"ميتا فالي".. مدينة تجارية رقمية تركية تدار بالكامل بالميتافيرس

الوقائع الاخبارية : تستعد شركة "تريد فالي" (TradeValley) في تركيا لافتتاح مدينة رقمية افتراضية للتسوق عن طريق تقنية "الميتافيرس" (Metaverse) التي باتت تحتل أولوية كبرى في اهتمام رواد التجارة العالمية.

ووفق مسؤولين في الشركة المختصة بالتجارة الرقمية فإن أجزاء المدينة التي تسمى "ميتا فالي" (Meta Valley) تحاكي معالم شهيرة في عدد من المدن العربية، ففيها تظهر أبراج العاصمة القطرية الدوحة وجزيرة النخيل في الإمارات ومعالم أخرى من مدن سعودية وتركية وغيرها.

وتنشط الحركة التجارية في المدينة الافتراضية على 3 مستويات، هي تجارة الجملة والتوريد والتسوق في محال التجزئة من خلال العلامات التجارية الكبرى، إضافة للمعارض الكبرى وما يلحق بها من قاعات اجتماعات ومسارح مهيئة لاستضافة مؤتمرات ومحاضرات وورش عمل.

وستقسم المدينة -وهي أول منصة من نوعها في عالم الميتافيرس- وفق أصناف المنتجات المعروضة في كل قسم كالأزياء والإكسسوارات والمواد الغذائية وغيرها.

وتوفر أسواق المدينة الرقمية فرص تسوق وعرض صفقات كاملة بالميتافيرس بحيث يمتلك الزبون شخصية افتراضية (أفاتار) خاص به يزور المعارض ويلتقي العارضين ويمكنه محادثتهم بتقنية الواقع الافتراضي أو ما يسمى اختصارا "في آر" (VR) وتوقيع الاتفاقيات التجارية من بيع وشراء وشحن للبضائع.

ميدان الميتافيرس
ظهرت فكرة تدشين مدينة تجارية رقمية بعد نمو الاتجاه بالعمل بالميتافيرس الذي أصبح "الترند" الأكثر شيوعا في عالم الأعمال المعاصرة، وازداد التفكير في كيفية الاستفادة منها واستخدام تطبيقاتها على أرض الواقع.

ويمثل مفهوم الاستئجار محور آلية دفع الحركة التجارية في المدينة الافتراضية، إذ يستطيع أصحاب المحال التجارية بمختلف اختصاصاتهم استئجار مساحاتهم وإنشاء معارضهم أو محالهم في عالم الميتافيرس بكل سهولة ليتواصل معهم الزبائن من غير قيود.

ولا يوجد للـ"ميتا فالي" عمدة ولا بلدية أو شركات حراسة، لكن سوقها التجاري يشبه بكل بساطة الأسواق الحقيقية حيث يمكن للزبون التسوق والتحدث مع أصحاب المحال والتفاوض على الأسعار أو أخذ استشارة منهم حول منتجاتهم، ولكن في عالم افتراضي يكسر روتين عملية التسوق الإلكتروني المعتادة.

ويقول مؤسسو المدينة إن الحلول التقنية اتخذت منحى متصاعدا جدا من ناحية الاعتمادية منذ انتشار جائحة كورونا، وشيوع أنظمة العمل عن بعد والاجتماعات الرقمية التي أسهمت في تعزيز العملية التجارية في عالم الميتافيرس.

وقد استثمرت شركة "تريد فالي" خبرتها في مجال الواقع الافتراضي والواقع المعزز من خلال منصة "إكسبو فالي" (ExpoValley) بالإضافة للتجارة الإلكترونية في بناء أفكار فعّالة متعلقة بالميتافيرس وإمكانية تطبيقها بشكل مباشر على مناشط التجارة المختلفة بعدما كانت تطبيقاتها تقتصر على مجالات بيع الأراضي والعقارات الافتراضية وبعض التطبيقات الترفيهية كالمسارح والألعاب الترفيهية، ويبقى السؤال المهم ما الذي ستقدمه "ميتا فالي" للتجارة الدولية؟

يجيب يوسف يني تورك أوغلاري مدير شركة "تريد فالي" عن هذا السؤال بنقاط هي:

فتح آفاق التطور من المنصات التجارية التقليدية إلى منصات تفاعلية قادرة على خلق تواصل مباشر ما بين جميع الأطراف.
الجمع بين إيجابيات منصات التجارة الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي. وإيجاد بديل لطريقة العرض التقليدية للمنتجات (المواقع الإلكترونية، صفحات على منصات التواصل الاجتماعي) من حيث امتلاك متجر متكامل يحتوي على كل تفاصيل المتجر الفيزيائي.

الاستغناء عن الحاجة إلى السفر والتنقل بين الدول، حيث بات بإمكان التجار معاينة البضائع وتفحصها بشكل ثلاثي الأبعاد والتواصل من أصحاب المصانع بشكل مباشر.

استخدام أقصى قدرات التكنولوجيا الحالية لزيادة مبيعات التجار وتنمية أرباحهم وفي نفس الوقت زيادة تواصلهم مع زبائنهم المحتملين وبناء علاقة طويلة الأمد معهم.

إضفاء البعد الإنساني الغائب عن العملية التجارية الممارسة من خلف الشاشات في منصات التسوق الحالية.
لماذا التعامل بالميتافيرس تحديدا؟
يجيب يوسف يني تورك أوغلاري أنه من خلال عالم الميتافيرس يستطيع التاجر والمصنّع أن يلتقيا في نفس المكان وبشخصيات مشابهة للواقع الفعلي، ويستطيعان التحدث كأنهما موجودين فيزيائيا في نفس المكان، وهذا بدون شك نقلة نوعية في مجال التواصل والتخاطب ونقلة نوعية في العالم الافتراضي الموازي بالكامل لعالمنا، بالإضافة إلى إتاحة إمكانيات إضافية صعبة أو مستحيلة في الواقع الحالي، كالتنقل من مدينة إلى أخرى بشكل لحظي أو الانتقال من مصنع إلى آخر وكل مصنع في مدينة مختلفة.

ما مزايا الميتافيرس؟
على صعيد "تجارة التجزئة" (B2C) تستطيع كل شركة استئجار مكانها الخاص في هذه المدينة، حيث توجد أماكن مختلفة كما في العالم الحقيقي من حيث أهمية المكان وتمركزه وقربه من مركز المدينة أو من الأماكن التخصصية في المدينة. واختيار شكل المبنى الخارجي من مجموعة كبيرة جدا من المباني الجاهزة، أو إضافة مبنى ذو تصميم خاص.

مع إمكانية إضافة إعلانات على المبنى، وبالتالي عائد اقتصادي من خلال الإعلانات. وإمكانية اختيار الديكور الداخلي للمبنى من مجموعة كبيرة ومختلفة من التصاميم الجاهزة أو يمكن تصميم الديكور باستخدام الأدوات المساعدة المقدمة من إدارة المدينة، بالإضافة لإمكانية إضافة تصميم خاص بشكل كامل.

كما يمكن إضافة منتجات سواء كانت ثلاثية الأبعاد أو ثنائية الأبعاد. وإضافة خيارات الدفع سواء عن طريق البطاقات الائتمانية أو الحوالات المالية، وحتى الدفع بالعملات الرقمية مستقبلا. مع إمكانية التحدث مع الزوار (الزبائن) بشكل مباشر عند دخولهم للمتجر، وبالتالي ملامسة احتياجاتهم بشكل أكبر وتقديم أفضل خدمة لهم.

تجارة الجملة
يمكن من خلال المدينة الرقمية توفير مناطق صناعية متخصصة وفق أصناف المنتجات. كل تاجر أو مصنع يستطيع استئجار المبنى المناسب له في هذه المدينة مع إمكانية محاكاة مصنعه أو مستودعه أو شركته القائم فعلا. وإضافة المنتجات وتفاصيلها وسعر المبيع. ويمكنه التفاوض مع المشتري بشكل مباشر وجها لوجه باستخدام الشخصيات الافتراضية في عالم الميتافيرس.

المعارض
منطقة المعارض تحوي جميع الاختصاصات. ومنظمو المعارض قادرون على تحديد نوع المعرض الذين يودون تنظيمه واختيار التصميم المناسب لهم. مجموعة واسعة جدا من تصاميم الستاندات الجاهزة، بالإضافة لإمكانية إضافة تصميم خاص وعرض المنتجات داخل الستاند. وعرض البروشورات والفيديوهات الخاصة بكل عارض، والتحدث بشكل مباشر مع العارض والتفاوض معه حول المنتجات.

التحديات
ووفقا ليوسف يني تورك أوغلاري فإن التحدي الأبرز الآن أمام الــ"ميتا فالي" يكمن حداثة فكرتها كليا على الأسواق التكنولوجية، وعدم توفر نماذج سابقة في هذا المجال، وعليه فإن الخبرات التقنية الموجودة حاليا غير كافية لتلبية احتياجات هذا السوق.

وأوضح رجل الأعمال والخبير الاستثماري التركي للجزيرة نت أن شركة ترند فالي تعمل بشكل مستمر على تدريب الأقسام التقنية للعمل في هذا المجال، بالإضافة إلى تدريب الأقسام المختصة بالتصاميم ثلاثية الأبعاد على مراعاة نقاط مهمة لتكون التصاميم ملائمة للعمل على البنية التحتية للإنترنت الحالي والحاجة إلى السرعات العالية نسبيا منه.