هل نقلت مباراة العراق والإمارات إلى أرض محايدة لأسباب أمنية أم سياسية؟
الوقائع الاخبارية : بعد ابتهاج العراقيين بقرار الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) بأن يحتضن ملعب المدينة في بغداد مباراة منتخبهم أمام الإمارات ضمن تصفيات كأس العالم، تفاجأ الجميع بقرار جديد بأن تقام المباراة في أرض محايدة خارج العراق لأسباب أمنية، غير أن خبراء ومراقبين رأوا أن القرار جاء لأسباب سياسية وليست أمنية.
وقال عدنان درجال وزير الشباب والرياضة ورئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم إنه منذ الإعلان عن قرار نقل مباراة المنتخب العراقي والإمارات المقررة في 24 مارس/آذار الحالي إلى أرض محايدة، أنشئت قنوات اتصال مع جهات مختلفة، وأضاف في تصريح للجزيرة نت "وجدنا الدعم من أعلى المستويات في الدولة العراقية، ولدى الذين تواصلنا معهم من أصدقائنا في الدول الفاعلة في الاتحادين الدولي والآسيوي، وكذلك من أشقائنا العرب، وتفهم الجميع ما يمكن أن يسببه القرار من ضرر كبير على العراق وجماهيره وهم لا يستحقون أبدا أن تتخذ بحقهم مثل هذه الإجراءات".
وعبر درجال عن أمله أن يتفهم الاتحاد الدولي ذلك، مشيرا إلى أن اتحاده ما زال مستمرا بالتواصل من أجل إرجاع حق العراق في خوض المباراة على أرضه وبين جماهيره.
وأضاف "رغم أن مساعينا تنصب الآن في إعادة حق اللعب في أرضنا فإننا جاهزون والتقينا بمنتخبنا الوطني، وقلنا لهم إن جماهيركم سيكونون موجودين معكم سواء لعبتم بينهم أو لعبتم خارج الديار، وفي حال انقطع الأمل في إعادة المباراة إلى أرضنا سندرس جميع الخيارات، ونختار الدولة التي ستستضيف المباراة اعتمادا على أعلى نسبة للجماهير العراقية التي يمكن أن تأتي إلى ملعب المباراة".
ويجري العراق اتصالات مع الاتحادين الدولي والآسيوي في محاولة لإعادة المباراة إلى بغداد، ودعت اللجنة الأولمبية العراقية الاتحادين إلى "إنصاف الكرة العراقية واحترام منطق التنافس العادل والسماح للمنتخبات الكروية العراقية بخوض مبارياتها الرسمية على ملاعبها داخل العراق، بالنظر لاستقرار الموقف الأمني واستتبابه بالقياس لما يجري في الكثير من بلدان العالم التي تحتضن ملاعبها مباريات منتخباتها".
خيارات الاتحاد العراقي
من جانبه، أكد أحمد الموسوي عضو اتحاد كرة القدم العراقي والمتحدث باسمه للجزيرة نت إن هناك تناقضات برسالة الفيفا التي بررت القرار مرة بالهجمات الصاروخية، ومرة أخرى تقول إن كل دول العالم معرضة لتهديدات، وبالفعل التهديدات قائمة خاصة في منطقة الخليج وكما في أغلب دول العالم.
وقال الموسوي إن اتحاد الكرة العراقي سيتخذ الإجراءات القانونية اللازمة لمواجهة قرار الفيفا مثل استئنافه عبر الجهات الرسمية كمحكمة التحكيم الرياضي، مشيرا إلى أن الاتحاد العراقي إذا أتيحت له فرصة الخيار للملعب فإن الاختيار سيكون في الأردن كخيار مناسب في حال جاهزية ملاعبه.
قرار سياسي
من جانبه، وصف الصحفي والمحلل الرياضي العراقي الدكتور عدنان لفتة قرار الفيفا بالظالم، واعتبر أن القرار سياسي بحت واتخذ من موضوع الأمن ذريعة واهية، حين تم تبرير نقل المباراة بقصف صاروخي إيراني استهدف مؤخرا موقعا في أربيل.
وتساءل لفتة في حديث للجزيرة نت "من يعاقب المعتدي أو المعتدى عليه؟ ألم تعاقب الفيفا روسيا لهجومها على أوكرانيا؟ هل تمت معاقبة أوكرانيا، بالطبع لا؟ لأنها معتدى عليها فلماذا يعاقب العراق الآن؟".
وأشار لفتة إلى أن "الحظر متواصل على ملاعب العراق من غير سند قانوني، خاصة أن البلد غادر البند السابع وبات مستقرا وآمنا بشهادة الأمم المتحدة والمنظمات الدولية، وبذلك وضع الفيفا نفسه في دائرة الظلم والجور وعدم الإنصاف وهو يفقد وزنه كمنظمة دولية يفترض أن تكون راعية وداعمة للنشاط الإنساني وليست أداة ضغط سياسية تعامل العراق بلا عدالة".
من جهته، اعتبر المحلل الرياضي صفوان عبد الغني أن قرار الفيفا "تعسفي وظالم بحق كرة القدم العراقية"، ودعا للتحرك على أعلى المستويات سياسيا ورياضيا من أجل مواجهة القرار و"استرداد حقنا في اللعب على أرضنا".
وأشار عبد الغني في حديث للجزيرة نت إلى أن المنتخب العراقي بين خيارين فيما لو أصر الاتحاد الدولي على قراره، الأول هو خوض المباراة وتحقيق الفوز وسيكون ذلك أفضل رد اعتبار، والثاني عدم خوض المباراة وإيصال رسالة للعالم أن هناك قرارا ظالما اتخذ بحق العراق.
وأكد المنسق الإعلامي لمنتخب العراق محمد عماد للجزيرة نت أن الاتحاد الدولي لم يحدد حتى الآن ملعب المباراة، كما لم يؤكد الاتحاد العراقي اختيار الأردن أو غيره حتى صباح اليوم الجمعة.
وأعلن الاتحاد العراقي لكرة القدم في وقت سابق، وصول معدات تقنية حكم الفيديو المساعد "فار" (VAR) إلى ملعب المدينة الدولي ضمن الاستعدادات لمواجهة الإمارات في بغداد ضمن تصفيات كأس العالم، وهي الأولى من نوعها في العراق.
كما قرر في وقت سابق السماح بدخول نحو 22 ألف مشجع، أي بنسبة 70% من سعة الملعب، بينما سيكون الباقي للضيوف واللاعبين الدوليين السابقين وشخصيات رياضية خدمت الرياضة العراقية.
جدير بالذكر أن منتخب إيران يتصدر المجموعة الأولى في تصفيات كأس العالم بعد مرور 8 جولات، وقد ضمن مع كوريا الجنوبية التأهل لكأس العالم، وتتنافس منتخبات الإمارات ولبنان والعراق على المركز الثالث المؤهل للملحق الآسيوي. وتحتل الإمارات المركز الثالث بـ9 نقاط، ثم لبنان بـ6 نقاط، ثم العراق بـ5 نقاط، وأخيرا سوريا بنقطتين فقط.