لمواجهة أوميكرون.. شركات الأدوية تسابق الزمن لتطوير لقاحاتها وأوروبا تقرر تشديد القيود

الوقائع الاخبارية : يتصاعد القلق العالمي بسبب الارتفاع الكبير في عدد الإصابات بفيروس كورونا منذ ظهور المتحور الجديد أوميكرون. وبينما شركات الأدوية تسعى لتطوير لقاحاتها لتوفير حماية من المتحور الجديد، تشهد القارة الأوروبية إغلاقات وتشديدا في الإجراءات.

ونقلت وكالة رويترز عن المتحدث باسم شركة أسترازينيكا أنهم اتخذوا، بالتعاون مع جامعة أكسفورد، خطوات أولية لإنتاج لقاح لمتحور أوميكرون.

في حين أفاد موقع ديفينس نيوز (DEFENSE NEWS) بأن باحثين في مركز "والتر ريد" الطبي التابع للجيش الأميركي تمكنوا من إنتاج لقاح قادر على توفير الحماية ضد جميع متحورات فيروس كورونا الحالية والمستقبلية، ومنها أوميكرون بالإضافة إلى فيروسات سارس التي قتلت ملايين الأشخاص.

ونقل الموقع عن مدير فرع الأمراض المعدية في مركز "والتر ريد" قوله إن المرحلة الأولى من التجارب البشرية تخضع للمراجعة النهائية، بعد أن أظهرت نتائج إيجابية.


وفي نفس الموضوع، نفت الوكالة الأوروبية للأدوية علمها بما إذا كانت هناك حاجة إلى لقاح مخصص للمتحور أوميكرون.

وقالت المديرة التنفيذية لوكالة الأدوية الأوروبية إيمير كوك إن الاتحاد الأوروبي لديه القدرة على إنتاج 300 مليون جرعة من اللقاحات في الشهر.

وأضافت، في مؤتمر صحفي بتقنية الفيديو، أن زيادة الإنتاج تهدف لتلبية الطلب المتزايد من سكان القارة البالغِ عددهم 450 مليون نسمة.

من جهتها قالت المتحدثة باسم منظمة الصحة العالمية، الدكتورة مارغريت هاريس، إنه ليست لديهم رؤية واضحة بشأن تأثير اللقاحات على المتحور أوميكرون، وإن الأولوية للجرعة الأولى لمن لم يتلقوها بالدول الفقيرة.

وأضافت، في تصريحات أن كل دولة تحتاج أن تنظر إلى الأشخاص الذين لم يتلقوا اللقاح، مشددة على أن المنظمة تعطي الأولوية لمن لم يتلقوا الجرعة الأولى من المسنين والعاملين بالقطاع الصحي، وأيضا الذين يعانون من أمراض مزمنة خصوصا بالدول الفقيرة.

وكشفت هاريس أن واحدا فقط، من كل 4 عاملين في القطاع الصحي بأفريقيا، تلقوا فقط الجرعة الأولى.

وكان المدير العام لمنظمة الصحة تيدروس أدهانوم غيبريسوس شدد على ضرورة القيام بخطوات جدية لإنهاء وباء كورونا خلال عام 2022.

ودعا غيبريسوس إلى إلغاء الاحتفالات بأعياد الميلاد ورأس السنة منعا لانتشار الفيروس. كما دعا للتركيز على الفئات الأكثر تعرضا للإصابة بالمتحور أوميكرون.

خطة بايدن
من جهته قال الرئيس الأميركي جو بايدن إن الوضع في البلاد لن يعود إلى ما كان عليه في مارس/آذار 2020، رغم تضاعف عدد الإصابات بفيروس كورونا بسبب متحور أوميكرون.

وأضاف بايدن -في كلمة أعلن فيها خطته للتصدي لمتحور أوميكرون- أن التطعيم هو السبيل الوحيد للحماية من خطر كورونا، مؤكدا أن غير المطعمين هم الأكثر عرضة للإصابة به ونقله لأحبائهم.

كما أكد ضرورة حماية طلبة المدارس من خطر الفيروس، وإبقاء المؤسسات التعليمية مفتوحة وآمنة.

وتقوم خطة الرئيس الأميركي على زيادة المستشفيات وتوزيع 500 مليون فحص كورونا مجاني، والاستعانة بكوادر صحية من وزارة الدفاع.

تشديد القيود
وقد دفع انتشار المتحور أوميكرون في العالم لموجة جديدة من عمليات الإغلاق، وتشديد إجراءات التباعد الاجتماعي بالإضافة إلى تأجيل فتح الحدود.

ففي الدانمارك، فرضت السلطات قيودا أشد صرامة لمنع انتشار المتحور أوميكرون الذي أصبح السلالة المهيمنة في البلاد.

وأرجأت نيوزيلندا، أمس الثلاثاء، الموعد الذي كان مقررا لإعادة فتح حدودها الدولية بسبب الانتشار السريع للمتحور أوميكرون حول العالم.

وفي الهند، دعا أرفيند كيجريوال رئيس وزراء حكومة دلهي المواطنين إلى وضع كمامات، وحث الحكومة الاتحادية على السماح بإعطاء جرعة لقاح تنشيطية بعد تسجيل 200 حالة إصابة بالمتحور أوميكرون في 12 ولاية.

وتدخل هولندا يومها الرابع من الإغلاق الكامل بعد قرار الحكومة السبت الماضي اتخاذ إجراءات مشددة لمواجهة تفشي فيروس كورونا خاصة المتحور الجديد أوميكرون.

وتشمل الإجراءات إغلاق المدارس والجامعات حتى منتصف يناير/كانون الثاني المقبل، والسماح للمطاعم والمنشآت غير الضرورية بتقديم خدماتها عن بعد، ويستثنى من ذلك الخدمات الضرورية كالصيدليات والمتاجر.

بخلاف هولندا المجاورة، لا تخطط ألمانيا لإغلاق المتاجر أو دور السينما أو المطاعم، وتسمح فقط للأشخاص المطعمين أو المصابين السابقين بدخول أراضيها.

وتستعد حكومة برلين لتشديد القيود الصحية بحلول العام الجديد، التي سيبحثها اجتماع موسع يضم الحكومة وممثلي المقاطعات الـ 16.

كما قررت هذه الحكومة إقامة الأحداث الرياضية دون جمهور اعتبارا من 28 من ديسمبر/كانون الأول الجاري حتى إشعار آخر، وحظر الفعاليات الثقافية والحفلات الموسيقية.

أما في بريطانيا فقد طالبت الشركات وأصحاب العمل الحكومة باتخاذ قرار واضح بشأن فرض قيود لمواجهة أوميكرون.

ولم يعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون عن أي إجراءات جديدة بعد الاجتماع الطاريء لحكومته، لكنه أكد أن البيانات تبقى تحت المراجعة ساعة بساعة.

من جهته أعلن رئيس بلدية لندن إلغاء احتفالات رأس السنة، في وقت توقفت فيه عروض نحو نصف المسارح، وأغلق متحف التاريخ الطبيعي وقلعة إدنبرة أبوابهما بسبب انتشار أوميكرون.

أما في أسكتلندا، فقد طلبت الحكومة من المواطنين تقليص تواصلهم دون أن تلغي تجمعات أعياد الميلاد.

وفي ويلز ستغلق الملاهي الليلية بداية من 27 من ديسمبر/كانون الأول الجاري، في حين تجتمع الحكومة في إيرلندا الشمالية اليوم لدراسة المزيد من الإجراءات.

اضطراب فرنسا
وفي فرنسا، عبر المتحدث باسم الحكومة عن أمله في أن تتبنى الحكومة مشروع قانون بشأن جواز سفر للقاح كورونا بداية يناير/كانون الثاني القادم.

وقال المتحدث إن البلاد دخلت فترة اضطراب شديد مع المتحور أوميكرون، مؤكدا اتخاذ مزيد من الإجراءات إذا تطلب الوضع، وأن الدولة تراهن على تصرف الفرنسيين بمسؤولية، حسب قوله.

من جانبه، توقع وزير الصحة أوليفييه فيران تحقيق الهدف المعلن لتلقيح 20 مليون فرنسي بجرعة معززة مع نهاية السنة.

وتشير الإحصائيات في هذا البلد إلى وجود أكثر من 3 آلاف شخص بأقسام العناية المركزة، وهو رقم لم يسجل منذ 29 مايو/أيار الماضي.