لكم الشكر ... يا رجال الدفاع المدني الأشاوس ... والشكر قليل
الوقائع الإخبارية: بين البحث عن رقم الاتصال بالدفاع المدني، وربكة الحدث، والاتصال بهؤلاء النشامى - مديرية أولًا ... ورقم ٩١١ بعدها - لطلب الإسعاف ... وبين وصولهم، جاهزين، مهيأين، مستعدين للتعامل مع الواقعة عشر دقائق، لا زيادة ولا نقصان. فهل أكثر من هذا نريد من هذه المؤسسة العريقة؟ وهل أكثر من هذا نتوقع من هؤلاء الشباب الذين صقلتهم ظروف العمل ودربته ومرانه فوصلوا هذه الدرجة من المهنية والاحتراف والتفاني في أداء الواجب؟
الساعة العاشرة وعشر دقائق، صباح هذا اليوم، وبينما أنا سائر في أحد الشوارع الفرعية في منطقة خلدا (عمان)، وإذا بصبية أراها تدخل من الباب الأمامي الأيمن لسيارة تقف على يمين الشارع، وهي تصرخ وتولول وتبكي بأعلى صوتها. كنت على مسافة خمسين مترًا من مكان السيارة. فأسرعت إليها لعلي أستطيع المساعدة، فوجدتها تمسك بذراع امرأة تجلس خلف مقود السيارة، والمرأة في حالة إغماء تام. ولا حراك يبدر منها إلا رجفة خفيفة، وأنها كانت تتنفس.
اتصلت فورًا بمديرية الدفاع المدني، فما كان من مأمورة المقسم (operator) إلا أن ذكرتني بالرقم ٩١١. وبين اتصالي بهذا الرقم وبين وصول فريق الدفاع المدني عشر دقائق يخصم منها الوقت المستغرق في طلب المقسم الرئيسي وما جرى من مأمورته. وقد وصلوني، أربعة منهم، باستعداد وجهوزية ومعنويات للتعامل مع الحالة لا يمكن أن نجدها إلا عند هؤلاء الذين نذروا أنفسهم ووقتهم وجهدهم وكامل إمكاناتهم، ونذرهم الوطن، لمثل هذا الواجب الإنساني النبيل.
أنشكركم، يا رجال الدفاع المدني؟ إن الشكر قليل ... أنحييكم على هذا الموقف ومثله؟ إن التحية وحدها غير كافية ... أنرفع لكم القبعات بسببه؟ إن رفع القبعات أبدًا لا يكفينا ولا يكفيكم.
قد يقول قائل: "هذا واجب الدفاع المدني". نعم! وأنا أقول إنه واجبهم. ولكنني هنا أتحدث عن الاحترافية العالية، وسرعة التجاوب الواضحة بين الاتصال وبين بدء التعامل مع الحدث في مكانه. يضاف إلى كل هذا اهتمام فردي منهم، وعمل بروح فريق لا يمكن أن تخطئه العين.
لكم منا كل هذا وأكثر ... ولكم معه فخرنا بكم، واعتزازنا بجهودكم الجبارة، وتقديرنا لكل ما تقومون به من عمل، في الليل والنهار على حد سواء. ومع فخرنا واعتزازنا وتقديرنا، لا نستطيع إلا نبدى إعجابنا بكم، أيها الأردنيون المتفانون في خدمة الوطن والمواطن.
أنا أعرف أنكم لا تنتظرون منا الشكر ولا تتوقعون المديح والإطراء ... لكنها فقط كلمات أبت أن تظل حبيسة في صدري، فخرجت رغمًا عني، لأنني لم أستطع أن ابقيها في داخلي ...
بارك الله فيكم وفي كل جهد تقدمونه ... ويسر لكم سبل التوفيق والنجاح وسداد الخطى ... فالأردن يستحق.
ياسين بني ياسين
الأربعاء ١٢ كانون الثاني ٢٠٢٢ ميلادية
الموافق ٩ جمادى الآخرة ١٤٤٣ هجرية
الساعة العاشرة وعشر دقائق، صباح هذا اليوم، وبينما أنا سائر في أحد الشوارع الفرعية في منطقة خلدا (عمان)، وإذا بصبية أراها تدخل من الباب الأمامي الأيمن لسيارة تقف على يمين الشارع، وهي تصرخ وتولول وتبكي بأعلى صوتها. كنت على مسافة خمسين مترًا من مكان السيارة. فأسرعت إليها لعلي أستطيع المساعدة، فوجدتها تمسك بذراع امرأة تجلس خلف مقود السيارة، والمرأة في حالة إغماء تام. ولا حراك يبدر منها إلا رجفة خفيفة، وأنها كانت تتنفس.
اتصلت فورًا بمديرية الدفاع المدني، فما كان من مأمورة المقسم (operator) إلا أن ذكرتني بالرقم ٩١١. وبين اتصالي بهذا الرقم وبين وصول فريق الدفاع المدني عشر دقائق يخصم منها الوقت المستغرق في طلب المقسم الرئيسي وما جرى من مأمورته. وقد وصلوني، أربعة منهم، باستعداد وجهوزية ومعنويات للتعامل مع الحالة لا يمكن أن نجدها إلا عند هؤلاء الذين نذروا أنفسهم ووقتهم وجهدهم وكامل إمكاناتهم، ونذرهم الوطن، لمثل هذا الواجب الإنساني النبيل.
أنشكركم، يا رجال الدفاع المدني؟ إن الشكر قليل ... أنحييكم على هذا الموقف ومثله؟ إن التحية وحدها غير كافية ... أنرفع لكم القبعات بسببه؟ إن رفع القبعات أبدًا لا يكفينا ولا يكفيكم.
قد يقول قائل: "هذا واجب الدفاع المدني". نعم! وأنا أقول إنه واجبهم. ولكنني هنا أتحدث عن الاحترافية العالية، وسرعة التجاوب الواضحة بين الاتصال وبين بدء التعامل مع الحدث في مكانه. يضاف إلى كل هذا اهتمام فردي منهم، وعمل بروح فريق لا يمكن أن تخطئه العين.
لكم منا كل هذا وأكثر ... ولكم معه فخرنا بكم، واعتزازنا بجهودكم الجبارة، وتقديرنا لكل ما تقومون به من عمل، في الليل والنهار على حد سواء. ومع فخرنا واعتزازنا وتقديرنا، لا نستطيع إلا نبدى إعجابنا بكم، أيها الأردنيون المتفانون في خدمة الوطن والمواطن.
أنا أعرف أنكم لا تنتظرون منا الشكر ولا تتوقعون المديح والإطراء ... لكنها فقط كلمات أبت أن تظل حبيسة في صدري، فخرجت رغمًا عني، لأنني لم أستطع أن ابقيها في داخلي ...
بارك الله فيكم وفي كل جهد تقدمونه ... ويسر لكم سبل التوفيق والنجاح وسداد الخطى ... فالأردن يستحق.
ياسين بني ياسين
الأربعاء ١٢ كانون الثاني ٢٠٢٢ ميلادية
الموافق ٩ جمادى الآخرة ١٤٤٣ هجرية