الدراما العراقية.. هل يشهد رمضان 2022 أسوأ أعوام الإنتاج أم أفضلها؟

الوقائع الاخبارية : الدراما تأخذ حيزا مهما من حياتنا المعاصرة، ولها دور كبير في حياة الفرد أينما وُجد سواء كانت دراما ترفيهية أو كوميدية أو تاريخية أو غيرها من الأنواع الدرامية التي يتم إنتاجها شرط التسويق الناجح حتى تصل رسائلها إلى الجميع.

ومع غياب الدراما وسيادة برامج الكوميديا في العراق، يرى أنس الجنابي (52 عاما) أنه "لا شيء سوى التهريج والضحك على الذقون، أسماء وأعمال تتكرر في كل رمضان بنفس التفاهة والسماجة وعبر القنوات التلفزيونية نفسها".

ويوضح الجنابي  أن "هذا المستوى الهش من العرض الفني التلفزيوني فيه إذلال للفنان والفن في العراق".

ويتساءل العديد من العراقيين، لماذا غابت الأعمال الرصينة التي لطالما دُعمت بها الدراما العراقية على مدى العقود الأخيرة من القرن الماضي؟

واقع الدراما
قالت الفنانة العراقية الدكتورة ليلى محمد إن الدراما تضررت بشكل مباشر جراء فرض الحصار الدولي على العراق منذ عام 1990، مما أدى لعدم مواكبة التطور التقني العالمي من خلال التصوير والبث والإضاءة و جميع الأمور البصرية المؤثرة على المتلقي.

وأضافت -للجزيرة نت- أنه رغم ظهور عدد كبير من القنوات العراقية بعد عام 2003، فإنها لم تستطع التأثير أو الهيمنة على المشاهد بالأعمال الدرامية التي تقدمها.

كما لفتت إلى أن الدراما العراقية لم تجد عبر القنوات الفضائية المحلية سوقا لها، مما فرض عليها صفة المحلية المفتقرة للتسويق الناجح كما كان في ثمانينيات القرن الماضي.

في حين انتقدت الفنانة العراقية عدم تولي وزارة الثقافة ونقابة الفنانين وشبكة الإعلام العراقي تنشيط ملف الدراما العراقية لإنتاج أعمال تلبي طموح المتلقي العراقي.

الضعف المالي
من جانب آخر، يرجع رئيس مديرية الدراما في شبكة الإعلام العراقي (رسمية) وديع نادر تراجع إنتاج الأعمال الدرامية من قبل الشبكة خلال السنوات الست الماضية إلى عدم توفر التخصيصات المالية.

وكشف نادر -للجزيرة نت- عن تخصيص 3 مليارات دينار عراقي (2.1 مليون دولار) ضمن موازنة عام 2022 لإنتاج 4 مسلسلات لشهر رمضان المقبل، إلا أن عدم إقرار الموازنة لغاية الآن -التي ربما تتأخر أكثر- حال دون إنجاز تلك الأعمال الدرامية.

وأضاف نادر أن الدراما العراقية تدار بأموال شحيحة جدا مقارنة بنظيرتها الخليجية والعربية، مؤكدا ضرورة زيادة و ديمومة تدفق التخصيصات المالية لضمان إنتاج أكبر من الأعمال الدرامية يصاحبها التسويق الناجح.

السباق التلفزيوني
ومع بدء الشهر الفضيل، يلاحظ المراقب أن بعض القنوات العراقية تتحول من النسق الإخباري إلى النسق الدرامي والفني، وتقدم مواد ونصوصا تحارب الفساد.

وقال الناقد الفني رضا المحمداوي -للجزيرة نت- إن تلك القنوات تبحث عن منافذ لتمرير وإيصال رسائلها السياسية بأعمال درامية منتجة تساعد من جانب آخر على دعم واقع الدراما في البلاد.

وأشار المحمداوي إلى أن إنتاج الأعمال الدرامية والفنية بحاجة إلى أموال طائلة، وهو ما توفره تلك القنوات التي تتبع أجندات سياسية.

المقبولية
هنالك ضعف كبير في كتابة النصوص الدرامية التي تعبر عن مواضيع تهم العراقيين، إلا أن السيناريست حامد المالكي انفرد بالكتابة عنها في أعمال عديدة منها مسلسل "الفندق" الذي أثار عصفا نقديا، لتعرضه لتجارة الجسد والمخدرات داخل المجتمع العراقي، كما أثار عداء المستفيدين من تلك التجارة السوداء.

ويؤكد المالكي -للجزيرة نت- ضرورة قيام الكُتاب أو الشركات الراعية للإنتاج بتسليط الضوء من خلال الدراما على قضايا تهدد السلم والأمن المجتمعي في العراق من أجل مكافحتها وعدم الاقتصار على الكوميديا.

المالكي يصف المشاهد العراقي بالفقير دراميا وبأنه لا يملك عمقا سينمائيا لتقبل الأعمال المنتجة التي ناقشت ملفات ساخنة، بحجة أنها عُرضت في شهر رمضان، في حين أنه يشاهد خلال الشهر الفضيل نفسه الأعمال العربية المعتمدة على القصص ذاتها، كالمخدرات والبغاء والقتل وغيرها، ويرحب بتلك الأعمال.

عسكرة النص
هناك تراجع حاد في إنتاج أعمال درامية تعبر عن العسكر والحروب وتخليد الأبطال، خصوصا وأن العراق عاش فترات طويلة من الحروب.

وعلى ضوء ذلك، يقول المخرج تمام هادي -للجزيرة نت- إن "اتجاه كُتاب الدراما العراقية بعد عام 2003 ابتعد عن عسكرة النص والذهاب نحو قصص الدراما الاجتماعية فقط وهو ما تعكسه القنوات المحلية".

يرجع هادي أسباب ضعف الدراما العسكرية إلى عدم وجود شركات رصينة تفتح ميزانيتها لأعمال درامية ضخمة تجسد القصص العسكرية والحربية التي خاضها العراق، إضافة إلى ضعف الجهات الحكومية المسؤولة عن مشاريع كهذه.

أبرز الأعمال
من أبرز الأعمال المنتظر بثها خلال الشهر الفضيل "الماس مكسور" بسياق درامي رومانسي حول قضايا التزوير وتجارة الأعضاء البشرية. كما سيعرض مسلسل درامي بعنوان "بنات صالح" ومسلسل "ليلة السقوط" الذي يشارك به ممثلون عرب وعراقيون.

كما ينتظر أن يعرض مسلسل "جوري" من بطولة فنانين عراقيين مخضرمين منهم مناضل داود، إضافة إلى مسلسل "السرداب" الجزء الثاني من المسلسل الرمضاني السابق "المنطقة الحمراء" بطولة الفنان باسم القهار.

وسيعرض "كمامات وطن" الجزء الثالث، إضافة للجزء الثالث للمسلسل متعدد الفقرات الكوميدية "حامض حلو".