مع انتظار المشاعر المقدسة مليون حاج هذا العام.. عودة الحياة إلى أسواق مكة
الوقائع الاخبارية : تعج المحلات التجارية في شارع إبراهيم الخليل بمكة المكرمة بمتسوقين من كل الأعراق والألوان مع عودة الحجاج بأعداد كبيرة لأداء المناسك، بعدما أجبرت جائحة كوفيد-19 السلطات السعودية على تقليص عدد الحجاج بشكل كبير خلال العامين الماضيين، إذ تمكن ألف شخص من داخل المملكة فقط من أداء مناسك الحج عام 2020، قبل أن يزيد العدد في العام الذي يليه إلى 60 ألفا.
ومع رفع السلطات السعودية عدد الحجاج هذا العام إلى مليون حاج، بينهم 150 ألفا من داخل المملكة، أصبح من المألوف أن ترى الباعة ينادون على بضاعتهم، بينما يقف رجال ونساء يقلبون في السبح وسجاجيد الصلاة والملابس والعطور لشراء الهدايا لأحبائهم أو حمل التذكارات من الأراضي المقدسة.
"الحياة عادت إلينا"
وعن رحلتها إلى مكة لأداء فريضة الحج لأول مرة، وتقييمها لأسعار المنتجات فيها، تقول المصرية أماني فوزي "الأسعار معقولة. استطعت شراء مسك المدينة المنورة وجلاليب لأختي وبناتي".
أما ذكرى فقيهي (24 عاما)، وهي سعودية تعمل بائعة في أحد المحال في شارع إبراهيم الخليل، فقد عبرت عن سرورها لعودة الحجاج إلى أسواق مكة، وتجدد النشاط فيها، وحسب فقيهي فإن "الأوضاع أفضل من السابق كثيرا.. الحياة عادت إلينا بعد أزمة كورونا. لقد كنا حقا في أزمة".
تبيع ذكرى فقيهي السبح وسجاد الصلاة وشراشف الصلاة والملابس الرجالية، ولا يفوتها أن تشير إلى أن "الأسعار ثابتة، مثلما كانت، لجذب الزبائن". لكن البعض لا يتفق معها في ثبات الأسعار وعدم تغيّرها، في ظل الظروف الاقتصادية التي يعاني منها العالم بسبب الحرب في أوكرانيا وقبلها جائحة كوفيد-19، ومنهم الحاج السوري عدنان حسن (30 عاما) الذي يعمل تاجرا ويقيم في الأردن، إذ يشكو من ارتفاع أسعار المنتجات مقارنة بالأردن، كما لاحظ أن "الأسعار هنا أكثر ارتفاعا والفروقات كبيرة، في ما يبدو أن هذه ظاهرة عالمية، وليس الأمر مقتصرا على المملكة".
وأضاف حسن "الحمد لله، أننا تجاوزنا جائحة عالمية وإغلاقات شملت الناس كافة. الأهم أنني أشعر بالسعادة وأنا أرى موسم الحج يعود إلى وضعه الطبيعي".
تتفق الحاجة المصرية هبة بشير، التي زارت المملكة قبل ذلك عام 2014 لأداء العمرة، مع شكوى الحاج السوري، وترى أن انخفاض قيمة الجنيه المصري مقابل الريال السعودي "جعل كثيرا من الناس غير قادرين حتى على شراء المنتجات الأساسية كالوجبات الغذائية والمرطبات".
اقتصاد الحج والعمرة
تعتمد المنظومة الاقتصادية في مكة طوال السنة اعتمادا كبيرا على موسمي الحج والعمرة، كما أن السياحة الدينية تُعد مصدرا مهما لإيرادات المملكة، وتوفر فرص عمل كثيرة في قطاعات التجارة والفنادق والمطاعم والنقل والمواصلات.
ووفقا لبيانات رسمية، فإن مناسك الحج والعمرة كانت تدر على المملكة في السابق حوالي 12 مليار دولار سنويا.
وفي إطار خطط الإصلاح الاقتصادي السعودية، فإن المملكة كانت تأمل في زيادة عدد الحجاج إلى 5 ملايين والمعتمرين إلى 15 مليونا بحلول 2020، أما المستهدف في عام 2030، فهو زيادة عدد المعتمرين إلى 30 مليونا وجني 50 مليار ريال (نحو 13 مليار دولار) من الحج بحلول ذلك العام.