السفير الهندي: العلاقات التجارية الثنائية تشهد مسارًا تصاعديًّا

الوقائع الاخبارية : قال سفير جمهورية الهند في عمّان أنور حليم، إن العلاقات التجارية الثنائية بين الهند والأردن تشهد مساراً تصاعدياً ما يُظهر نمواً إيجابياً منذ توقيع أول اتفاقية تجارية بين البلدين في عام 1960.

وأوضح ان  بمناسبة اليوم الوطني الـ73 للهند، الذي يصادف 26 كانون الثاني، أن قيمة التجارة الثنائية بين البلدين الصديقين تبلغ حاليًا أكثر من 2 مليار دولار أميركي سنويًا، لافتًا إلى أن بلاده ما تزال رابع أكبر شريك تجاري للأردن في عام 2020.

وبين السفير الهندي أن بلاده شريك عميق للأردن في توريد المواد الغذائية والادوات الميكانيكية والكهربائية والمنتجات الهندسية والأحجار الكريمة والمصوغات والمنتجات النفطية والجلود، منوهًا إلى أن الأردن مورد موثوق للأسمدة والفوسفات وحمض الفوسفوريك وغيرها للهند، التي تعتبر أكبر مشتر للفوسفات من الأردن.

وأشار إلى أن البلدين حددا هدفاً تجاريًا بقيمة 5 مليارات دولار للوصول إليه بحلول عام 2025، كما اتفق الجانبان على تنويع سلة التجارة بينهما، مبينًا أنه تم إطلاق منتدى التجارة والأعمال بين الهند والأردن في عام 2021، لاستكشاف طرقا لتعزيز العلاقات التجارية الثنائية.

وبين السفير أن الاستثمارات الهندية تبلغ في الفوسفات والمنسوجات حوالي 1.3 مليار دولار، حيثُ أسست شركة مناجم الفوسفات الأردنية (JPMC) وجمعية المزارعين الهندية للأسمدة (IFFCO) مشروعًا مشتركًا بقيمة 860 مليون دولار أميركي لتصنيع حامض الفوسفوريك.

ولفت إلى أنه في شهر تشرين الأول لعام 2021، وقعت شركة مناجم الفوسفات الأردنية (JPMC) وشركة الوفلورايد المحدودة بالهند اتفاقية لبناء مصنع فلوريد الألومنيوم بقيمة 30 مليون دولار أميركي في محافظة معان، مبينًا أن الهنود يمتلكون نحو 20 مصنع نسيج في المناطق الصناعية المؤهلة في الأردن، باستثمارات إجمالية قدرها 300 مليون دولار، حيثُ توظف هذه الصناعات أكثر من 10 آلاف شخص.

وذكر الدبلوماسي الهندي أن الهند والأردن تتمتعان بعلاقات وطيدة وودية طويلة الأمد، وهي علاقات متجذرة في التقارب التاريخي والثقافي الاستثنائي في علاقات الشعبين، وتتميز العلاقات بروابط قوية من التفاهم والتعاون.

وبين أن عام 2020 هو مميز للغاية بالنسبة للعلاقات الهندية الأردنية، حيثُ يمثل العام الـ70 لتأسيس العلاقات الرسمية بين الهند والأردن، منوهًا إلى أن عام 2021 يتسم بخصوصية مضاعفة، حيث تحتفل المملكة بالذكرى المئوية لتأسيسها، في حين بدأت الهند بالاحتفال بمرور 75 عامًا على استقلالها.

وأضاف السفير الهندي أن الهند لديها علاقات طويلة الأمد مع الأردن، حيثُ وقعت الهند والأردن أول اتفاقية ثنائية للتعاون والعلاقات الودية في عام 1947 بعد استقلال الهند بوقت قصير، وكانت واحدة من أولى الاتفاقيات الثنائية التي وقعتها الهند على الإطلاق، وتم إضفاء الطابع الرسمي على الاتفاقية في عام 1950، عندما أصبحت الهند جمهورية، وأقيمت علاقات دبلوماسية كاملة بين البلدين.

ولفت إلى أن الهند والأردن شريكان طبيعيان، وكلاهما يسعى لتحقيق السلام والاستقرار العالميين، ويعملان معًا على أساس المجاملات ولديهما مواقف مماثلة في الشؤون الإقليمية والعالمية، مبينًا أن الزيارات رفيعة المستوى بين البلدين، ابرزت أهمية ما يوليه البلدان لبعضهما البعض.

كما ذكر السفير الهندي أن السنوات الأخيرة شهدت زخما كبيراً للشراكة الثنائية، في ظل القيادة الحكيمة لرئيس الوزراء ناريندرا مودي وجلالة الملك عبد الله الثاني، مؤكدًا أن الشراكة بين الهند والأردن ترتقي إلى آفاق جديدة.

وأكد أن البلدين واصلا مشاركتهما وتفاعلاتهما الوثيقة حتى وسط الاضطرابات الناجمة عن حائجة "كوفيد-19″، حيث قدمت الهند دعمها للأردن لمكافحة الجائحة من خلال توفير الأدوية الأساسية والمعدات والتدريب، كما نظمت برنامجًا تدريبيًا لمدة أسبوعين لـ 15 خبيرًا طبيًا من القوات المسلحة الأردنية في مجال العناية المركزة لـ”كوفيد-19” وإدارة الطوارئ.

وبخصوص التعاون العلمي والثقافي، بين السفير أنه تم إنشاء مركز الهند – الأردن للتميز في تكنولوجيا المعلومات (IJ-CoEIT)، الذي يعتبر مثالًا مميزًا على نهج حكومة الهند التشاركي للتعاون الإنمائي مع البلدان الشريكة التي تستهدف التنمية البشرية الشاملة وخلق فرص العمل وتطوير مهارات ريادة الأعمال، ومن المفترض أن يتم تدريب 3 آلاف متخصص أردني في المركز في غضون 5 سنوات.

وأكد أن الهند ملتزمة أيضًا بمشاركة خبرتها التنموية مع الأردن من خلال برامج بناء القدرات في إطار برنامج الهند للتعاون التقني والاقتصادي (ITEC)، الذي يعد وسيلة لتعزيز الاتصال بين مواطني الأردن والهند، والبناء على حسن النية الحالي تجاه الهند في الأردن.

في مجال التعليم العالي، أوضح السفير ان نطاق التعاون اتسع، حيثُ هناك أكثر من 500 طالب أردني يتابعون دراساتهم في جامعات مختلفة في الهند، في حين يزيد عدد الخريجين الأردنيين من الجامعات الهندية عن 2500.

ويقدم المجلس الهندي للعلاقات الثقافية (ICCR)، بحسب السفير، منحتين كل سنه للطلاب الأردنيين المتميزين للتعليم العالي في الهند، لافتًا إلى أن صناعة السينما الهندية أبدت اهتمامًا شديدًا بالتقاط جمال الأردن في صناعة السينما الهندية في السنوات القليلة الماضية، حيثُ تم تصوير فيلمين بوليوود وفيلمين باللغة الهندية في الأردن.

وعن التعاون السياحي والسياحة الدينية بين البلدين، أشار السفير الى توقيع اتفاقية تعاون في هذا المجال، مبينًا أنه يجري بحث إمكانية بدء رحلات جوية مباشرة بين البلدين، لا سيما أن عددا كبيرا من السياح المسيحيين من الهند يزورون الأردن بهدف مشاهدة الأماكن المقدسة.

وأكد السفير الهندي أن بلاده تعد وجهة مرغوبة للسياحة العلاجية للعديد من البلدان بسبب رعايتها الطبية الفعالة من حيث التكلفة والجودة، بينما تعد الأردن مركزًا إقليميًا للسياحة العلاجية.

وفيما يتعلق بالتعاون بين الجانبين في مكافحة الإرهاب، قال السفير الهندي، "ما زال البلدان شريكين نشطين في التعاون في المبادرات الخاصة بالتعاون في مكافحة الإرهاب”، لافتًا إلى أن الهند مشارك نشط في حوار العقبة، الهادف إلى تسهيل الحوار الشامل في مجال مكافحة الإرهاب بين أصحاب العلاقة.

وأكد أن رئيس وزراء الهند ناريندرا مودي أبرز في رسالته بمناسبة الذكرى المئوية للأردن تعاون البلدين في مكافحة الإرهاب والدور المهم الذي يلعبه الأردن في ظل القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني في هذا الصدد.

وبشأن الموقف الهندي تجاه القضية الفلسطينية، أكد السفير الهندي أن "دعمنا التقليدي للقضية الفلسطينية لم يتزعزع أبدًا ونكرر التزامنا بالحل السلمي للقضية الفلسطينية، ونحن نؤيد حل الدولتين عبر المفاوضات ونأمل أن نرى تحقيق دولة فلسطينية ذات سيادة ومستقلة وقابلة للحياة تتعايش بسلام مع إسرائيل”.

وثمن السفير الهندي الدور الإيجابي الذي لعبه الأردن تجاه عملية السلام، وكذلك كرمه في استضافة اللاجئين الفلسطينيين، مبينًا أن بلاده عززت تعهدها السنوي للأونروا من 1.25 مليون دولار إلى 5 ملايين دولار في عام 2018، وحافظت عليه منذ ذلك الحين.

وذكر أن هناك أكثر من 15500 هندي في الأردن يعملون بشكل أساسي في قطاع المنسوجات والبناء والتصنيع وشركات الأسمدة وقطاع الرعاية الصحية والجامعات وتكنولوجيا المعلومات والتمويل والمنظمات الدولية.