نجوم كبار ومسلسلات جريئة.. تعرف على خريطة الدراما الرمضانية العراقية

الوقائع الاخبارية : في كل عام تحتشد الدراما الرمضانية على القنوات العراقية لاعتقاد أصحابها أن الدراما في غير هذا الوقت تصعب متابعتها، لأن الجمهور يكون متفرغا لذا تراه ينشغل كثيرا بالشاشة ويتابع الدراما المحلية والعربية.

وتعمل هذه القنوات على إكمال أعمالها قبل شهر رمضان بأيام قليلة، وأحيانا لا تكتمل فيضطر مخرجوها لإكمال مونتاج كل حلقة يوميا لتعرض مباشرة.

بنات صالح
أبرز الأعمال الدرامية "بنات صالح" وهو مسلسل بـ30 حلقة كتبته ندى عماد خليل، ويخرجه السوري إياد نحاس ويشارك فيه عدد كبير من الممثلين العراقيين، أبرزهم محمد هاشم وزهور علاء، وإياد الطائي، وستار خضير.

محمد هاشم يفاجئنا بدور مغاير، فيظهر في دور رجل سجين بالمؤبد يخرج ليبحث عن ماضيه الهارب وعن زوجته التي اتخذت قرار الطلاق والارتباط برجل آخر وإيهام بناته بوفاته، لتبدأ المأساة والمفارقات. والدور من أهم أعمال هاشم لأنه يمر بمرحلتي الشباب ثم مرحلة بعد 22 عاما في السجن فتتبدل الملامح والأحلام.

وقال محمد هاشم للجزيرة نت إن دوره جديد تماما ويتطلب تبدلا في المشاعر والأحاسيس كما يتطلب جهدا تمثيليا كبيرا، وتزيد معاناته بعد طلاق زوجته وارتباطها برجل آخر وإفهام بناته أن والدهن توفي.. لذا يواجه معاناة كبيرة في إثبات نفسه وحبه من أجل استعادة بناته.

وتقول زهور علاء التي مثلت دور الزوجة للجزيرة نت إن دورها صعب ومركب يتطلب جهدا كبيرا في الأداء، فهي تعتقد أن إخفاء السر لمصلحة بناتها، لكن الأحداث تتعقد وتحدث مشاكل تغير توقعاتها.

ألماس مكسور
وتتضمن الدراما الرمضانية مسلسلا آخر بعنوان "ألماس مكسور" من بطولة ألكسندر علوم والفنانة هند نزار وكريم محسن وكاظم القريشي وعبد الستار البصري وممثلين آخرين، ويحكي قصة حب في الريف تعترضها الكثير من المصاعب والمشاكل والعادات والتقاليد، ولا سيما أن هناك فارقا بين الحبيب الريفي والحبيبة بنت المدينة.

ألكسندر علوم قال للجزيرة نت "أول مرة أمثل دور ريفي وهذا تطلب التعرف على اللهجة والعادات والتقاليد، واستطعت الإلمام بها عبر الاختلاط بأهل القرية ومساعدة الممثلين. وكان امتحانا صعبا وأترك النتيجة للجمهور".

المسلسل كتبه محمد حنش وأخرجه اللبناني ديفيد أوريان وهي ثاني تجربة له في العراق. العمل يتناول المخدرات وتأثيرها على الشباب وقضايا التزوير وبيع الأعضاء البشرية.

عمل بوليسي
المسلسل الرمضاني الآخر هو "وطن" وهو مسلسل بوليسي، بطولة مجموعة من الفنانين منهم جواد الشكرجي وجلال كامل وستار خضير.

ويظهر جواد الشكرجي في دور "جحيم" وهي شخصية جدلية تحرك الوضع الراهن بالبلد.

ويقول ستار خضير للجزيرة نت إنه يمثل دور لواء شرطة يتصدى للعصابات والخارجين عن القانون، ويتوقع متابعة شديدة من الجمهور لتميز العمل بالأكشن، وقلة مثل هذه الأعمال في الدراما العراقية.

العمل من إخراج مهند أبو خمرة ويساعده قتيبة غانم من سوريا وفريق التصوير من تركيا.

حامض حلو3
كما سنشاهد في رمضان الجزء الثالث من المسلسل الكوميدي "حامض حلو" إخراج أسامة الشرقي وتأليف مجموعة من الكُتّاب ويتضمن حكايات جديدة عن المشاكل الاجتماعية وفيه فقرات جديدة وممثلون منهم كرم ثامر وأساور عزت إضافة إلى آلاء حسين وإحسان دعدوش وعلي جابر وعلي الملاك وشيماء رعد.

الدولة العميقة
وسيشهد شهر رمضان المقبل عرض مسلسل "الدولة العميقة" الذي يتميز في الطرح والمعالجة، ويمثل تواصلا لمسلسل "المنطقة الحمراء" الذي عرض في رمضان الماضي ونال الإعجاب وأثار التساؤلات، واعتبره متابعون أجرأ عمل بسبب قصته ومشاهده.

مسلسل "الدولة العميقة" تأليف مصطفى كاظم وبطولة باسم قهار والمخرج العربي باختيار فتاح، وتمثيل خليل فاضل وأستي حديد وباسم قهار وغسان العزاوي وماجد درندش وهند طالب، إلى جانب وجوه جديدة.

وقال الفنان باسم قهار للجزيرة نت إن العمل "صوّر في مدينة بغداد وضواحيها، ويتضمن حبكة بوليسية سياسية تصطدم بالواقع المعاش بأسلوب جديد على الدراما العراقية، وهو جديد في الكتابة والتناول والإخراج أيضا".

وقال الفنان المغترب غسان العزاوي للجزيرة نت "إنه أول عودة لي للدراما التلفزيونية بعد غياب 12 عاما. ودوري لشخصية سلبية مجرمة يعمل مع سياسيين، وينفذ الكثير من خططهم ضد منافسيهم من سياسيي الأحزاب الأخرى. وابتكرت أداء خاصا بالشخصية بالاتفاق مع المخرج بشكل يتفق مع حجم إجرام الشخصية".

ديرة أهلنا
مسلسل دراما من التراث والريف تأليف وإخراج حيدر كامل، حلقاته المنفصلة تحاكي ذاكرة الناس وتستنبط المواقف البطولية القديمة وتحاكي بها الأجيال الحالية. كما يتطرق إلى حكمة وفراسة وكرم هؤلاء. ويشارك فيه ناظم زاهي وعبد الستار الربيعي وحسين أبو فيض.

رحيق والمشاكل
وتتضمن الدراما الرمضانية مسلسلا للكاتب أحمد هاتف والمخرج علي أبو سيف بعنوان "رحيق" بطولة آلاء حسين وسعد محسن. ويتوقع أنه سيثير عدة مشاكل مثل أعمال سابقة للكاتب هاتف، لأنه يناقش المشاكل الاجتماعية بجرأة كبيرة.

وينضم مسلسل "الكادود" للسباق الرمضاني، وهو من تأليف عبد الخالق كريم وإخراج الفنان السوري غسان عبد الله، ويتناول مدينة البصرة بالتحديد ومن خلال شخصية سيدة محترمة تتهم باتهامات غير أخلاقية فتسجن، لكن ظرفا ما يجعلها تخرج من السجن فتعود إلى منطقتها للانتقام.

وأوضح الفنان إياد الطائي للجزيرة نت أن "العمل ملحمة شعبية بعلاقات متشابكة، ومحاولة لمناقشة الواقع العراقي في ظل النظريات السياسية لأحزاب السلطة الفاشلة، وهو ملحمة تغريب مجتمع عن منظومته الأخلاقية وملحمة صراع ما زلنا نعيش حيثياته ونحن نحاول أن نبقى على قيد الحياة".

مسلسل "الكادود" ينفذ بمشاركة عدد من الممثلين من بينهم عواطف السلمان وسامي قفطان ومناضل داود وإنعام الربيعي.

وقال المؤلف عبد الخالق كريم للجزيرة نت إن المسلسل "عبارة عن مترادفات ملحمة كبيرة اجتمع فيها البسيط والمعقد من المفاهيم الاجتماعية والسياسية. حكاية بسيطة بعلاقات واسعة. قصة تحاول بطرحها البسيط مناقشة أعقد النظريات السياسية والاقتصادية التي تحيط بالواقع. وهي ملحمة حب وانتماء، ملحمة تغريب مجتمع ضاعت أركانه، وملحمة صراع ما زلنا نعيش تحت ثقل وطأته ونحاول أن نستمر كوطن".

وتوقع كريم أن يحقق العمل مشاهدة واسعة ويثير جدلا كبيرا، وقال "نسعى لإنتاج وعي اللحظة وتوفير الإرادة للتغيير. كنتيجة حتمية للوعي المغاير للأفكار التي سببت محنتنا".

مخرجون عرب
وعن ظاهرة غياب المخرج العراقي عن معظم المسلسلات الدرامية الرمضانية وتكليف مخرجين عرب بها، رأى المخرج والناقد الدكتور سالم شدهان أن ذلك يعود إلى تجاهل مسؤولي بعض القنوات العراقية لمخرجي بلادهم، ومحاولة تمرير أجندة خارجية، وقال إن "المخرج العراقي الحقيقي لا يقبل أن يسيء لبلده".

في المقابل، اعتبر المخرج نزار شهيد الدعم أنه لا ضير في الاستعانة بالمخرج العربي شرط أن يكون أعلى مستوى من نظيره العراقي أو نجما كبيرا ليطور الدراما العراقية؛ لكنه عبر عن أسفه باستعانة البعض بمخرجين ضعاف الموهبة.

ويضيف الدعم في حديثه للجزيرة نت أن بعض المنتجين يبعدون المخرج العراقي حتى لا يطلع على الميزانية ويكون سقف طلباته عاليا، لذلك يفضل المخرج العربي رغم وجود مخرجين عراقيين أعلى كفاءة وأقدر موهبة وإبداعا.

وقالت المخرجة فردوس مدحت للجزيرة نت إن المخرج العراقي ابن البيئة ويعرف تفاصيلها وهو أقرب لفهمها والتعبير عنها، والقنوات تستبعده ربما لرخص أجر المخرج العربي أو ربما لأنه ينفذ كل ما يريدونه منه بلا احتجاج أو ممانعة.