ما هي رمزية رمي الجمرات التي قام بها الحجاج اليوم؟ وأين تذهب؟

الوقائع الإخبارية: رمي الجمار من واجبات الحج.. والحكمة من فعله: 1ـ الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم واتباع أمره، فقد رمى الجمرات وقال: خذوا عني مناسككم. رواه مسلم 2ـ التذكر لما وقع لإبراهيم الخليل عليه السلام، وذلك أنه لما أمره الله بذبح ولده وسعى لتنفيذ ذلك اعترضه الشيطان ووسوس له بأن لا يذبح ولده فرماه بسبع حصيات، ثم انطلق فاعترضه أخرى فرماه بسبع، ثم انطلق فاعترضه ثالثه فرماه وأضجع ولده على جبينه وأجرى السكين على عنقه فلم تقطع، وناداه الله بقوله:[ وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ]. أي امتثلت ما أمرك الله به وعصيت الشيطان 3ـ الترغيم للشيطان والإغاظة له فإنه يغتاظ حينما يرى الناس يرجمون المكان الذي اعترض فيه خليل الله إبراهيم عليه السلام، فهذا المشهد عبادة وشعيرة من أعظم شعائر الإسلام، وليس عملا مسرحيا كما يقال.

وفي رمي الجمرات التذكر لما حدث لسيدنا إبراهيم -عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام، وذلك أنه لما أمره الله -عز وجل- بذبح ولده وسعى لتنفيذ ذلك اعتراضه الشيطان وسوس له بأن لا يذبح ولده، فرماه بسبع حصيات، ثم انطلق فاعترضه أخرى فرماه بسبع، ثم انطلق فاعترضه ثالثة فرماه، ووضع ابنه على جبينه وأجرى السكين على عنقه فلم ينقطع، ونادر الله بقوله: «فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) وَنَادَيْنَاهُ أَن يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا ۚ إِنَّا كَذَٰلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) إِنَّ هَٰذَا لَهُوَ الْبَلَاءُ الْمُبِينُ (106) وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107)» (سورة الصافات)، أي: أن إبراهيم عليه الصلاة والسلام قد تتمثل لأمر ربه وعصى الشيطان.

فالرمزية هنا الاقتداء بما صنع خليل الرحمان عليه السلام في رمي الجمرات إحياء لهذا النسك.

ورمي الجمرات في اليوم الأول والثاني من أيام التشريق يكون برمي الجمار الثلاث على الترتيب: أولًا الجمرة الصغرى، التي تلي مسجد الخيف بمنى، ثم الوسطى، بعدها، ثم جمرة العقبة، يرمي كل جمرة منها بسبع حصيات.

لكن أين تذهب كل هذه الجمرات؟ في تقرير للجزيرة جاء ان ما يزيد على ألف طن من الجمرات يتم رميها سنويا خلال موسم الحج، وفي حال عدم وجود آلية لنقل هذه الجمرات بشكل دوري لتراكمت لتكوّن أحد الجبال. ففي أثناء موسم الحج، يرمي الحجاج الجمرات، على مدار أيام التشريق الثلاثة، بدءا من الجمرة الصغرى فالوسطى ومن ثم الكبرى، ويأخذ الحاج الجمرات من منى أو المزدلفة وهي مجموعة من الحصى صغيرة الحجم.

وتمر الجمرات بعدة مراحل بعد أن يلقيها الحاج، حيث تنزل في القاع وتتحرك على مسار لتجميعها، ويتم فحصها وانتقاء الجمرات من غيرها.

وفي قاع جسر الجمرات يكمن سر التجميع، حيث ترفع أنظمة آلية الحصي بسيور ضخمة تسحب الحصيات الموجودة، بعد تجميعها في حوض الجمرات الثلاثة، ويحتوي كل حوض منها على نظامين لرفع كل ما يلقى في قاع الجسر وبسرعات مختلفة، إلى جانب أبواب يجري التحكم فيها آليا في فتح وغلق وتحديد مسار الحصى وكمياتها، كما يتميز النظام بحساسات فرز لفلترة ما يلقى من غير الحصي وعزله.

وساعد نظام الرفع الآلي في تسريع تخزين الحصوات في قبو منشآت الجسر، ويعمل النظام -عبر بوابات إلكترونية في طوابق جسر الجمرات- على نقلها إلى عربات الضواغط التي تنتظرها في عمق المنشأة التي توجد في أسفل الجسر. ويتم بعد ذلك التخلص من الحصى -باعتبارها نفايات- في المرامي المعتمدة، وتقدر الكميات التي يتم التخلص منها طبقا للإحصاءات الرسمية بنحو ألف طن سنويا.

وتعد منشأة الجمرات من أبرز المشروعات في مشعر منى، إذ بلغت تكلفتها الإجمالية أكثر من 4.2 مليارات ريال سعودي (الدولار 3.75 ريال)، وطاقتها الاستيعابية 300 ألف حاج في الساعة ونفذت بطول 950 مترا وعرض 80 مترا، وصممت أساسات المنشأة على أن تكون قادرة على تحمل 12 طابقا، و5 ملايين حاج في المستقبل إذا دعت الحاجة لذلك.

ويتكون المشروع من 5 طوابق، ارتفاع كل منها 12 مترا، وتتوفر بها جميع الخدمات المساندة لراحة الحجاج، بما في ذلك نفق أرضي لنقل الحجاج بحيث يفصل حركة المركبات عن المشاة.

ويشتمل المشروع على 11 مدخلا للجمرات و12 مخرجا في الاتجاهات الأربعة، إضافة إلى تزويده بمهبط للطائرات المروحية لحالات الطوارئ، وأنفاق أرضية، ونظام تبريد متطور يعمل بنظام التكييف الصحراوي يضخ نوعا من الرذاذ على الحجاج والمناطق المحيطة بالجمرات، مما يسهم في خفض درجة الحرارة إلى نحو 29 درجة.

ويعد المشروع من أبرز المشروعات التي حرصت السعودية على تنفيذها لتوفير الأمن والسلامة لحجاج بيت الله الحرام، والقضاء على المخاطر التي كانت تحدث بمنطقة الجمرات، وتجنب جميع المشكلات الناجمة عن الزحام الشديد الذي كان يحدث عند رمي الجمرات.

ودخل جسر الجمرات مرحلة جديدة من التنظيم والتطوير، حيث أجريت في عام 1995 عملية تعديل على مراحل مختلفة، وبشكل جمع بين منظر الجسر وتمثيل حركة الحجاج عليه، أعقبتها تعديلات مماثلة عام 2005 شملت بنية الجسر وتعديل شكل الأحواض من الشكل الدائري إلى البيضاوي وتعديل الشواخص، وإنشاء مخارج طوارئ جديدة عند جمرة العقبة وتركيب لوحات إرشادية تشتمل على معلومات لتوعية الحجاج وتحذيرهم في حال التزاحم.