النووي الإيراني.. طهران تؤكد التوصل لمسودة اتفاق وأميركا وإسرائيل تبحثان إستراتيجية مشتركة
الوقائع الاخبارية : أكد مسؤول إيراني التوصل خلال مفاوضات فيينا لمسودة يمكن أن تشكل أساسا لاتفاق مع القوى الكبرى، في حين بحث مستشار الأمن القومي الأميركي مع مسؤولين إسرائيليين إستراتيجية مشتركة لمواجهة ما تصفه واشنطن وتل أبيب بالتهديدات الإيرانية، وعلى رأسها برنامج طهران النووي.
ففي تصريحات أدلى بها اليوم الأربعاء، قال عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني أبو الفضل عموئي إن مفاوضات فيينا ستستأنف الأسبوع المقبل، وستناقش قضايا صعبة أهمها رفع العقوبات.
وأضاف عموئي أن المفاوضات مكنت من التوصل إلى مسودة من 12 بندا ما زال الخلاف قائما بشأن 8 إلى 10 منها، مشيرا إلى أن هذه المسودة ستشكل 80% من أي اتفاق محتمل.
وتابع أن مصير اليوارنيوم المخصب بنسبة تفوق 3.7% يشكل أحد نقاط الخلاف، مؤكدا أن طهران ترفض نقل مخزون اليورانيوم منخفض التخصيب خارج البلاد.
وكانت إيران وروسيا تحدثتا عن تقدم خلال الجلسات السابقة التي تم تعليقها قبل أسبوع، لكن القوى الغربية المنخرطة في المحادثات الرامية لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 كانت متشائمة بشكل عام حيال فرص التوصل لتسوية.
وفي وقت سابق، قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إن الوقت يضيق أمام مفاوضات فيينا، لكنه قال إن باب الدبلوماسية لا يزال مفتوحا، في حين ذكر كبير المفاوضين الأميركيين بشأن إيران روبرت مالي أنه لم يتبق سوى "بضعة أسابيع" لإنقاذ الاتفاق في حال واصلت طهران أنشطتها النووية بالوتيرة الحالية.
وكانت واشنطن من الدول الموقعة على الاتفاق النووي قبل أن يعلن الرئيس السابق دونالد ترامب عام 2018 انسحابه منها.
في الأثناء، أفاد بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أن الملف النووي الإيراني تصدّر المباحثات التي جرت اليوم في القدس المحتلة مع مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، حيث أكد بينيت لسوليفان أن البرنامج النووي الإيراني يزعزع الاستقرار الإقليمي.
ودعا بينيت إلى وقف المفاوضات بشأن برنامج إيران النووي التي استؤنفت في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي بفيينا، متهما إيران بممارسة "ابتزاز نووي".
من جانبه، قال سوليفان إن الولايات المتحدة وإسرائيل في "مرحلة حاسمة" في ما يتعلق بقضايا أمنية مختلفة، مضيفا أنه يتعين على الجانبين وضع إستراتيجية مشتركة لمواجهة تلك القضايا.
وخلال مشاركته في تخريج دورة طيران حربي بحضور وزير الدفاع بيني غانتس ورئيس هيئة الأركان أفيف كوخافي، وصف الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ إيران بأنها "قنبلة موقوتة يجب تحييدها"، محذرا مما سماه مساعي إيران لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط.
من جهته، أكد غانتس -خلال لقائه سوليفان- على تعميق التعاون الأمني بين إسرائيل والولايات المتحدة في هذه المرحلة.
كما أفاد بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية أن اللقاء بين سوليفان ووزير الخارجية يائير لبيد قد تناول الإستراتيجية لمواجهة البرنامج النووي الإيراني، وآلية التعاون بين إسرائيل والولايات المتحدة بهذا الخصوص.
وذكر مدير مكتب الجزيرة وليد العمري أن مستشار الأمن القومي الأميركي التقى أيضا نظيره الإسرائيلي إيال حولاتا في إطار ما يعرف بمجلس التنسيق الإستراتيجي بين إسرائيل والولايات المتحدة.
ولاحقا، قال البيت الأبيض إن المسؤولين الأميركيين والإسرائيليين ناقشوا الحاجة إلى مواجهة جميع أوجه التهديد الإيراني، ومنها البرنامج النووي، والأنشطة المزعزعة للاستقرار، ودعم "جماعات إرهابية" تعمل بالوكالة.
وأضاف البيت الأبيض أنهم اتفقوا على أن إحراز إيران تقدما سريعا في برنامجها النووي يشكل تهديدا جسيما للمنطقة وللسلم والأمن الدوليين.
وتأتي زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي وسط تقارير عن تسارع الاستعدادات العسكرية الإسرائيلية لعمل عسكري محتمل ضد المنشآت النووية الإيرانية في حال أخفقت مفاوضات فيينا.
وتعارض إسرائيل محادثات فيينا، وتقول إن طهران تقترب من "العتبة النووية"، أي أن يكون لديها ما يكفي من الوقود لإنتاج القنبلة الذرية.
مناورات إيرانية
بالموازاة مع ذلك، يواصل الحرس الثوري الإيراني لليوم الثالث مناوراته البحرية والبرية والجوية جنوبي إيران، تحت اسم "الرسول الأعظم 17".
وأجرى الحرس تدريبات على التصدي لهجوم مفترض على الجزر المطلة على مضيق هرمز باستخدام أسلحة ثقيلة ومتوسطة.
وقال قائد القوات البرية في الحرس الثوري العميد محمد باكبور إن التدريبات أجريت بنجاح وفق الخطط العسكرية المرسومة.
وكان الحرس الثوري قد اختبر أمس الثلاثاء صواريخ كروز مضادة للسفن، إضافة لإطلاق صواريخ باليستية من نوع أرض-أرض وأرض-بحر، واختبار طائرات مسيرة.