قطر تتجه للسوق الأردنية لتعزيز وارداتها الغذائية استعدادا لشهر رمضان

الوقائع الاخبارية:تتجه قطر إلى السوق الأردني لتعزيز وارداتها من السلع والمنتجات الاستهلاكية الغذائية وخاصة الخضار والفواكه واللحوم والتمور، وذلك مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، حيث يتضاعف الاستهلاك بمعدلات كبيرة مقارنة مع أشهر السنة الأخرى.

ويشهد السوق القطري خلال الشهر الفضيل، كمعظم أسواق الدول العربية والإسلامية، ارتفاعا كبيرا في حجم استهلاك المواد الغذائية المرتبطة بشكل خاص بشهر رمضان أكثر من أي وقت آخر، حيث يقبل المستهلكون على الشراء بوتيرة متسارعة، ويزداد الازدحام، خاصة خلال الأيام القليلة التي تسبق الشهر الفضيل وأيامه الأولى.

ويعتبر الأردن من أسواق التصدير الرئيسية على مستوى المنطقة التي يعتمد عليها السوق القطري في تلبية احتياجاته من المنتجات والمواد الغذائية بشكل خاص مثل الخضار والفاكهة، اللحوم، التمور بأنواعها، والأجبان والألبان الطازجة، واللحوم ومشتقاتها، والدواجن ومشتقاتها، والحبوب، والحلويات، والكعك بأنواعه، والأرز، والعصائر، والمكسرات، والزيوت والسمنة بأنواعهما، والمخللات، والأعشاب، والعسل، والطيور، والقهوة الأردنية، والبيض.

وينظر كثير من التجار والمستوردين القطريين إلى السوق الأردني على أنه من أهم مصادر توريد المواد الغذائية الطازجة في المنطقة، مؤكدين أن الأردن يتساوى في ذلك بالنسبة لقطر مع كثير من أسواق الدول الأوروبية التي تعتبر من وجهات التصدير التقليدية التي تزود السوق القطرية بجانب كبير من احتياجاته الاستهلاكية الغذائية، والتي تصل الى قطر عادة عن طريق الشحن الجوي.

يقول أحمد حسين الخلف الذي يعد من كبار المستثمرين القطريين في قطاع الإنتاج الغذائي، إن الأردن لطالما كان من أبرز موردي السلع الغذائية للسوق القطري، ولطالما اعتمدت قطر على إنتاج الأردن من الخضار والفاكهة والتمور بشكل خاص، وربما يتجلى ذلك بشكل واضح كل عام خلال شهر رمضان المبارك، حيث تتدفق المنتجات الغذائية الأردنية إلى السوق القطري بكميات كبيرة وبشكل مستمر بما يلبي احتياجات السوق طيلة الشهر الفضيل.

وأضاف الخلف وهو تاجر ومستورد مواد غذائية كذلك، أن معظم تجار ومستوردي الخضار والفواكه والمواد الغذائية عموما في قطر، يعتمدون بشكل كبير على السوق الأردني في استيراد الاحتياجات الغذائية اليومية للمستهلكين في السوق القطري، وبالتالي فإن هناك كميات كبيرة من هذه المواد والسلع تأتي إلى قطر بشكل يومي دون انقطاع، ولكن وتيرة استيراد هذه المواد تقفز بمعدلات كبيرة مع قرب حلول شهر رمضان المبارك، أي منذ خمسة عشر يوما قبل رمضان، ويستمر الاستهلاك والاستيراد بهذه الوتيرة طيلة الشهر الفضيل.

وتعد التمور من أهم السلع الغذائية التي تستوردها قطر من الأردن خلال شهر رمضان، حيث تعتمد بشكل كبير على السوق الأردني في توريد هذه السلعة الغذائية الهامة التي تكتسب خصوصية في رمضان.

وقال فيصل الحداد وهو تاجر ومستورد قطري للمواد الغذائية، ويدير شركة تعمل في تجارة التمور، إن التمور الأردنية باتت سلعة أساسية ورئيسية لا يمكن الاستغناء عنها على موائد القطريين خاصة خلال شهر رمضان، بل إن شريحة واسعة من المستهلكين القطريين أصبحوا يفضلون نوعية التمور الأردنية وخاصة "المجول" على كثير من التمور الرائجة في أسواق قطر والمستوردة من أماكن بعيدة أحيانا مثل أميركا.

وأوضح الحداد أن الأمر لا يتوقف على التمور بالنسبة لواردات قطر من الأردن، إذ أن هناك سلعا ومنتجات غذائية أردنية طازجة ومعلبة، أصبحت في غضون السنوات القليلة الماضية، بمثابة علامة تجارة للمستهلك القطري، لا يمكنه استبدالها تحت أي سبب بعد أن اعتاد عليها وعلى نكهتها وعلى مستوى جودتها العالية، وأيضا على أسعارها التنافسية.

وبحسب بيانات التجارة الخارجية لدولة قطر والتي يصدرها جهاز التخطيط والإحصاء القطري بشكل دوري، فقد بلغ حجم مستوردات قطر من التمور الأردنية بمختلف أصنافها وأنواعها، خلال عامي 2020 و2021 نحو 200 طن، ارتفاعا من 78 طنا خلال عام 2019.

وكانت شركات زراعية أردنية قد نجحت خلال مشاركتها مؤخرا بمعرض قطر الزراعي والبيئي الدولي، في الاتفاق مع عدد من تجار ومستوردي المواد الغذائية القطريين لزيادة وارداتهم من التمور الأردنية خلال شهر رمضان وخلال موسم إنتاج التمور المقبل، ما سينعكس على كميات التمور التي يتم توريدها إلى قطر في مثل هذا الأوقات من العام.

من جانبه، يرى تاجر المواد الغذائية القطري، عبد الرحمن اليافعي، أن السلع والمنتجات الغذائية القادمة من الأردن، تستحق كل هذا الرواج والإقبال الذي تحظى به من قبل المستهلكين في قطر سواء المواطنين أو المقيمين العرب والأجانب، فقد باتت من السلع التي أثبتت جودتها العالية وأسعارها المعقولة، ما جعلها تحظى بكل هذا القبول والتفضيل في السوق القطري على الرغم من وجود سلع استهلاكية عديدة منافسة لها.

وأشار اليافعي إلى أن السلع الغذائية الأردنية وخاصة الخضار والفاكهة ظلت قادرة على المحافظة على تنافسيتها الكبيرة، وقدرتها على استقطاب المستهلكين ودفعهم للبحث عنها دون غيرها، على الرغم من أن معظمها يأتي إلى قطر حاليا عبر الشحن الجوي او البحري، حيث تستغرق وقتا أطول، ويؤدي الى ارتفاع مستويات أسعارها أحيانا.