" العناد راكبه " لوزير التربية .. انطلاقة امتحان التوجيهي كان على الارض الفرنسية ..وامس قدماه لم تطأ غرفة العمليات
الوقائع الإخبارية: " العناد راكبه " هو خير توصيف لتعامل وزير التربية والتعليم د. وجيه عويس مع احتجاجات طلبة امتحان اللغة العربية للتوجيهي، رغم ان الاحتجاج لا يمس مضمون وجوهر الامتحان الذي صنف انه " متوسط الصعوبة " وفق الخبراء لكن الجدل المحق مرده الوقت المخصص للامتحان ..
من صيغة بيان أو ما يسمى تصريح .. صادر عن وزير التربية والتعليم امس " يوجهه به لمتابعة شكاوى الطلبة بشفافية عقب امتحان اللغة العربية " بدا واضحا ان متابعة معاليه شكلية ، وحتى وان سعت طواقم الوزارة للأيهام انه منغمس باهم حدث يهم المجتمع الاردني بهذا الوقت من العام ( امتحانات التوجيهي ) فالاهتمام شكلي ، فانطلاقة الامتحان كان معاليه على الارض الفرنسية مشاركا بمؤتمر كان ممكنا ان يمثل الوزارة فيه ايا كان ، ورغم عودته الجمعة الا ان عناء السفر حال دون أن يتفقد ( أبنائه الطلبة ) فجاء البيان الوزاري المنسوب لمعاليه انه يتابع من غرفة عمليات لم تطأها قدماه ، وفي وقت ربما كان يحتسي قهوته على شرفة المنزل .
إجماع اهل الخبرة على أن عامل الوقت قشة قصمت ظهر امتحان منهاج العربي ، لا تتماشى مع تصريحات صباح اليوم الاعلامية لمعاليه التي نسف فيها الشفافية المزعومة للتعامل مع ملاحظات الطلبة امس ، فهو أفتى ان الوقت كاف ، ضاربا بعرض الحائط تصريحات خبراء المنهاج ، ومنهم من عمل بلجان اعداد أسئلته في سنوات سابقة ، بل وتعاطى مع ارائهم وكأنهم من كوكب آخر ، ليوحي ان خلق الجدل مطلوب وبرعاية رسمية ايضا .
اللافت في تصريحات الوزير ان كم الاتصالات من طلبة وذويهم ، حيال شكوى الوقت جوبهت برد مستخف من معاليه ، يرى أنها لاتشكل حالة عامة ، في وقت كنا نتمنى فيه لو يبلغنا بحالات خاصة تشيد بالامتحان ومستواه ، وكفاية وقته من خارج دائرة غرفة العمليات التي تشرف على إدارته، لكن معاليه اختار الانحياز لموظفيه متراجعا عن الشفافية المزعومة ، والتحقق الذي وعد به بعد بضع ساعات .
اللافت ايضا ان معاليه ، بزعمه ان الوزارة " لم تتلق اي شكايات رسمية ، أو ملاحظات لغرفة العمليات " فهو يوحي لنا انه وان حط بيننا بعد عودته من رحلة باريس ، الا انه ما زال يعيش بعيدا ومنغمسا في أجواء الرحلة ، بدلالة ان الضجيج الاعلامي والوسائل كافة لم توصل رسالة الطلبة حول امتحان تصر وزارة التربية والتعليم سنويا على أن تكون بعض مفاصله موضع جدل لأسباب... غير معروفة لنا على الاقل .
كان الأجدى بمعاليه لو سلك مسلك طمأنة الطلبة وهم على مواعيد مع امتحانات أخرى تحتاج التشجيع ، بحيث يؤكد ان الوزارة ستعيد مراجعة كل الملاحظات المتصلة بالامتحان عبر الخبراء، وتأخذ بملاحظات مراعاة الفروق الفردية في جوانب حسن إدارة واستغلال الوقت من الطلبة في التعامل مع الامتحان ، لكنه اتخذ موقفا مغايرا مؤكد انه ستكون له تداعيات سلبية على نفسيات الطلبة فيما تبقى من الرحلة ..
ولا حول ولا قوة الا بالله...