أعلن إغلاق الضفة وغزة.. الاحتلال يمنع مسيرة الأعلام من الوصول لباب العامود والمسجد الأقصى يتعرض للاقتحام لليوم الرابع

الوقائع الاخبارية : منعت الشرطة الإسرائيلية مسيرة الأعلام التي نظمتها قوى يمينية يهودية متطرفة اليوم الأربعاء من الوصول إلى باب العامود في البلدة القديمة بالقدس المحتلة خشية تفجّر الأوضاع، وفي حين تعرض المسجد الأقصى للاقتحام لليوم الرابع، أعلن الجيش الإسرائيلي إغلاقا عاما للضفة الغربية وقطاع غزة.

فقد قالت مراسلة الجزيرة جيفارا البديري إن شرطة الاحتلال نصبت حواجز أمنية على مسافة كيلومترات من قلب القدس الغربية إلى باب العامود؛ مما حال دون وصول المسيرة إلى المكان المحدد سلفا، مشيرة إلى أن عضو الكنيست المتطرف إيتمار بن غفير -الذي يعد أحد أبرز المشاركين في المسيرة- لا يزال يصر على الوصول إلى باب العامود.

وتابعت أن رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت أكد أنه لم يسمح للمسيرة بالوصول إلى باب العامود لأن ذلك يفجّر الأوضاع، موضحة أن قرار بينيت حوّل تحرك القوى اليمينية اليهودية من مسيرة إلى مظاهرة.

وأشارت مراسلة الجزيرة إلى أنه بالتزامن مع تحرك مسيرة الأعلام من ساحة بلدية الاحتلال في القدس الغربية، كان هناك حشد كبير من الفلسطينيين يتأهب لاحتمال وصول المتطرفين الإسرائيليين، وكان هناك أيضا انتشار كبير لقوات الاحتلال في المنطقة.

وفي حين أظهرت مقاطع مصورة مشادات بين مشاركين في المسيرة اليهودية والشرطة، ذكرت وكالة الأناضول للأنباء أن قوات الاحتلال اعتدت على عشرات الفلسطينيين الذين تجمعوا في منطقة باب العامود ترقبا لوصول المسيرة.

وكانت الشرطة الإسرائيلية أعلنت أنها لن تقوم بتأمين المسيرة في حال حاول المشاركون فيها المرور بباب العامود والحي الإسلامي في القدس المحتلة.

ويأتي تعامل حكومة بينيت مع مسيرة القوى اليمنية المتطرفة وسط تحذيرات من الفصائل الفلسطينية للاحتلال من أنها مستعدة لمواجهة عسكرية جديدة ضد الاعتداءات على المسجد الأقصى.

مسيرة استفزازية
وقد حذر وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي عومير بارليف من أن وصول بن غفير إلى باب العامود يعرض الأمن الإسرائيلي للخطر، ويحول جهود الشرطة إلى مهمة غير ضرورية.

من جهته، وصف وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لبيد مسيرة الأعلام بأنها خطوة مروعة من المتطرفين اليمينيين الذين اتهمهم بمحاولة خلق استفزازات عنيفة، قائلا إن المسيرة خطوة تفتقد للمسؤولية.

أما رئيس رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت فقال إن قراراته الأمنية سواء المتعلقة بالمسجد الأقصى أو غزة ليست مبنية على اعتبارات سياسية، مضيفا أنه يتوقع من جميع أعضاء الائتلاف الحاكم أن يرتقوا إلى مستوى التحديات الراهنة، وفق تعبيره.

وكان أعضاء أحزاب وجماعات يمينية إسرائيلية متطرفة أعلنوا عزمهم على المضي قدما عصر اليوم في إطلاق مسيرة حددوا مسارها مسبقا؛ من باب العامود وباب الأسباط إلى حائط البراق.

وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن المفاوضات بين منظمي المسيرة والشرطة انهارت، وكان منظمو المسيرة أكدوا رفضهم المسار الذي اقترحته عليهم الشرطة، ويمرّ من باب الخليل.

ونقلت وسائل إعلام عن مصدر أمني قوله إن الشرطة لن تسمح بوصول المسيرة إلى البلدة القديمة عبر باب العامود خشية تفجّر الأوضاع، مشيرا إلى أن مسيرة مماثلة تسببت العام الماضي في تطور الموقف إلى مواجهة عسكرية بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في قطاع غزة.

وفي وقت سابق، قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الإسرائيلية إن ‏الشرطة استدعت مسؤولي مسيرة الأعلام وأبلغتهم رفضها تأمين المسيرة بعد تهديدات أطلقتها حركة حماس.

اقتحام الأقصى
ولليوم الرابع على التوالي، اقتحمت عناصر من الشرطة الإسرائيلية ومجموعات من المستوطنين المتطرفين صباح اليوم المسجد الأقصى المبارك في القدس المحتلة، والمسجد الإبراهيمي في الخليل.

وأخلت قوات الاحتلال المسجد الأقصى من المصلين والمعتكفين قبيل اقتحام مجموعات من المستوطنين لباحاته، والذي استمر نحو 3 ساعات ونصف الساعة قبل أن ينسحب المستوطنون وقوات الشرطة من المسجد الشريف.

وخلال اقتحام المسجد الأقصى اندلعت اشتباكات محدودة بين مصلين وشرطة الاحتلال التي أطلقت الرصاص المطاطي، وحاصرت ما تبقى من مصلين داخل المصلى القبلي، كما حاصرت النساء داخل مصلى قبة الصخرة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن القيادة السياسية والأمنية قررت إغلاق المسجد الأقصى أمام دخول اليهود ابتداء من الجمعة المقبل قبيل انتهاء الاحتفال بعيد الفصح اليهودي، حتى نهاية شهر رمضان.

وأفادت وسائل الإعلام الإسرائيلية بأن القرار جاء بعد مشاورات أجراها رئيس الحكومة نفتالي بينيت على خلفية احتدام التوتر، وفي محاولة لنزع فتيل الانفجار.

إغلاق وصاروخ
وفي تطور آخر، أعلن الجيش الإسرائيلي فرض إغلاق عام على الضفة الغربية والمعابر لقطاع غزة ابتداء من مساء الخميس حتى فجر الأحد.

وقال الجيش الإسرائيلي إن الإغلاق العام "إجراء وقائي" في اليومين الأخيرين من عيد الفصح اليهودي.

وفي خضم التوترات الحالية، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه رصد مساء اليوم صاروخا أطلق من قطاع غزة وسقط في منطقة متاخمة للحدود مع شمال غزة.

حماس تحذر
في هذه الأثناء، حذرت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) مما وصفته بمغبة التفكير في ذبح القرابين أو السماح لمسيرة الأعلام بالاقتراب من المقدسات.

وقالت الحركة -في بيان- إنه لا مكان للاحتلال ومستوطنيه في المسجد الأقصى، وإن محاولاتهم التقسيم الزماني والمكاني لن تمر.

من جهتها، قالت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين إن معركة الدفاع عن القدس والمسجد الأقصى لا حياد فيها، وإن الشعب الفلسطيني لن يسمح بتغيير الوقائع الميدانية في القدس، حسب تعبيرها.

كما قالت الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن الاعتداءات الإسرائيلية لن تمر دون عقاب من الشعب الفلسطيني وفصائله المقاومة.

وفي ردود الفعل الفلسطينية أيضا، حمّلت الخارجية الفلسطينية الحكومة الإسرائيلية المسؤولية الكاملة والمباشرة عن نتائج وتداعيات استمرار اختطاف القدس ومحاولة تغيير الوضع التاريخي والديمغرافي القائم فيها، مطالبة مجلس الأمن الدولي باحترام قراراته والاعتراف العملي بأن القدس جزءٌ لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة.

في السياق، قال عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير حسين الشيخ إن إشراف شرطة الاحتلال على تحديد أعداد وأعمار المصلين في المسجد الأقصى خرق فاضح ومحاولة لخلق واقع جديد يهدف إلى التقسيم الزماني.

خفض التوتر
وفي ردود الفعل الدولية، دعا البيت الأبيض اليوم جميع الأطراف إلى ضبط النفس والحفاظ على الوضع الراهن للحرم الشريف.

وقال البيت الأبيض إنه يشعر بقلق عميق مما وصفها بأعمال العنف الأخيرة في القدس والضفة الغربية، مضيفا أن الولايات المتحدة تواصل متابعة الوضع على الأرض عن كثب والبقاء على اتصال عبر القنوات الدبلوماسية.

وفي محاولة لخفض التوتر في القدس المحتلة، يبدأ وفد من المبعوثين الأميركيين -برئاسة ياعيل لامبرت مساعدة وزير الخارجية- غدا الخميس مباحثاته مع مسؤولين من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

وفي السياق، دعا الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم إلى الوقف الفوري للاستفزازات في القدس المحتلة، مجددا تأكيده على ضرورة المحافظة على الوضع الراهن للأماكن المقدسة.

من جهته، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إن المعايير المزدوجة وصمت المجتمع الدولي يشجعان إسرائيل على انتهاك حقوق الفلسطينيين.

وكانت فصائل المقاومة الفلسطينية حذرت أمس الثلاثاء من دعوات جماعات المستوطنين لمسيرة الأعلام، مؤكدة أن يدها على الزناد.

وقالت مصادر للجزيرة إن الفصائل يمكن أن تذهب نحو خطوات تصعيدية لإفشال مخطط التقسيم الزماني والمكاني في المسجدين الأقصى والإبراهيمي.