روسيا تطالب الغرب بضمانات "فورية" وتستبعد الصراع وطرفا النزاع الأوكراني يرغبان في إحياء الهدنة
الوقائع الاخبارية : أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الخميس مجددا رغبته في تجنب الصراع في أوكرانيا، داعيا الغرب إلى رد فوري على مطالبه بالحصول على ضمانات أمنية، وسط مساع لإحياء الهدنة بين طرفي النزاع الأوكراني، وتزامنا مع مناورات على جانبي الحدود.
وقال بوتين -في مؤتمره الصحفي السنوي- "هذا ليس خيارنا المفضل. لا نرغب في حدوث ذلك"، في إشارة لاحتمال اندلاع حرب في أوكرانيا.
وأضاف بوتين أن روسيا تلقت ردا إيجابيا بصفة عامة بشأن المقترحات الأمنية التي قدمتها للولايات المتحدة هذا الشهر، وأن المفاوضات ستبدأ في بداية السنة القادمة في جنيف.
وتابع الرئيس الروسي قائلا "آمل أن يمضي الوضع قدما على هذا النحو".
وارتفعت نبرة صوت بوتين عندما أشار إلى قيام حلف شمال الأطلسي "ناتو" (NATO) -بما وصفه- بخداع روسيا بموجات متتالية من التوسع منذ الحرب الباردة، وقال إن موسكو تحتاج إلى رد فوري بهذا الشأن.
وأضاف بوتين "يتعين عليكم منحنا ضمانات وفورا.. الآن".
وسبق أن قال سيرغي ريابكوف نائب وزير الخارجية الروسي إن بلاده قدمت للولايات المتحدة مقترحاتها بشأن توقيت بدء المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية، وفي انتظار رد واشنطن.
العودة إلى الهدنة
من جهة أخرى، قالت منظمة الأمن والتعاون في أوروبا -في بيان مساء أمس الأربعاء- إن السلطات الأوكرانية والانفصاليين الموالين لروسيا يرغبون في إعادة العمل باتفاق وقف إطلاق النار، الذي تم التوصل إليه يوليو/تموز 2020 في شرق أوكرانيا.
واعتبر ممثل المنظمة والوسيط في حل الصراع ميكو كينونين أنه "أمر بالغ الأهمية بالنسبة للأشخاص الذين يعيشون على جانبي الجبهة".
وكان الدبلوماسي تحدث بعد مؤتمر عبر الفيديو عقدته مجموعة الاتصال الثلاثية التي تجمع طرفي النزاع.
وأعربت الرئاسة الأوكرانية عقب هذا الاجتماع عن "تفاؤل حذر باحتمال خفض التصعيد" على خط المواجهة، وقالت -في بيان- "للمرة الأولى منذ فترة طويلة، نشعر بإمكانية حقيقية لضمان الهدنة".
وأضافت الرئاسة "رأينا أن الطرف الآخر مستعد أيضا لهذه الخطوة".
في المقابل، بدا الانفصاليون أكثر تشكيكا، إذ كتب روديون ميروشنيك ممثل "جمهورية لوغانسك" المعلنة من طرف واحد عبر تليغرام اليوم الخميس "لم يتم التوصل إلى اتفاق".
وفي يوليو/تموز 2020، اتفق المعسكران المتحاربان منذ عام 2014 على وقف إطلاق النار على خط المواجهة، واستمرت الهدنة عدة أشهر قبل أن تُخرق فبراير/شباط الماضي.
وبحسب ميكو كينونين، كانت الانتهاكات اليومية لوقف إطلاق النار في المتوسط أعلى بـ5 مرات في ديسمبر/كانون الأول الجاري، مقارنة بالشهر نفسه عام 2020.
تدريبات وحذر
وبالرغم من أجواء التفاؤل التي أعقبت تأكيد موسكو قرب بدء المفاوضات بشأن الضمانات الأمنية، وكذلك إبداء الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي استعداده للقاء بوتين، فإن كلا من روسيا وأوكرانيا أطلقت تدريبات ومناورات منفصلة.
ففي أوكرانيا، انطلقت تدريبات بذخائر أميركية الصنع في المنطقة الانفصالية شرقي البلاد، استخدم خلالها لأول مرة صاروخ "جافلين" الأميركي المضاد للدبابات.
وقال سكرتير مجلس الأمن القومي والدفاع الأوكراني أوليكسي دانيلوف إن هناك أكثر من 200 ألف جندي روسي قرب حدود بلاده.
وفي الجانب الآخر، تنفذ قوات الإنزال المظلي الروسية اليوم الخميس تدريبات واسعة في حقل أوبوك العسكري بشبه جزيرة القرم، حيث أوضحت وزارة الدفاع أن وحدات من الدفاع البيولوجي والكيميائي تشارك في التدريبات التي تحاكي سيناريو حماية القوات المسلحة من الهجمات بالطائرات المسيرة، وكذلك التصدي لهجوم العدو.
وفي سياق متصل، أعلنت سلطات "جمهورية دونيتسك"، وهي جمهورية معلنة من طرف واحد، أن مدنيا أصيب صباح اليوم الخميس في قصف أوكراني.