الأزمة الأوكرانية ترفع أسعار السفر جواً
الوقائع الاخبارية: تسببت الحرب في أوكرانيا إلى اضطراب حركة السفر الجوي. ويقول خبراء الصناعة أن المسافرين لمسافات طويلة قد يلاحظون قريباً وجود اختلاف في أسعار رحلات الطيران وتكاليف العطلات بسبب الحرب، بالإضافة إلى عوامل أخرى.
ويقول ميشائيل ترينكفالدر، من شركة «إيه 3 إم» الألمانية التي تقوم بإعطاء إنذارات مبكرة بشأن عمليات السفر في أوقات الأزمات، أن إغلاق المجال الجوي الروسي أدى إلى القضاء على العديد من أسرع الطرق التي تربط بين أوروبا وآسيا. ومن المتوقع الآن أن ينتج عن إتباع طرق أطول أن تكون هناك إضافة جديدة لأسعار الرحلات الجوية بسبب استهلاك المزيد من الوقود، وذلك في وقت ترتفع فيه أسعار النفط والطاقة العالمية بالفعل.
وكانت هيئة الطيران الروسية قد أعلنت أنها ستغلق المجال الجوي الروسي أمام 35 دولة، من بينها جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي وكندا، رداً على القرار الذي اتخذته العديد من الدول بإغلاق مجالها الجوي أمام الطائرات الروسية. وكان نوربرت فيبيج، رئيس اتحاد السفر الألماني، قد قال مؤخراً أن الحرب القائمة في أوكرانيا تتسبب في رفع أسعار الطاقة، مما يعني أنه لا يمكن استبعاد ارتفاع أسعار رحلات السفر.
أما بالنسبة لتذاكر الرحلات التي تم حجزها بالفعل، فلا تستطيع شركات الطيران في العموم إضافة تكاليف إضافية للسعر ببساطة، حسب ما تقوله كارولينا فوجغتال، من المركز الأوروبي لحماية المستهلك. ومن خلال خبرتها، فإن شروط تعديل الأسعار الضرورية ليست موجودة ضمن الشروط التعاقدية لتذاكر الطيران. وفي الوقت نفسه، يقول خبراء الصناعة أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار حجوزات الفنادق والمطاعم وصفقات الحُزَم السياحية هذا العام، بسبب زيادة حجوزات رحلات العطلات التي تأتي بعد ما شهده العالم من تفشي لجائحة كورونا التي كانت قد أدت إلى توقف عمليات السفر من قبل.
من ناحية أخرى، قال رالف شيلر، رئيس مجموعة «إف تي آي» وهي ثالث أكبر مجموعة منظمة للرحلات في أوروبا، أن الاتجاه نحو القيام برحلات أطول وذات جودة أعلى مستمر حتى الآن في عام 2022، مضيفا أن «الضيوف يدفعون تكاليف أكبر بنسبة 15% في المتوسط بهذه الطريقة.»
وفي الوقت نفسه، بدأت شركات الطيران في تهيئة العملاء لأسعار التذاكر المرتفعة.
وكان ريمكو شتينبرغن، المدير المالي لشركة الطيران الألمانية «لوفتهانزا»، قد قال مؤخراً أن العوامل الرئيسية في تحديد أسعار التذاكر هي أسعار النفط، وارتفاع رسوم المطارات، ومراقبة الحركة الجوية. وعلى نفس المنوال، قال آلان جويس، الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الأسترالية «كانتاس»، في شهر آذار/مارس إنه من الممكن أن ترتفع أسعار التذاكر بنسبة 7% على الأقل بسبب ارتفاع أسعار وقود الطائرات.
كما أبلغ منظمو الرحلات عن ارتفاع أسعار تأجير السيارات. ويرى شيلر تسجيل زيادة كبيرة في الأسعار، ولا سيما أسعار تأجير السيارات وعربات التخييم. وعلى الرغم من أن انتهاء القيود التي كانت مفروضة على حركة السفر بغرض مكافحة تفشي جائحة كورونا قد تسبب في زيادة رغبة الاشخاص في السفر خلال عام 2022، يقول 40% من المواطنين الأمريكيين الآن إنهم سيعيدون النظر في خططهم المتعلقة بالسفر هذا العام، بعد الغزو الروسي لأوكرانيا، حسب ما ورد في تحليل أجراه موقع «ذا فاكيشونر» الالكتروني لأبحاث السفر عن شهر آذار/مارس.
وفي الوقت نفسه يتوقع نوربرت كونتس، المدير الاداري في اتحاد السياحة الألماني، أن يكون «للهجوم الذي شنته روسيا على أوكرانيا تأثير مؤكد على أسعار الطاقة، وأيضا على قطاعات أخرى»، محذراً من أنه مازال من غير الواضح حجم قوة تلك التأثيرات.