رئيس الجامعة الأردنيّة يفتتح أعمال المؤتمر التربوي الدولي السنوي السادس في العقبة

الوقائع الإخبارية: ابتُدئت في العقبة اليوم الأربعاء، أعمال المؤتمر التربوي الدولي السنوي السادس بعنوان "رؤى وأفكار لقضايا ساخنة في تطوير التعليم - اتجاهات معاصرة لإصلاح التعليم في الوطن العربي في ظل التحديات المعاصرة"، الذي تنظمه الجمعية الأردنية للعلوم التربوية وجامعة الطفيلة التقنية.

وافتتح رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات بوصفه مندوبًا عن راعي المؤتمر وزير التربية والتعليم والتعليم العالي والبحث العلمي، المؤتمر الذي يهدف إلى تبادل الأفكار والآراء بين المشاركين من رؤساء الجامعات والباحثين والمتخصصين بهدف الارتقاء في التعليم.

وقال عبيدات في كلمته "لقد أصبح واضحًا وضوح الشمس بأنّ التعليم سيعيد في السنوات العشرة القادمة تشكيل الشّعوب والمجتمعات؛ إذ بات المفتاح الرئيسيّ لتشكيل شخصيّة الأفراد، وهو الضّامن الحقيقيّ لنموّ المجتمعات وتطوّرها، ‎إنّه الطريق الذي سيهيّئ للناس الفرص ليعيشوا هذه الحياة، فالتّعليم هو الوسيلة الناجعة، وربّما الوحيدة، للتّضييق على الظّلم وعدم المساواة، وهو حجر الأساس لبناء المجتمعات المستنيرة والمتسامحة، والمحرّك الرئيسيّ للتطوّر المستدام للأمم والشّعوب".

وأضاف بأنّ جائحة كورونا أدّت إلى اضطراب تعرّض له التّعليم في العالم، ولم تتأثّر به مجموعةٌ أكثر من تأثّر الفقراء والطلّاب النّازحين واللاجئين، والقادمين من المناطق النائية والأطراف؛ فهم أكثر فئة عانت من التّخلّف عن ركب التّعليم.

وتطرّق عبيدات إلى كون شحّ تمويل مؤسسات التعليم، يشكّل تحدّيًا كبيرًا للغاية، إذ بتنا نستطيع أن نلحظ اتّساع الفجوة في التمويل خلال السّنوات الماضية، ومعاناة البلدان ذات الدخل المنخفض أو المتوسّط.

وتابع حديثه قائلا "إننا ننظر للتّعليم كمنتج وسلعة مهمّة للقضاء على الفقر والعوز، والتعلّم وحده سيبقى الضمانة الأهمّ لجميع الأجيال الحاليّة منها والقادمة، وذلك للحفاظ على الأمن المجتمعيّ والوظيفيّ والحياتيّ؛ ففي اللحظة التي يصبح الجميع فيها متعلّمًا بإمكاننا القول إنّ المهمّة أًنجزت، لكن، قبل ذلك، على العالم أن يتضامن بكلّ قوّته من أجل حماية المتطلّبات الماليّة للتّعليم".

وأوضح عبيدات أننا نحتاج إلى الاستثمار في البنية التّحتيّة ومحو الأمّيّة الرّقميّة، والسّعي بكلّ ما نستطيع لضمان استمراريّة التّعلّم مدى الحياة، ولعلّنا بحاجة أيضًا لتعزيز وتقوية الرّوابط بين التّعليم الرّسميّ والتعليم الخاص.

وبيّن أنّنا بحاجةٍ إلى اعتماد أكثر الطّرق مرونةً لتوصيل المعلومات، وبناء مناهج معرفيّةٍ حديثةٍ قادرة على تفهم وتلمس حاجات الفرد والمجتمع، مشدّدًا على أهمّيّة العناية بالمعلم كناقلٍ للمعرفة والعلم والمهارة التي يحتاجها الخريج.

وأوضح عبيدات مجموعة التحديات التي تواجه التعليم العالي، ومن أهمّها اتّساع الهوّة بين المنتج الأكاديميّ، وحاجة سوق العمل؛ مؤكّدًا أنّ على الجامعات التّركيز على المهارات التي تشكّل ملامح الخرّيج وتجعله قادرًا على القيام بمسؤوليّاته أثناء العمل، وترسيخ القيم التي تجعل منه إنسانًا قادرًا على التّصرّف أمام المعوّقات، وحثّه على التّفكير الإبداعيّ وتقبّل الآخر.

ودعا عبيدات الجامعات إلى أن تتشارك مع عددٍ من الجهات لوضع الطّلّاب في سنةٍ تدريبيّةٍ كاملةٍ، وأن يقوم أصحاب العمل بدورهم في سبيل صقل الخرّيج قبل التحاقه بالعمل.

بدوره أكّد رئيس الجمعية الأردنية للعلوم التربوية الدكتور راتب سلامة السعود أن الجمعية دأبت على عقد مؤتمرها العلمي الدولي سنويًّا، لمناقشة أهم القضايا التي تواجه التعليم بمستوييه: العام والعالي، بغية تقديم مجموعة من الرؤى والأفكار، لعلها تسهم في تطوير التعليم، وتحسين مخرجاته، لا في الأردن وحسب، بل وفي الوطن العربي بعامة.

وأشار إلى أنّ هذا المؤتمر يركز على مناقشة إحدى أهم قضايا التعليم في العالم العربي، ألا وهي تطوير التعليم في الوطن العربي في ظل التحديات المعاصرة.

وقال السعود "إننا، في الجمعية الأردنية للعلوم التربوية، نرفع لواء إعادة الألق للعملية التعليمية، وجعلها أولى أولويات المجتمعات العربية، إذ بدون تعليم، بل دون تعليم عالي الجودة، لن تتغير أحوالنا التي لا يخفى بؤسها على أحد، وعلى الصعد كافة. وإذا كانت النجاحات التي حققتها بعض الدول العربية في مجال التوسع الكمي في التعليم مقبولة، فإن جميع هذه الدول بلا استثناء تعاني من ضعف جودة هذا التعليم".

وأضاف أنه في هذا الإطار يأتي تنظيم الجمعية الأردنية للعلوم التربوية، وبالتعاون مع جامعة الطفيلة التقنية، للمؤتمر العلمي الدولي السنوي السادس تحت شعار: رؤى وأفكار لقضايا ساخنة في تطوير التعليم؛ اتجاهات معاصرة لتطوير التعليم في الوطن العربي في ظل التحديات المعاصرة، بهدف شحذ همم المفكرين والباحثين والأكاديميين والتربويين، لتقديم خلاصة أفكارهم ورؤاهم حيال هذه القضية التربوية والمجتمعية المهمة؛ بهدف تقديم مجموعة من الرؤى والأفكار والمقترحات لتحسين أداءات هذا القطاع، وتصحيح مساراته، وتوجيهه نحو الاتجاهات السليمة، والارتقاء به في ذات الوقت نحو مصاف الأنظمة التعليمية العالمية المتميزة.

ومن جانبه، بيّن رئيس جامعة الطفيلة التقنية الدكتور عمر المعايطة إن هذا المؤتمر يطمح لأن يكون الوعاءَ الحضاريَّ والفكريَّ للأمة، وحلقة الوصل بين الشعوب والأمم، ومن هنا جاءت التشاركية مع الجمعية الأردنية للعلوم التربوية وجامعة الطفيلة التقنية لإطلاق هذا المؤتمر الهام.

هذا وقدم رئيس مجلس أمناء الجامعة الأردنية الدكتور عدنان بدران خلال الجلسة الافتتاحية ورقة عمل تحدثت فيها عن الرؤى والأفكار في تطوير النظم التربوية في الوطن العربي.

يُشار إلى أن إدارة المؤتمر تسلّمت ثمانيةً وخمسين بحثًا، اجتاز منها ثمانٍ وأربعون عملية التقييم العلمي، وتوزعت على سبعة محاور، وهي: الإدارة التعليمية، والإشراف التربوي، والتعلّم الرقمي، والتعليم الإلكتروني، والتعليم المدرسي، والإرشاد النفسي، والتعليم العالي، للوصول إلى حلول ناجعة للقضايا والمشكلات التي تفتُّ في عضد النظام التربوي العربي، وتؤرّق صانعي السياسات التربوية ورجال السياسة والاقتصاد والعلوم الاجتماعية والباحثين والمهتمين.