خبراء مؤثرون: اقتصاد الصين في حالة يرثى لها

الوقائع الاخبارية : أعرب خبير صناعي أوروبي وخبير اقتصادي أميركي وخبير صيني في الشؤون المالية عن قلقهم بشأن الوضع الاقتصادي للصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم.

وفي تقرير نشرته صحيفة "لوموند" (Le Monde) الفرنسية، يقول الكاتب فردريك لوميتر إنه عندما يحذّر 3 من أكبر خبراء الاقتصاد من أن الصين تسير نحو طريق مسدود، فإنه من المهم أخذ آرائهم بعين الاعتبار "حتى لو كنت شي جين بينغ وترأس دولة يبلغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة".

أزمة عميقة
وُلد الخبير الصيني في الشؤون المالية ويجيان شان عام 1954 وغادر البلاد بعد وفاة ماو متجها نحو الولايات المتحدة.

وبعد عمله في البنك الدولي وبنك "جي بي مورغان" (JP Morgan) وصندوق الاستثمار "تي بي جي" (TPG)، يرأس ويجيان الآن شركة باغ لإدارة الاستثمار (PAG)، وهو صندوق استثماري مقره هونغ كونغ برأس مال يزيد على 50 مليار دولار.

ويشير الكاتب إلى أن هذا المسؤول السابق في شركة لونوفو (Lenovo) الذي تم تعيينه مؤخرا في شركة علي بابا (Alibaba)، يُجسّد انفتاح الصين على العالم.

وفي مقطع فيديو موجّه إلى عملائه، نبّه ويجيان شان إلى أن الصين تمر حاليًا "بأزمة اقتصادية عميقة" مماثلة لما شهده الغرب في عام 2008. ويؤكّد أن "الاقتصاد الصيني لم يشهد أبدا مثل هذا الوضع السيئ على مدى 30 عاما".

ورغم ثقته بنمو الاقتصاد الصيني على المدى الطويل، فإن ويجيان شان أرسل تحذيرات بشأن الاستثمارات المالية المحتملة في البلاد.

سياسات اقتصادية خاطئة
أما الخبير الثاني فهو ستيفن روتش، الرئيس السابق لبنك "مورغان ستانلي" (Morgan Stanley) في آسيا الذي جنى الكثير من الأموال بفضل الصين. وعندما احتاجت الدعاية الصينية في عهد الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى تأييد أميركي كانت الاتصالات في هذا الشأن غالبا ما تتم معه.

ويوم الخميس 28 أبريل/ نيسان الماضي، في اللحظة نفسها التي كشفت فيها صحيفة "فايننشال تايمز" (Financial Times) عن تصريحات ويجيان شان، أجرى هذا الخبير الاقتصادي مقابلة مع موقع "سوب شاينا" (SupChina) المتخصص في الشأن الصيني، أشار فيها إلى أن المشاكل الرئيسية للصين مثل سياسة صفر كوفيد والقرب من روسيا ووتيرة التكنولوجيا "تدل على اتباع عملية صنع قرار صارمة غير قادرة على الاعتراف بأخطائها وتفتقر إلى المرونة الكافية لتبني إستراتيجية مختلفة"، بحسب ما ينقل تقرير لوموند.

ثالث الأصوات الناقدة هو الألماني يورغ فوتكه، رئيس غرفة التجارة الأوروبية في الصين، وهو أيضا رئيس الفرع الصيني للشركة الكيميائية الألمانية "باسف" (BASF).

في مقابلة نشرتها صحيفة "ذا ماركت" (The Market) السويسرية في 28 أبريل/ نيسان الماضي، أكد فوتكه أن "النمو لن يصل إلى 5.5% في عام 2022 كما هو متوقع، وسيكون أقل من 4%. ونظرا لسياسة صفر كوفيد، تفقد الصين مصداقيتها كأفضل مصدر للإمدادات في العالم".

وبحسب تقرير لوموند، أشار فوتكه إلى أن السياسات الاقتصادية والصحية الحالية خاطئة، وأكد أن الصين "لم تخرج من المأزق الذي وضعها فيه الرئيس وأن القادة أسرى روايتهم الخاصة. معتبرا ذلك أمرا مأساويا".

الخبير الألماني الذي عاش في الصين مدة 25 عاما يرى أن "الصين عندما تسير على الطريق الخطأ، يتولى التكنوقراط السلطة ويعيدونها إلى المسار الصحيح". لكن منذ أن عدّل شي جين بينغ الدستور في عام 2018 ليظل رئيسا مدى الحياة، لم تمارس أي سلطة مضادة ولم تكن الانتقادات مسموعة، وفقا للتقرير.

انكماش نشاط المصانع في الصين
من جانب آخر، ذكرت وكالة رويترز أن نشاط المصانع في الصين انكمش بوتيرة أكثر حدة في أبريل/نيسان الماضي، إذ أدت الإغلاقات المفروضة على نطاق واسع لمكافحة كوفيد-19 إلى وقف الإنتاج الصناعي وتعطل سلاسل التوريد، مما يثير مخاوف من حدوث تباطؤ اقتصادي حاد في الربع الثاني يؤثر على النمو العالمي.

وقال المكتب الوطني للإحصاء إن مؤشر مديري المشتريات الرسمي للقطاع التصنيعي انخفض إلى 47.4 نقطة في أبريل/ نيسان من 49.5 نقطة في مارس/ آذار، في انكماش للشهر الثاني على التوالي، وهذا هو المستوى الأدنى منذ فبراير/شباط 2020.

ومع بقاء مئات الملايين عالقين في منازلهم، يتعرض الاستهلاك لضربة شديدة، مما دفع مزيدا من المحللين إلى خفض توقعات النمو لثاني أكبر اقتصاد في العالم.