مسلسل "وش وضهر" يقفز مبكرا بقائمة الأعلى مشاهدة

الوقائع الاخبارية : 6 حلقات فقط صدرت من المسلسل الجديد "وش وضهر" على منصة "شاهد"، ومع ذلك نجح العمل باحتلال المرتبة الثالثة ضمن الأعمال الأكثر مشاهدة على المنصة، ونال اهتمام عدد كبير من رواد منصات التواصل الاجتماعي.

دراما هادئة وحبكة مختلفة

تبدأ أحداث المسلسل منذ اللحظة الأولى، إذ يقذف بنا صناع العمل إلى قلب الحكاية، وهو ما يجعل المشاهد جزءا منها بمنتهى السرعة، خاصة مع وجود الصوت الداخلي للبطلين الرئيسيين، مما يُعرّفنا إلى مشاعرهما الداخلية ودوافعهما ومخاوفهما دون أن نكتفي بمعرفتهما فقط من الخارج.

تماما مثل فأر يهرب من المصيدة، هكذا هو البطل "جمال"، زوج على الهامش كَون زوجته لا تهتم به أو تعبأ برغباته أو آرائه، وموظف في مخزن الأدوية أشبه بجندي على الحدود، يقبع خارج الدائرة، فإذا به يرى الجميع ويسمع همساتهم، يُراقبهم عن كثب دون أن ينتبه إليه أحد.

تلعب الصدفة البحتة دورها بحياته، حين يتشابه اسمه الأول مع موظف آخر مُختلس، فيمنحه شركاء الثاني حقيبة مليئة بالنقود نظير أتعابه بإحدى العمليات. وبينما تنتابه التساؤلات حول إذا ما كان عليه تسليم المبلغ إلى الشرطة أو الذهاب به إلى المنزل وتحقيق أحلام زوجته لعلها تراه أو تُقدّره ولو مرة، يتقاطع طريقه قدرا مع فأر وقع بقبضة زوجته، فيُحرر نفسه ويُحرر الفأر.

تأخذه أقدامه إلى طنطا، وهناك يُقرر تحقيق حلمه القديم، أن يصبح طبيبا، تُفيده خبرته بالعمل كممرض مع أحد الأطباء الكبار لسنوات، وإن كانت تنقصه الثقة بالنفس التي تليق بالمحتالين.

أما البطلة "ضحى" فهي شابة لا تعرف سوى طريق الشقاء، كان قدرها أن تصبح الكبرى بين إخوتها الملزمة بالإنفاق عليهم ومنحهم ما يسعون إليه، فيما تشرب هي كؤوس الواقع المُر دون شكوى مؤجلة أو طموحات قد تصبو روحها إليها.

تُقنعها صديقتها بالعمل سويا راقصتين في أفراح الدرجة الثالثة بهدف المكسب السريع، لكنها سرعان ما تتمرد على تلك الوظيفة التي لا تُناسبها، وتُقرر الامتثال لفرصة هرب مثالية تُعرض عليها من أحد رجال الحي الذي تسكنه، يعرض عليها العمل ممرضة لدى الطبيب الجديد الذي سَكَن في المنطقة.

هكذا نجد أنفسنا فجأة متورطين معهم وشاهدين على تجربتهما المُثيرة والمُشوقة، حيث طبيب ليس بطبيب، وممرضة ليست بممرضة، وكلاهما يخشى أن يفضح الآخر أمره، ومن ثمّ تتوالى الأحداث.

واقعية مفرطة وكاميرا تلتقط التفاصيل
الواقعية المُفرطة كانت أحد أهم مميزات العمل التي افتقدها الجمهور في غالبية المسلسلات العربية المعتادة وحتى الرمضاني منها، ذات القصور الفارهة أو الحواري الضيقة، وهو ما يُحسب لمخرجته مريم أبو عوف.

فالتصوير الخارجي جرى في شوارع مدينة طنطا بالفعل على مرأى ومسمع من العامة والبسطاء، بجوار مسجد السيد البدوي والمحطة وشوارع المدينة الشهيرة، فيما جاءت الديكورات غامرة بالتفاصيل التي تُشبه أصحابها وأحوالهم المادية وطبقاتهم الفقيرة، كذلك كانت الملابس والمكياج.

أما السرد الدرامي فلم يتسم بأي ملل على الإطلاق رغم طول زمن بعض الحلقات، كذلك جاء الحوار سلسا وجذابا، في ظل أداء متميز من غالبية طاقم المسلسل بداية من ريهام عبد الغفور التي بدت كما لو أنها ضحى الحقيقية.

وكذلك إسلام إبراهيم الذي ما زالت جعبته تملك الكثير من الجواهر التي يكشف عنها دورا بعد آخر، فها هو يتألق بدور عبده الذي يستغل حاجات النساء الغلابة سواء للحب أو المال ويضعهن على أول طريق الرقص بالأفراح الشعبية قبل أن يُقاسمهن الأجر. ورغم محاولاته كي يبدو مسيطرا أو الأكثر ذكاء، فإنه في الحقيقة هش ومكسور ويحتاج إلى الجَبر مثله مثل الآخرين.

وبدّلت ثراء جبيل جلدها تماما في هذا العمل، بمكياجها الصاخب وحجابها المتهدل ورقصها الساذج الذي تحاول أن تجعله مثيرا، مما يجعل هذا الدور إضافة حقيقية لها بعد عدة أدوار لم تترك بها بصمتها.

ولعل ما يُحسب لفريق الكتابة هو إضافة الخطوط الدرامية المختلفة، والأدوار التي على هامشيتها أو قلة مشاهدها حتى الآن، إلا أن أصحابها برعوا فيها إلى حد جعل الجمهور ينتظر أن تُفرد لهم مساحة كبرى داخل الحكاية، على رأس هؤلاء ميمي جمال وفدوى عابد.

يبقى الأقل أداء هو إياد نصار صاحب دور البطولة، إذ يؤدي شخصيته من على السطح دون الغوص في أعماقها، فبدت انفعالاته باهتة وحضوره سطحيا، رغم اختلاف دوره عن أي عمل قدّمه بوقت سابق، وهو ما يتمنى عشاقه أن يتحسّن بالحلقات المتبقية.

مسلسل "وش وضهر" دراما قصيرة من 10 حلقات، وهو عمل أصلي لمنصة "شاهد" لعب بطولته كل من إياد نصار وريهام عبد الغفور، وإسلام إبراهيم، وثراء جبيل، ومحسن منصور، وفدوى عابد، بمشاركة ضيفي الشرف محمود قابيل وميمي جمال، أما الإخراج فكان لمريم أبو عوف، والكتابة لورشة "سرد" تحت إشراف مريم نعوم.