متقاعدون عسكريون: أزحنا الرتب عن الأكتاف وحملناها في القلوب
الوقائع الاخبارية : يستذكر الأردنيون في الخامس عشر من شباط في كل عام، جهود وتضحيات 200 ألف متقاعد من العسكريين والمحاربين القدامى في يوم الوفاء لهم، فهم الباقون على العهد والوعد، بعطائهم المستمر على مختلف الصعد الإدارية والقيادية والمعرفية الذي جاء بفضل نجاحهم في مدرسة القوات المسلحة وقيادتها الرشيدة.
ويتنامى الحس الوطني في أفئدة المتقاعدين سنويا في هذا اليوم بحسب حديثهم فهم من أسندوا أسوار الأرض بأجسادهم، وكتبوا التاريخ بفوهات بنادقهم وأجهزة طائراتهم وهدير دباباتهم، بوصفهم منجما للأفكار والخبرات والمهن، داعين للاستفادة من تراكم معارفهم في شتى المجالات ليكون يوم الوفاء لهم يوما رياديا ثريا بالمبادرات والزيارات والأنشطة التطوعية، وتبادلا للمعرفة المكتسبة هذه مدرسة القوات المسلحة التي هي أساس ومنبع فخرهم.
ووجه جلاله الملك عبد الله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة اليوم الثلاثاء، والذي يحتفي به الأردنيون بيوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى بصرف مبلغ 100 دينار لرفاق السلاح من العاملين في القوات المسلحة الأردنية الجيش العربي والأجهزة الأمنية والمتقاعدين العسكريين.
وذكر رئيس هيئة الأركان المشتركة الأسبق الفريق أول الركن محمد يوسف الملكاوي، في يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين بقول جلالة الملك عبد الله الثاني في خطاب افتتح به أعمال الدورة العادية الثالثة لمجلس الأمة الثالث عشر في الأول من تشرين الثاني من العام 1999: "أما قواتنا المسلحة الباسلة، وأجهزتنا الأمنية، فهي درع الوطن ورمز كبريائه، وإرادته الحرة، وهي العين الساهرة على أمن المواطنين والحفاظ على حياتهم وكرامتهم”.
وأضاف أنه ومنذ تسلم جلالته سلطاته الدستورية أولى القوات المسلحة جُلّ اهتمامه ورعايته، فهو رفيق السلاح الذي تخرج من صفوفها وعرف واقعها الدقيق ومتطلباتها، ولم يدّخر وسعًا لجعلها تواكب العصر تسليحاً وتأهيلاً، لتكون قادرة على حماية الوطن ومكتسباته والقيام بمهامها على أكمل وجه، كما عمل على تحسين أوضاع منتسبيها العاملين والمتقاعدين انطلاقا من تقدير جلالته لدور هذه الفئة في تعزيز مفهوم الأمن والاستقرار.
وثمن مدير عام مؤسسة المتقاعدين والمحاربين القدماء، اللواء الركن المتقاعد الدكتور إسماعيل الشوبكي، جهود جلالة الملك عبدالله الثاني الداعمة لرفقاء السلاح من خلال التواصل المستمر معهم والاطمئنان على أحوالهم وإصدار توجيهات وقرارات من شأنها تأمين العيش الكريم لهم ولأسرهم واستمرار عطائهم ومشاركتهم في حركة الإنجاز والبناء الوطني، إضافة إلى توسيع مشاريع المؤسسة، بما ينعكس إيجابيا على تحسين أوضاع المتقاعدين العسكريين الاجتماعية والمعيشية.
وأضاف الشوبكي، في تصريح لوكالة الأنباء الأردنية (بترا)، أمس الاثنين، أن مؤسسة المتقاعدين العسكريين حظيت باهتمام القيادة الهاشمية منذ أن أمر جلالة المغفور له بإذن الله تعالى الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه عام 1974 بإنشاء مؤسسة تعنى بأمور المتقاعدين العسكريين وتكون مظلة جامعة لهم.
من جانبه، عرض اللواء الركن المتقاعد الدكتور صالح لافي المعايطة، لمحطات حياته وتجربته الغنية كمتقاعد عسكري كان له شرف الانتساب إلى القوات المسلحة لمدة تجاوزت الـ 35 عاما، مؤكدا أن القوات المسلحة مدرسة عظيمة لبناء الإنسان وصقل الشخصية الوطنية، والجيش العربي مصنع الرجال، وأن أهم ما تعلمه من مدرسة الهاشميين ان الوطن نبتة طيبة لا تنمو إلا في تربة التضحيات.
وأضاف: لعب المتقاعدون العسكريون دورا كبيرا ومميزا في تاريخ الدولة عطاء وتضحية وإنجازا، واصفا إياهم بـ "ملح البلاد”، مؤكدا أن يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين له دلالات عميقة في وجدان كل متقاعد لأنه يذكره على الدوام بتقدير الوطن وقيادته الهاشمية لنا، فالجيش العربي هو أعز ما لنا وأغلى ما فينا. ونحن نقول في هذا اليوم "ان التقاعد ليس نهاية العطاء ولا قتلا للانتماء”.
وفي هذا الصدد شكر العميد المتقاعد الدكتور عاكف الحجايا جلالة الملك، على مكارمه التي لا تعد ولا تحصى، قائلا إن "المتقاعدين العسكريين ما زالوا تواقين لخدمة هذا الوطن ورهن إشارة سيد البلاد، باعتبار يوم الوفاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى يوم فرح وبهجة للمتقاعدين وأسرهم وكافة أفراد الشعب الأردني”.
إلى ذلك، غرد رئيس الوزراء الأسبق سمير الرفاعي عبر موقع تويتر في يـوم الوفـاء للمتقاعدين العسكريين والمحاربين القدامى، قائلا: "نحييهـم في جميع مواقع البناء الذي يكملون مسيرته، ويساهمون بعطائهم لـلأردن في نهضته، كتفـا بكتف مع كل أردنـي وأردنية في كل قطـاع ومجـال. التـاج والشـعار الـذي زيـن جباههـم خـالـد في وجدانـهـم، وهـم بـيـت خبرة نستقي منه، وبهم نعتز ونفخر”.
وكان جلالة الملك عبدالله الثاني أصدر في عام 2012 أمرا باعتبار 15 شباط من كل عام، يوما للوفاء للمتقاعدين العسكريين.