معرض الدوحة للمجوهرات.. استثمار آمن ومنصة لترويج العلامات التجارية العالمية
الوقائع الاخبارية : بات معرض الدوحة الدولي للمجوهرات والساعات وجهة مهمة للهواة والعلامات التجارية العالمية والمصممين الواعدين، كما أنه يمثل قبلة للاستثمار من جانب الشركات وحتى من قبل الأفراد؛ إذ تعد المجوهرات ملاذا آمنا في ظل التقلبات الاقتصادية التي يشهدها العالم.
ويواصل معرض الدوحة للمجوهرات تطوره عاما بعد عام من أجل تلبية حاجة عملائه وجمهوره من المجوهرات والقطع الثمينة، وأصبح منصة مميزة للترويج للعلامات التجارية العالمية والمحلية والمبدعين والمصممين العالميين أو المحليين.
وشهدت النسخة 18 من المعرض -التي أقيمت تحت رعاية رئيس الوزراء القطري الشيخ خالد بن خليفة بن عبد العزيز آل ثاني- إقبالا كبيرا ومشاركة نوعية لكبار المصممين في قطر والعالم رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي يشهدها العالم جراء جائحة كورونا والحرب الروسية على أوكرانيا.
ويعد المعرض -الذي استمر 6 أيام في الفترة بين 9 و14 مايو/أيار الجاري- إحدى الوسائل التي تتخذها الحكومة القطرية لتنشيط السياحة في قطر، بعدما أصبحت المعارض صناعة مهمة ومصدرا للترويج للسلع والمنتجات وتنشيط السياحة الداخلية في منطقة الخليج.
عالم من السحر
بعد التعطيل الذي سببته جائحة كوفيد-19، عاد المعرض الأقدم ضمن رزنامة فعاليات قطر لهواة وعشاق المجوهرات والساعات في البلاد وخارجها، وقدم مجموعات متنوعة من المعروضات والقطع الفاخرة الكلاسيكية والعصرية من قبل أرقى العلامات وأبرع المصممين في العالم وقطر.
وقدمت قطر للسياحة خلال نسخة هذا العام أكثر من 500 علامة تجارية من أكثر من 10 دول حول العالم. وللمرة الأولى، يستضيف المعرض دار الأزياء الفاخرة لويس فيتون، ودار المجوهرات الفرنسية لورنز باومير، ودار الساعات الإيطالية جاجا ميلانو.
وشارك المتجر والعلامة التجارية الفرنسية الشهيرة "برينتو" -التي تبلغ 150 عامًا- تمهيدًا لإطلاقها للمرة الأولى في قطر هذا العام، ليصبح ذلك أول متجر لها خارج فرنسا على الإطلاق.
ويكون الزوار عند دخولهم إلى ردهات المعرض على موعد مع عالم خيالي من السحر يتجلى في القطع المعروضة التي تجمع بين الجمال الفريد وبراعة الصنع وتخبئ كل قطعة منها حكاية مميزة تحث الزوار على استكشافها.
وأمام الواجهات الزجاجية يقف العشرات من الزوار الباحثين عن القطع الفنية النفيسة والنادرة من أجل انتقاء ما يروق لهم وإرضاء رغباتهم.
وبهذه المناسبة، قال رئيس قطر للسياحة أكبر الباكر إنه على مدى عقدين تقريبا، نجح معرض الدوحة للمجوهرات والساعات في استقطاب المزيد من العلامات التجارية العالمية الفاخرة وخبراء ومصممي المجوهرات والساعات، مما عزَّز مكانته بوصفه المعرض الوحيد في المنطقة الموجه للعملاء، والذي يجمع بين العلامات التجارية والعملاء مباشرة.
المواهب القطرية
وأوضح الباكر -في تصريح صحفي- أنه بينما يشهد قطاع السياحة والسفر العالمي بوادر للتعافي من الأحداث التي شهدها العالم خلال العامين الماضيين، فإن نسخة معرض الدوحة للمجوهرات والساعات لهذا العام تكتسب خصوصية، وذلك لقدرتنا على استقبال الزوار من حول العالم مجددًا لحضور هذا المهرجان المميز.
وأكد أن أهمية المعارض -مثل معرض الدوحة للمجوهرات والساعات- تكمن في قدرتها على تنشيط قطاعات حيوية أخرى مثل السفر والضيافة والأطعمة والمشروبات وتجارة التجزئة ومنظمي الفعاليات.
وفي إطار الجهود المستمرة لقطر في مجال السياحة ودعم المواهب الواعدة ورعايتها ورواد الأعمال في قطر، قام المعرض بتخصيص مساحات عرض لـ10 من المصممين القطريين ورواد الأعمال المحليين، لتتاح لهم فرصة فريدة للعام الخامس على التوالي لعرض مجموعاتهم جنبا إلى جنب مع أشهر العلامات في العالم.
وتقول مصممة المجوهرات القطرية نورة المعضادي إنه رغم فترة التعطيل التي شهدها المعرض بسبب جائحة كورونا والضرر الذي تعرضت له فئات كثيرة من الناس في مختلف المجالات، فإنها استغلت فترة التوقف لتصميم وإعداد مجموعات من القطع والمجوهرات التي تم عرضها في النسخة الحالية من المعرض.
وتوضح المعضادي -في تصريح للجزيرة نت- أن أبرز ما قدمته خلال فعاليات المعرض مجموعة تحمل اسم "المدى"، وهي مستوحاة من الكثبان الرملية، بالإضافة إلى مجموعة أخرى أطلقت عليها "الباهية"، وهي مستوحاة من قصر الباهية في مراكش الذي يتميز بالهندسة الإسلامية.
إقبال كبير
وعن اهتمامها بمجال التصميم وعالم المجوهرات، تقول نورة المعضادي إنها دخلت مجال تصميم المجوهرات عام 2018، برفقة شقيقتها مريم، وحرصت على اكتساب المزيد من الخبرات عبر المشاركة في عدد من المعارض الخارجية والداخلية؛ مثل معرض هونغ كونغ 2019، ثم معرض أحجار كريمة ومجوهرات من البلاط الملكي الهندي في متحف الفن الإسلامي، وتم خلاله تقديم عدد من القطع المستوحاة من معروضات تعود للعصر المغولي.
وفي ما يتعلق بمشاركتها في النسخة الحالية من المعرض، تؤكد نورة المعضادي أنها تهدف إلى تقديم كل جديد، وفي الوقت نفسه تحرص على أن تمثل معروضاتها البيئة القطرية، وأن تكون مستمدة من التراث القطري، لا سيما الفنون الإسلامية، مبينة أن فن التصميم لا بد أن يقوم بدوره في حفظ التراث كباقي الفنون الأخرى.
وقالت "نحتفي بهذه الفنون وكل مرة نسعى لتصميم قطع مستوحاة منها".
وترى المصممة القطرية أن المعرض في نسخته الحالية سجل إقبالا واسعا بعد انقطاعه بسبب جائحة كوفيد-19، وقدم العارضون مجموعات متنوعة من القطع الفاخرة الكلاسيكية والعصرية، والموقعة من أرقى العلامات وأبرع المصممين في العالم وقطر.
ولفتت إلى أنها كانت تتخوف بسبب تغيير وقت انعقاد المعرض الذي كان يقام سنويا في فبراير/شباط، ومع ذلك كانت المفاجأة في الإقبال غير المعتاد من قبل الزوار.
تصميمات فريدة
وتحدثت نورة المعضادي عن مبادرة المصممين القطريين وتخصيص المعرض مساحات عرض لـ10 من المصممين القطريين ورواد الأعمال المحليين، موضحة أن هذه المبادرة اكتسبت زخما جديدا في نسخة هذا العام من معرض الدوحة للمجوهرات والساعات، وذلك في إطار الاحتفاء بالمواهب المحلية الواعدة وتصميماتها الفريدة.
وأعربت نورة المعضادي عن أملها في أن تتبوأ العلامات القطرية مكانة بارزة بين مثيلاتها العالمية من خلال قيام الدولة بتسليط الضوء عليها ومواصلة دعمها للمصممين المحليين.
وكان معرض الدوحة للمجوهرات والساعات أطلق قبل 5 سنوات مبادرة المصممين القطريين، وهي بمثابة منصة تتيح للمصممين القطريين عرض مجموعاتهم وتصاميمهم تحت سقف واحد مع أشهر العلامات الرائدة في قطر والعالم.