أزمة كازاخستان.. اعتقال رئيس جهاز أمن الدولة المقال ومقار الحزب الحاكم تتعرض للتدمير

الوقائع الاخبارية : أعلن جهاز أمن الدولة الكازاخي اليوم السبت اعتقال رئيس الجهاز المقال كريم ماسيموف بتهمة الخيانة، فيما قال الحزب الحاكم إن مقاره في معظم مدن البلاد الرئيسية تعرضت للتدمير والإحراق، وذلك في ظل اضطرابات ومواجهات تشهدها كازاخستان وأسفرت عن قتلى وجرحى ومعتقلين، مما استدعى استعانة السلطات بدعم عسكري خارجي بقيادة روسيا.

وقال جهاز أمن الدولة -في بيان- إن ماسيموف اعتقل أول أمس الخميس بعد إقالته فورا، وإن شخصيات سياسية وأمنية أخرى اعتقلت أيضا ولم يكشف عن أسمائها بعد لضرورات التحقيق، بحسب البيان.

وكان الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف قد أقال رئيس جهاز أمن الدولة مع بداية الاضطرابات التي اندلعت الأحد الماضي، وأسفرت وفق إحصائية رسمية عن مقتل 26 شخصا وإصابة 18 آخرين.

وشغل ماسيموف سابقا مناصب حكومية كثيرة، أبرزها رئاسة الحكومة، وبعد استقالة الرئيس الكازاخي السابق نور سلطان نزارباييف -الذي احتفظ لنفسه برئاسة مجلس الأمن القومي وبلقب زعيم الأمة- عين ماسيموف رئيسا لجهاز أمن الدولة، ويعد ماسيموف من المقربين للرئيس السابق نزارباييف.

الحزب الحاكم
من جهة أخرى، قال حزب "نور وطن" (الحزب في كازاخستان) إن مقاره في معظم المدن الرئيسية تعرضت للتدمير والإحراق.

وكان الرئيس الكازاخي قاسم جومارت توكاييف قال أمس الجمعة إن من وصفهم بالإرهابيين نفذوا هجمات على ألماتي عبر 6 مراحل، وأكد أن البلاد واجهت "مجموعات إرهابية مدربة جيدا في الخارج".

وأضاف توكاييف أنه تمت استعادة ما سماه النظام الدستوري في معظمه، معلنا رفضه الحوار مع المتظاهرين، والذين وصفهم بالإرهابيين.

وقال الرئيس الكازاخي إنه أمر قواته بإطلاق النار في مقتل، لإخماد الاضطرابات التي عمت أرجاء كبرى بلدان دول آسيا الوسطى، مضيفا في كلمة بثها التلفزيون الرسمي أن "قرابة 20 ألفا من قطاع الطرق هاجموا مدينة ألماتي ودمروا ممتلكات الدولة".

وقالت وزارة الداخلية إن نحو 4266 شخصا -بينهم أجانب- اعتقلوا خلال العمليات الأمنية المتواصلة في عموم البلاد، لمواجهة الاضطرابات التي اندلعت قبل أكثر من أسبوع بعدما خرجت احتجاجات على زيادة أسعار الوقود مع بداية العام الجديد، قبل أن تتطور إلى أعمال شغب ضد النظام.

وقالت وكالة سبوتنيك كازاخستان إن إطلاق نار واشتباكات وقعا في مدينة قيزلاردا (جنوبي البلاد)، وذكرت وكالة نوفوستي الروسية أن إطلاق النار يتواصل وسط مدينة ألماتي كبرى مدن كازاخستان.

الدعم الخارجي
من ناحية أخرى، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي سيطرت على مطار ألماتي، ثم وضعته تحت سيطرة قوات الأمن الكازاخية.

وقالت الوزارة إن 20 طائرة شحن عسكرية ستواصل اليوم نقل القوات الروسية وعتادها إلى كازاخستان.

وفي الوقت نفسه، أجرى الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين والكازاخي توكاييف اتصالا ناقشا فيه الإجراءات المشتركة ضمن تفويض منظمة الأمن الجماعي لمكافحة الإرهاب، وفق ما أعلنه الكرملين.

وانتقدت وزارة الخارجية الروسية تصريحات وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن بشأن مهمة قوات حفظ السلام في كازاخستان، ووصفتها بالفظة.

وقالت الوزارة إن منظمة معاهدة الأمن الجماعي استجابت لنداء حكومة كازاخستان لمساعدتها في ضمان الأمن.

وكان بلينكن قال -في مؤتمر صحفي بواشنطن- "ثمة درس من التاريخ الحديث مفاده أنه ما إن يدخل الروس بلدا فإن إخراجهم يكون أحيانا أمرا بالغ الصعوبة".

طائرة نقل عسكري تقل قوات وعتادا من قرغيزستان إلى كازاخستان لمساعدة السلطات على إنهاء الاضطرابات (الأوروبية)
وفي سياق متصل، قالت وزارة الدفاع في قرغيزستان المجاورة لكازاخستان -أمس الجمعة- إنها أرسلت 150 جنديا و8 مركبات مدرعة و11 مركبة محملة بالمعدات إلى جارتها ضمن قوة حفظ السلام التابعة لمنظمة معاهدة الأمن الجماعي.

وأوضح بيان للوزارة أن مهمة الجنود هي حماية المرافق ذات الأهمية الخاصة والإستراتيجية في كازاخستان.

دعوات دولية
وتزايدت الدعوات الدولية لخفض التصعيد ولحل سلمي للأزمة في كازاخستان، فقد قال الكرملين إن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو يطلع الرئيس بوتين بشكل متواصل على عمليات قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي في كازاخستان.

وقالت كريستانا هوفمان نائبة المتحدث باسم الخارجية الألمانية إن حكومتها تراقب التطورات في كازاخستان، وتحث الأطراف المعنية على وقف التصعيد وإيجاد حل سلمي.

كما عبرت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين عن قلق الاتحاد الأوروبي من التطورات، ودعت إلى ضمان حقوق المواطنين وأمنهم في كازاخستان.

وكان المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية نيد برايس عبر عن قلق بلاده من الأحداث في كازاخستان، وقال إنها ستراقب عن كثب أي انتهاكات لحقوق الإنسان من جانب قوات منظمة معاهدة الأمن الجماعي في البلاد.

وقد وافقت الخارجية الأميركية على مغادرة طوعية للموظفين غير الأساسيين في قنصليتها في ألماتي مع أفراد عائلاتهم، وتحدثت الوزارة عن احتمال تطور الأحداث بسرعة بطريقة يمكن أن تتحول إلى العنف.

بدورها، أعلنت الصين دعمها إرسال دول منظمة معاهدة الأمن الجماعي بقيادة روسيا قوات حفظ سلام إلى كازاخستان، قائلة إنها "تدعم جميع جهود السلطات الكازاخية لإنهاء الاضطرابات في أقرب وقت ممكن".