بحثا عن مخرج للأزمة الاقتصادية العالمية.. انطلاق أعمال النسخة الثانية من منتدى قطر الاقتصادي

الوقائع الاخبارية : لوضع نقطة بداية لاقتصاد عالمي جديد قادر على مواجهة المصاعب تنطلق في العاصمة القطرية الدوحة غدا الاثنين النسخة الثانية من منتدى قطر الاقتصادي بالتعاون مع بلومبيرغ وتستمر 3 أيام.

ويستقطب المنتدى -الذي يعقد تحت شعار "معادلة التعافي الاقتصادي العالمي"- أكثر من 75 متحدثا رئيسيا وأزيد من 500 مشارك من الرؤساء التنفيذيين وقادة الأعمال من جميع أنحاء العالم.

ويبرز منتدى قطر الاقتصادي في نسخته الثانية الدور الحيوي الذي تقوم به قطر في قيادة مرحلة التعافي الاقتصادي من آثار جائحة فيروس كورونا.

وسيساعد المنتدى في خلق المزيد من التفاهم بين قادة العالم الذين يمثلون قطاعات مختلفة من الحوكمة إلى تكنولوجيا المعلومات، خاصة أن المنتدى يعد منصة عالمية جديدة لتبادل الأفكار والخبرات وعرض الحلول لخلق المزيد من الاستقرار الاقتصادي.

ويغطي جدول أعمال المنتدى كافة قضايا الاقتصاد العالمي في ما بعد الجائحة، ويضع نقطة بداية لاقتصاد عالمي جديد قادر على مواجهة المصاعب، كما تبرز أهمية المنتدى من عدة جوانب، أهمها التوقيت باعتباره يأتي في ظل أكبر أزمة صحية واقتصادية حلت بالعالم منذ عقود بتفشي فيروس كورونا وتأثيره على القطاع الاقتصادي في العالم، فضلا عن ظهور أنماط اقتصادية جديدة يسعى العالم إلى الاستفادة من فرصها في مرحلة ما بعد كورونا.

مشاركة كبيرة
وتبرهن المشاركة الدولية الكبيرة من الاقتصاديين والمسؤولين والمديرين التنفيذيين لكبرى الشركات على مستوى العالم على الرغبة في التوصل إلى نقطة بداية للقضاء على تأثير الجائحة على الاقتصاد العالمي، كما أن الجلسات المعلنة على جدول أعمال المنتدى تظهر تغطية كافة أركان الاقتصاد، سواء من ناحية التجارة وربطها بالطاقة أو الاستثمار أو التكنولوجيا الحديثة أو المزاج العام للمستهلكين.

ويعد المنتدى منصة مثالية لدعم التوجه الإستراتيجي لدولة قطر في سبيل تحقيق النمو الاقتصادي من خلال استعراض الخطط التنموية القطرية الواعدة في القطاعات الحيوية والإنتاجية.

ومن المنتظر أن يستعرض عدد كبير من المسؤولين القطريين خلال فعاليات المنتدى أهم المزايا التي توفرها بيئة الأعمال القطرية لاستقطاب الاستثمارات الأجنبية، إلى جانب السعي القطري المتواصل لتسهيل تأسيس المشروعات الاستثمارية، فضلا عن طرح العديد من المحفزات التي توفرها دولة قطر لبيئة الأعمال، مما جعلها وجهة استثمارية رائدة على المستويين الإقليمي والعالمي.

أبرز المحاور
وستكون استضافة كأس العالم 2022 في قطر أحد أبرز محاور المنتدى لكونها تظاهرة استثنائية على جميع المستويات الاقتصادية والاستثمارية والرياضية والثقافية واللوجستية.

ومن المنتظر أن يشهد المنتدى حوارات فاعلة بين العديد من الأطراف المعنية باستضافة البطولة للمرة الأولى في المنطقة العربية، لتسليط الضوء على نجاح دولة قطر في التأهب لتنظيم نسخة تاريخية ومتميزة لبطولة كأس العالم قطر 2022، وستسهم هذه الفعالية في تحفيز التنمية الاقتصادية على المدى الطويل، وذلك بالاعتماد على البنى التحتية المتطورة التي تم تصميمها وتشييدها وفق أعلى المواصفات العالمية.

وسوف يرصد المشاركون دور كأس العالم 2022 في تحفيز تحقيق الخطط التنموية الهادفة لتطوير بيئة الأعمال وتعزيز ثقة المستثمر ورفع إنتاجية القطاع الصناعي، مما يدعم قدرته على ترسيخ قوة وتنافسية الاقتصاد الوطني.

كما يبحث المشاركون دور دولة قطر في تقديم الفعاليات الرياضية الدولية إلى جانب التأثيرات الاقتصادية والاجتماعية للبطولة داخل الدولة وخارجها، كما ستكون محفزات صناعة الطاقة في دولة قطر من أبرز الفعاليات، ولا سيما خطط زيادة إنتاج الغاز الطبيعي المسال لتلبية الطلب العالمي المتنامي ونجاح قطر في إبرام اتفاقيات عالمية لإنجاز توسعة حقل الشمال.

مكانة رائدة
بدوره، قال رئيس اللجنة العليا المنظمة لمنتدى قطر الاقتصادي الشيخ علي بن عبد الله بن خليفة آل ثاني إن نجاح النسخة الأولى من المنتدى العام الماضي عكس المكانة الرائدة التي تتبوأها دولة قطر كمحور إقليمي وعالمي للأعمال والاستثمار والرياضة والتعليم.

وأضاف الشيخ علي بن عبد الله بن خليفة أن نسخة العام الماضي شكلت إرثا إستراتيجيا من شأنه أن يسهم في تعزيز نجاح هذا الحدث العالمي المهم خلال السنوات القادمة، مشيرا إلى أنه سيتم التطرق خلال نسخة العام الحالي إلى مجموعة من القضايا المهمة في قطاع الطاقة والصناعة والاستثمار والتجارة والرياضة والتكنولوجيا وغيرها من القطاعات الحيوية الأخرى.

وأوضح أن عنوان المنتدى لهذا العام يعكس المخاوف العالمية المشتركة بشأن عدم القدرة على تحقيق تعاف اقتصادي عادل يشمل الدول المتطورة والنامية على حد سواء، مما من شأنه أن يؤدي إلى اتساع الفجوة الاقتصادية في العديد من القطاعات، خاصة منها التفاوت في النمو بين الشركات العالمية الكبرى والشركات المتوسطة والصغيرة والناشئة، فضلا عن التفاوت بين العمالة الماهرة واليدوية.

ويرى مراقبون أن استضافة النسخة الثانية من هذه التظاهرة العالمية تعكس بوضوح جهود قطر الرامية إلى تعزيز مكانتها كدولة رائدة في مجال النمو الاقتصادي العالمي، وتحقيق أهداف التنمية الشاملة، مشددين على أن المنتدى سيبحث التغيرات التي تمثلت في تطويع التكنولوجيا لخدمة الاقتصاد، والاعتماد الكبير على التكنولوجيا كوسيلة اقتصادية.

وكانت النسخة الأولى من المنتدى -التي تم تنظيمها العام الماضي- قد استقطبت أكثر من 600 متحدث، من بينهم 11 رئيس دولة، وكبار مسؤولي الحكومات والمنظمات الدولية والشركات العالمية والخبراء، وذلك من حوالي 120 دولة حول العالم.