انطلاق فعاليات ملتقى الإعلام الأكاديمي الجامعي الأول في "الأردنية"

الوقائع الإخبارية: انطلقت في الجامعة الأردنية اليوم فعاليات ملتقى الإعلام الأكاديمي الجامعي الأول تحت شعار "قضايا الشباب وإشكاليات التعليم المعاصر"، وذلك برعاية رئيس الجامعة الدكتور نذير عبيدات وحضور نخبة من كبار الأساتذة والأكاديميين والمتخصصين والإعلاميين.

وأكد عبيدات في كلمة ألقاها خلال افتتاح الملتقى الذي نظمته عمادة شؤون الطلبة في الجامعة أن الإعلام هو الوجه المشرق للدولة، والإعلام الجامعيّ جزء لا يتجزّأ منه، لذا لا بدّ أن يعكس الوجهُ المشرق للجامعة مسيرتَها وتطوّرَها العلميّ والبحثيّ ويتلمس هموم الطلبة وقضاياهم.

وعلى الصعيد الجامعيّ المتخصص، يجد عبيدات أنه من الضرورة أن يكثّف العاملون في هذا المجال توظيف صحافة البيانات التي تُعدُّ أداةً فعّالةً لنقل البحث العلميّ وتطوراته إلى المجتمع والإفادة منه وإشراكه في العملية البحثية التي هو أساسها.

وقال عبيدات إنّ الإعلام طالما اقترن بقول الحقيقة، فالتّغطيات والحوارات والأخبار كلّها تسعى وراء هدفٍ واحدٍ: نقل صورة مطابقة للواقع إلى عموم القرّاء والمستمعين؛ لكنّه تساءل عن السّبب الذي يجعل مؤسّسةً إعلاميّةً أفضل من أخرى، خاصّةً أنّ الجميع متّفقون على الغاية، ليشير أنّ الجواب يكمن في الهويّة، في مدى الشّفافيّة والنّزاهة في نقل المعلومة، وحتمًا بمدى احترافيّة وتفاني الطّواقم الإعلاميّة.

وأضاف أنّ كلمة الهويّة تشير بطبيعتها إلى الجذور، إلى المرجعيّات التي نبني عليها ليتحدّد شكل التّوجّه المستقبليّ لأيّة مؤسّسة، وإن تعدّدت المرجعيّات واختلفت، فنحن هنا نتحدّث عن نوعٍ خاصٍ من الإعلام، ألا وهو الإعلام الأكاديميّ الجامعيّ، مستشهدًا بقول الحسين الرّاحل رحمه الله خلال حفل افتتاح الجامعة الأردنيّة عام 1962، وهو يذكر ثوابت المؤسّسات الأكاديميّة: قوّة العلم الصّحيح، والمعرفة العلميّة العميقة الشّاملة، والخلق الكريم. مؤكّدًا أنّنا في الأردنيّة متمسّكين بهذه المرجعيّات، في الإعلام والأكاديميا وفي كلّ الشّؤون ذات الصّلة بموضوع هذا الملتقى.

وأوضح عبيدات أنه في هذا الملتقى، يتّحد الإعلام بالأكاديميا، لينتج عن ذلك مساحة لاجتماع عنصرين تلتقي فيهما المعرفة بالطّاقة، والخبرة بالرّغبة، والعمل الرّاسخ بالإبداع.

ولفت في كلمته إلى أنّ جزءًا كبيرًا من هذا الملتقى يركّز على الشّباب، على العمل والإعلام الجديد، وعلى القضايا الطّلّابيّة التي تحتاج نقاشًا موسّعًا، وفي هذا لفت إلى أنّنا نستمدّ دعمنا للشّباب من توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني، الذي لم ينفكّ على تأكيد دور الشّباب ودعمه لهم، وهذا ما ظهر جليًّا في محافل عدّةٍ، منها زياراته العديدة للجامعة الأردنيّة، التي أكّد فيها على أهمّيّة الاستثمار في الشّباب سواء بالتّعليم أم بالتّدريب، وتسليحهم بالمهارات والخبرات، ليحافظ شبابنا الأردنيّ على درجة عالية من الإبداع والتّميّز.

من جهته أشار عميد شؤون الطلبة الدكتور مهند مبيضين إلى أن إشكاليات التعلّم الجامعي وتعامل الإعلام معها عديدة ومتشعبة، ونحن ننظر إلى الإعلام بوصفه شريكًا فاعلًا في تحسين الأداء وممارسة النقد الهادف وإبراز قصص النجاح لشبابنا وطلابنا وتمكينهم في مجتمعاتهم، رغم كل التحديات داخل بيئة المؤسسة الأكاديمية المتصلة ببيئة النظام التعليمي الموروث والسائد، والميل أحيانًا إلى عدم الاعتراف بقدرات الطلبة وتنميتها والتعامل مع نقدهم بروح إيجابية خاصة في مسألة التعليم والتعلم.

وتحدث مبيضين عن حاجتنا إلى إنماء ثقافة العمل المؤسسي واستمرارية الأفكار والمشاريع واستدامتها، ومنها هذا الملتقى الذي نتمنّى أن يستمر ويبقى ويتخصّص كل عام في إشكالية وموضوع شبابي جامعي محدد، خاصة في ظل إقبال الجامعة على الاهتمام باستحداث برامج جديدة منها ما يخُصّ الإعلام.

واشتمل برنامج الملتقى على عرض لفيديو حول الدور المحوري للإعلام الأكاديمي في المؤسسات التعليمية، وفقرة لطلبة الجامعة المتطوعين في إذاعة الجامعة تحدثوا فيها عن احتضان الجامعة لهم وتدريبهم وتنمية قدراتهم ومواهبهم، إضافة إلى أربع جلسات متزامنة ناقشت الجلسة الأولى التي أدارتها الإعلامية نيفين عبد الهادي "تحديات الإعلام الأكاديمي" بمشاركة مدير عام وكالة الأنباء الأردنية/بترا فائق حجازين، ومديرة معهد الإعلام الأردني الدكتورة ميرنا أبو زيد، والدكتور سليم عبد الرحيم من معهد الإعلام، والناطق الإعلامي باسم وزارة التعليم العالي مهند الخطيب.

هذا وشارك في الجلسة الثانية التي حملت عنوان "قضايا الطلبة والشباب في الإعلام" وأدارها الإعلامي حازم الرحاحلة، كُلٌّ من وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة، ومدير عام الهيئة العامة للإعلام المرئي والمسموع طارق أبو الراغب، ومدير وحدة الإعلام والعلاقات العامة والإذاعة في الجامعة الأردنية الدكتور محمد واصف، ورئيس قسم الصحافة والإعلام في جامعة اليرموك الدكتور عصمت حداد.

وناقشت الجلسة الثالثة موضوع "الإعلام الجديد والعمل الشبابي"، وأدارها الإعلامي أنس المجالي، وشارك فيها كل من وزير الإعلام السابق المهندس صخر دودين، ومدير الدائرة الثقافية في أمانة عمان الكبرى الكاتب عبد الهادي راجي المجالي، وعضو نقابة الصحفيين خالد القضاة، ومديرة مركز تنمية وخدمة المجتمع في الجامعة الأردنية الدكتورة جمانة الزعبي.

واختُتمت فعاليات الملتقى بجلسة أخيرة حول "واقع وتحديات التعليم الرقمي والإعلام" أدارتها مساعدة عميد شؤون الطلبة في الجامعة الأردنية الدكتورة دانا قاقيش، وشارك فيها كل من عميدة كلية الإعلام في جامعة الشرق الأوسط الدكتورة حنان الشيخ، والمدير التنفيذي ومستشار التعليم والشباب لملتقى طلال أبو غزالة المعرفي فادي الداوود، والإعلامي محمد الحوامدة من موقع خبرني، والإعلامية سرى الضمور من جريدة الرأي.