مشاهير روس يشنون الحرب على شوارزنيغر بعد رسالته لبوتين
الوقائع الاخبارية : نشر موقع ديلي بيست الأميركي (Daily Beast) تقريرا للكاتبة جوليا ديفيس قالت فيه إن أبواق موسكو الإعلامية لم تعجبها رسالة الفيديو الأخيرة للممثل الشهير والسياسي الأميركي أرنولد شوارزنيغر، التي حث فيها الشعب الروسي على عدم الانخداع بأكاذيب بوتين حول أوكرانيا.
كان نداء أرنولد شوارزنيغر بالفيديو للشعب الروسي فعالا بشكل ملحوظ. وقام النجم السينمائي الشهير وحاكم كاليفورنيا السابق بنشره ليس فقط على تويتر، بل أيضا على تلغرام، الذي يستخدمه الروس بشكل حصري تقريبا.
وحظي مقطع الفيديو على 35.6 مليون مشاهدة و431.8 ألف إعادة نشر، و1.3 مليون إعجاب على منصة تويتر وحدها.
وعلى مدار أيام، حاولت وسائل الإعلام الحكومية الروسية تجاهل النداء تماما، لكن ملايين المشاهدات عبر منصات متعددة أجبرتها على مخاطبة رسالة شوارزنيغر القوية.
وقالت ديفيس إن المذيع التلفزيوني فاديم غيغين في برنامج تلفزيوني حكومي، مساء الأحد الماضي، مع فلاديمير سولوفييف، أعرب عن غضبه بشأن أرنولد شوارزنيغر ومقطع الفيديو الخاص به قائلا "ذلك الوجه هو صفحة الغلاف للإمبريالية الأميركية والاستعمار، لا أقصد الصورة الكاريكاتيرية للعم سام، بل صورة شوارتز، من إنتاج هوليود".
وبدا غيغين منزعجا بشكل خاص من التعليقات الأولى التي أدلى بها أرنولد في الفيديو الخاص به. في محاولة لتفادي نزوع وسائل الإعلام الحكومية الروسية إلى رفض أي انتقاد لروسيا على الفور باعتباره "عداء لروسيا"، افتتح أرنولد خطابه بالتذكير بولعه بالشعب الروسي، مع سنوات من التفاعلات الإيجابية قبل وقت طويل من بدء فلاديمير بوتين حربا شاملة ضد أوكرانيا.
وقال غيغين بغضب "هو، في كاليفورنيا، سيخبرنا من يعيش هنا؟! (…) هذا هو نهجهم تجاهنا"، وروى النصف الثاني من فيديو شوارزنيغر، حيث ذكر الكأس التي أهداها له بطل رفع الأثقال يوري فلاسوف، التي لا يزال أرنولد يستخدمها حتى يومنا هذا. رأى غيغين أن شوارزنيغر لم يفهم أبدا فلاسوف، الذي عارض تفكك الاتحاد السوفياتي.
وأشار غيغين إلى أن فلاسوف لم يستطع نقل أي شيء من دماغه إلى شوارزنيغر بمصافحة يده وكأس الموهوبين، ثم دخل المضيف فلاديمير سولوفييف مشيرا إلى أن شوارزنيغر سافر مرتين إلى العراق لدعم القوات الأميركية ولم يحاول أبدا إخبار الشعب العراقي عن سبب تدميرهم.
نحب شن الحرب
كما أثار الفيديو غضب بطلة رفع الأثقال الروسية ماريانا نوموفا، التي أعربت سابقا عن إعجابها بالرئيس السوري بشار الأسد.
وفي تعليقها عبر رسالة نشرتها صحيفة التابلويد الروسية كومسومولسكايا برافدا، اتهمت شواررنيغز بـ "العيش في واقع خيالي بديل". واتهمت الحكومة الأوكرانية بالنازية، وزعمت قائلة "حقيقة أن السيد زيلينسكي، كما قلت، يهودي، لم يساعدهم. النازية ليس لها جنسية، والنازية ليست مبنية على كلمة "ألمانية". وكراهية روسيا ليست أفضل من معاداة السامية".
وبالإشارة إلى أفلام شوارزنيغر الطويلة الشهيرة، قالت نوموفا "هل تتذكر كيف يعود بطلك في الجزء الثاني من فيلم تيرمنيتر (Terminator) إلى الزمن الماضي لمنع إنشاء "سكاينت" Skynet، الذي سيؤدي إلى موت البشرية جمعاء؟ لا تهدف العملية العسكرية الروسية الخاصة إلى تدمير الشعب الأوكراني. إنها تستهدف النازيين الجدد "سكاينت (Skynet)"، التي أخضعت أوكرانيا بالكامل على مر السنين وكانت على وشك التحول إلى وحش لا يمكن السيطرة عليه، وخطير على جميع جيرانها، وليس فقط بالنسبة لنا".
زاخار بريليبين، كاتب روسي شهير تفاخر بـ "قتل الكثيرين" في الحرب الأخيرة في دونباس، ومطلوب من قبل جهاز الأمن في أوكرانيا بتهمة "المشاركة في نشاط منظمة إرهابية"، تفوّه أيضا بكلمات قاسية لأرنولد.
وكتب بريليبين على قناته على تلغرام "في رسالته بالفيديو، أخبر شوارزنيغر، الذي قتل 3 ملايين روسي في أفلامه، الشعب الروسي كم يحبنا وكم نحن مخطئون بشأن أوكرانيا (…) هذا النمساوي، ابن أبيه، الذي خدم في قوات الأمن الخاصة النازية وأصيب بالقرب من لينينغراد، يحاول أن يتصرف كشرطي جيد".
واشتكى بريليبين من أن الولايات المتحدة "تضخ الأسلحة لأوكرانيا لقتل الروس"، ولم يذكر أن روسيا هي المعتدي في هذه الحرب. وأضاف "أنت مفترس وعدو".
وكضيف في برنامج سولوفييف يوم الأحد، شدد بريليبين على أن الروس يجب ألا يحاولوا إقناع الغرب بإنسانيتهم وحسن نيتهم. وجادل بأن نهج روسيا تجاه الغرب يجب أن يكون قاسيا قدر الإمكان "إذا كانوا خائفين بشكل جدي من الصراع مع روسيا، أو الحرب العالمية الثالثة، أو الحرب النووية أو تصعيد الصراع، فيجب أن نقنعهم بأننا على استعداد لذلك، لأننا نحبها، ونحب شن الحرب".