برعاية رئيس الجامعة الأردنية...ندوة في كلية الشريعة بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج

الوقائع الإخبارية: نظمت كلية الشريعة في الجامعة الأردنية اليوم ندوة علمية بمناسبة ذكرى الإسراء والمعراج برعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات تحدث فيها قاضي القضاة الشيخ عبد الحافظ الربطة، والدكتور وائل عربيات من كلية الشريعة، وأدارها الدكتور هايل داوود من كلية الشريعة أيضا.

وقال عبيدات في كلمة ألقاها بهذه المناسبة إنَّ ذكرى الإسراء والمعراج حملت معاني تبرز المكانة المميّزة لنبيّ الخير والمحبّة، وما خصّ به الله رسوله في هذه الرّحلةِ المُعجزةِ، والتي جاءت بعد عامٍ تعرّض فيه الرّسول لأذى وظلم كبيرين من قبل أهل مكّة، وأضاف أنها ستبقى درسًا مهمًّا يُلهمنا القدرة على التّعرّف على المجهول، لنتعلّم ما نحن بأمسّ الحاجة للبحث فيه، كي نجيب على ما استغلق علينا من ظواهر ومعارف وحقائق.

وتحدّث عبيدات عن جمال الإسلام الذي أعطى للعرب هذا التميّز ليحملوا رسالته للبشريّة كلّها، وعن مدى جمال فهمه كما علّمنا إيّاه محمدٌ عليه الصّلاة والسّلام، فهو دين الخير والمحبّة والخلق الجميل، الدّين الذي يحفظ الحقّ ويمنع الباطل، مشدّدًا على أنّنا محظوظون بهذا الأردنّ الذي يقوده أحفاد النّبيّ العربيّ الهاشميّ.

وعبّر عبيدات عن فخره بسعي "الأردنية" على الدوام، طلبةً ومدرّسين وعاملين فيها، لتخريج جيل قادر على العيش متسلّحًا بالخلق الجميل والقدرة على العيش الكريم، مشيرًا إلى أهميّة أن نتّعظ من الإسراء والمعراج خاصّةً في تحمّل القسوة وصعوبة العيش، وأن نؤمن بأنّ الفرج يأتي بعد الشّدّة، وأن هذه أمور لا تأتي إلا بالعمل والصّبر.

من جهته، أكّد الربطة أنّ حادثتي الإسراء والمعراج الشريفتين ليستا مجرد قصة أو واقعة تاريخية حدثت لرسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه، بل معجزة من المعجزات العظيمة التي أجراها الله سبحانه وتعالى إكراما لنبيّه العظيم، تحمل في طيّاتها كثيرًا من المعاني والدروس والعبر، وذلك كي يستفيد المسلمون جميعا منها، وينهلوا مما تحمله من معانٍ وعبر في كل زمان ومكان بما يحقق مصالحهم في دنياهم وأُخراهم.

وأوضح الربطة أنّ ما يدل على منزلة حادثة الإسراء والمعراج وخصوصيتها في حياة النبيّ ودعوته والمسلمين من بعده أنّ الله سبحانه وتعالى اختص حادثة الإسراء بسورة من سور القرآن العظيم وهي سورة الإسراء، وقد جاءت هذه السورة في قلب القرآن الكريم بداية الجزء الخامس عشر، ولعلّ في ذلك إشارة إلى ضرورة أن تكون هذه السورة بما حوته من دلالات ومعاني وأحكام حاضرة في قلب كل مسلم ومؤمن بالله تعالى، وما ذلك إلا لحمل الأمة وحضّها على جعل ذلك منهجَ حياة تنتهجه في حاضرها ومستقبلها، خاصة في صراعها مع عدوها حول الأرض المباركة، أرض الإسراء والمعراج، بيت المقدس والمسجد الأقصى المبارك.

بدوره، قال عربيّات في ورقة قدّمها خلال الندوة إن حادثة الإسراء والمعراج معجزة لا يُنظر فيها إلى الحدث المباشر المتمثل بالانتقال من مكان إلى آخر مهما بدا ذلك الانتقال صعبُا، بل ينظر إلى ما ورائه من ظروف وأحوال وأحداث.

وأشار عربيات إلى أن الوصاية الهاشمية دافعت عن المسجد الأقصى المبارك، وحافظت على الوثيقة العمرية التي تولّاها خليفة رسول الله عمر بن الخطاب، وحمته من المؤامرات التي فشلت على أبوابه، وأنها لم تدخر جهدا في سبيل حماية المقدسات الإسلامية في القدس.

هذا وقال عميد الكلية الدكتور عدنان العسّاف إن ذكرى الإسراء والمعراج من المناسبات المهمة لكل مسلم ومسلمة، إذ خصّ الله فيها البني آدم بالكرامة، والنبي صلى الله عليه وسلم بآيات ومعجزات، وميزه بها، وأيده بدين الرحمة والعالمية، فيه تعبد وحضارة، وإنسانية، وفيه إنابة إلى الله، وإخلاص له، وحسن اتباع.

وأضاف أن هذه الحادثة تعزز العقيدة الإسلامية وأركانها المبنية على الإيمان وعلى الحقيقة القائلة بأن الله وحده هو الخالق، وتذكرنا بعلاقة الإنسان بالكون والحياة، وبأهمية دوام التفكر والاعتبار، ولزوم عبادته وطاعته.

وخلال تعقيبه على مداخلات المحاضرين، أشار داود إلى أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام ورغم كل ما تعرض له من أذى عاد إلى مكة المكرمة فاتحا دون قتال ما يدل على سماحة الإسلام واعتداله، وأن الدولة الإسلامية التي أسسها رسول الله أرست قواعدها بفضل تعاليمه وقوة الخلفاء الراشدين الذين ثبّتوا قواعد الدولة وجعلوها متكاملة.

ونوّه داود بأن حادثة الإسراء والمعراج من الحوادث الغنية بالعبر والدروس التي لابدّ من تسليط الضوء عليها، حيث إنّ كل كرب أو محنة تمر على الإنسان فيصبر ويحتسب إلى الله تكون نهايتها الفرج وزوال الضيق، وأنّ العبودية هي أعلى منازل ومقامات البشر، وأن جميع الأديان السماوية واحدة، ولا اختلاف فيما بينها، ودليل ذلك أنّ النبي محمد صلّى بجميع الأنبياء إمامًا، كما إنّ قدرة الله تعالى وسعت كل أمر وكل شيء. وأشار داود كذلك إلى مركزية الصلاة في هذه الحادثة، إذ فرضت على المسلمين خلالها.

حضر الندوة نائب الرئيس للشؤون الإدارية والمالية الدكتور سلامة النعيمات، ونائب الرئيس للشؤون العلمية الدكتورة إنعام خلف، وعدد من أعضاء الهيئة التدريسية والطلبة في الكلية.