%60 من حوادث السير سببها الهاتف النقال

الوقائع الاخبارية:رغم سائر الجهود المستمرة التي تبذلها مديرية الأمن العام للتوعية بحوادث السير، وتحديدا خطر استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، إلا أن هذا السلوك ما يزال مستمرا عند البعض ويؤدي الى وقوع حوادث مرورية قاتلة.

وبحسب ما أكد مصدر أمني، فإن ما يفوق 60 % من حوادث السير يكون سببها الانشغال باستخدام الهاتف النقال اثناء القيادة، وبعض تلك الحوادث تكون مدمرة وتنتج عنها وفيات او اصابات خطيرة.

وقال المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، إن رجال السير لا يتهاونون بمخالفة من يستخدم الهاتف أثناء القيادة، غير أنه شدد على ان الدور الرئيسي في مواجهة الظاهرة يظل في وعي السائقين أنفسهم وقناعتهم بمدى خطورة ذلك السلوك على حياتهم وحياة الآخرين.

وأشار إلى أن مديرية الأمن العام تعمل وبشكل متواصل ومكثف على التوعية والتثقيف بسلوكيات القيادة الآمنة على الطرقات، لا سيما فيما يتعلق باستخدام الهواتف النقالة.

وسبق لمنظمة الصحة العالمية أن أصدرت تحذيرا قالت فيه إن السائقين الذين يستخدمون الهواتف المحمولة يواجهون أكثر من غيرهم بـ4 مرات تقريبا مخاطر التعرض لحادث مروري.

وجاء في التحذير الذي نشرته المنظمة عبر موقعها الإلكتروني أن الانشغال بالهواتف المحمولة يعرقل أداء السائق عبر تمديد الوقت الذي يستغرقه رد الفعل، وخصوصا رد الفعل باستخدام الفرامل، واتجاه إشارات المرور، وتقليص مسافات التتابع.

ودعت المنظمة إلى اتخاذ تدابير تشريعية وإطلاق حملات للتوعية العامة والعمل بانتظام على جمع البيانات الخاصة بالسهو أثناء القيادة من أجل تحسين فهم طبيعة هذه المشكلة.

بدوره، قال خبير علم الاجتماع الدكتور حسين الخزاعي إن الرهان بعد المطالبة بتغليظ العقوبات على من يستخدم الهاتف النقال اثناء القيادة هو على وعي السائقين ومدى تفاعلهم واستجابتهم للنصائح والارشادات التي تصدرها الجهات المختصة بشأن قوانين القيادة وأخلاقياتها.

ودعا الخزاعي الى تكثيف جهود التوعية باستهداف جيل اليافعين كونه الجيل الذي قد ينساق أكثر الى المغامرة وعدم تقدير المخاطر التي تنتج عن السلوكيات الخاطئة ومخالفة التعليمات والقوانين.

أما المحامي مالك محمد، فيؤيد تغليظ وتشديد العقوبات على مستخدمي الهواتف النقالة أثناء القيادة، خصوصا أن بعضها يتسبب بوقوع وفيات أو إصابات خطيرة تؤدي لحدوث عاهات دائمة.

كما أكد ضرورة الاستمرار بإطلاق حملات أمنية عبر أفراد شرطة بزي مدني، تستهدف هذا السلوك الخاطئ والخطير، بحيث يشعر السائق بأنه يعرض نفسه للمخالفة والمساءلة لا محالة في حال استخدامه الهاتف أثناء القيادة.

ولا يقتصر استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة على إجراء مكالمات او الرد عليها، حيث ينشغل كثيرون باستخدام تطبيقات ومواقع التواصل الاجتماعي، فيما يقضي الأردنيون وقتا طويلا على شبكة الانترنت التي أصبحت تمثل خدمة أساسية لأكثر من عشرة ملايين نسمة في البلاد.

وبحسب ارقام هيئة تنظيم قطاع الاتصالات بلغ مجموع اشتراكات الهاتف المتنقل 7.275 مليون اشتراك حتى نهاية العام 2021، موزعة على اشتراكات الدفع المسبق بمجموع (5.4) مليون اشتراك، والدفع اللاحق (1.8) مليون اشتراك.

إلى ذلك تظهر تقديرات بأن عدد مستخدمي الانترنت في المملكة اليوم يتجاوز عشرة ملايين مستخدم معظمهم يلجون الشبكة العنكبوتية من خلال هواتفهم الذكية التي باتت تشكل نسبة تتجاوز 9 بالمائة من إجمالي الهواتف المستخدمة من قبل الأردنيين.

وينفق الأردنيون أكثر وقتهم على الانترنت وتطبيقات التراسل، حيث تظهر تقارير عالمية أن عدد مستخدمي شبكة الفيسبوك في المملكة بلغ مع نهاية العام الفائت 2021 قرابة 5.3 مليون مستخدم نشط، وتخطى عدد مستخدميها حاجز الثلاثة ملايين مستخدم نشط، فيما بلغ عدد حسابات الفيسبوك مسنجر قرابة 3.4 مليون حساب، وعدد المستخدمين لشبكة التدوينات المصغرة "تويتر” نحو 736 ألف مستخدم.