيسيين الآخرين، والاستفادة من الدروس وقصص النجاح المكتسبة من تطبيق تقنيات حصاد مياه الأمطار.

ويتماشى هذا المشروع مع السياسة الوطنيّة والمحليّة لإدارة المياه، كما أنّه سيوفّر أدوات تصميم مبتكرة تسمح لممارسات حصاد المياه في الأردن بمواصلة التحسين والتكيف مع المعايير المناخيّة المتغيّرة.

وخلال حفل التوقيع، وبدعم من السفارة الهولندية، تمّ إطلاق مبادرة ثانية مع جامعة (Wageningen) تحت عنوان "حوار السياسات حول الاستخدام المُنتج للمياه في الأردن”. بهدف مناقشة واقتراح طرق بديلة لتقليل استخدام المياه في ضوء شحّ المياه في الأردن.