فيلم "رجل في مواجهة نحلة".. عودة "مستر بين" بكوميديا تستقطب الأطفال والكبار

الوقائع الاخبارية : في عرض "ستاند أب كوميدي" الأخير، خرج روان أتكينسون صاحب شخصية "مستر بين" الشهيرة عن طريقته المعتادة في الإضحاك، إذ سخر من كل شيء حوله؛ من أميركا ودول العالم وتحديدا فرنسا التي سخر منها مرارا.

ووقف على المسرح في شكل شيطان يلقي نكاتا بذيئة موجهة لجمهور الكبار، ورغم نجاحها الساحق لم ترضه محدودية انتشارها بين البالغين فقط، ولهذا اختار الرجوع بمسلسل جديد بعنوان "رجل في مواجهة نحلة" (Man vs Bee) يعود من خلاله لحركات شخصيته الآسرة لجمهور الكبار والصغار على حد سواء.

ويعود أتكينسون من خلال رجل يدعى تريفور يدخل في مواجهة نحلة بالمنزل الأرستقراطي العريق الذي يعمل فيه حارسا.

ولكن ما الذي يؤهل الفيلم ليصبح مختلفا؟
فيلم يقدم كوميديا انتهت منذ زمن تشارلي شابلن، أي كوميديا الموقف التي يتورط خلالها مجتمع الفيلم كله من دون قصد، في مصادفة وتعثر يقودان رجلا ساذجا إلى النجاح في النهاية من دون قصد منه لكن من شدة صدقه.

ويجد هذا الرجل نفسه في حالة حرب مع نحلة في وقت يسكن فيه في قصر فاخر، وهو صراع عبثي محبوك و"سيناريو" جيد لتقديم مواقف كوميدية مبنية على ذلك.

من سينتصر؟ وما الضرر الذي لا يمكن إصلاحه في هذه العملية؟
سيدرك الجمهور كل ذلك من خلال شخص "مستر بين" الطيب الساذج الصادق الذي اعتاد أن تترك تصرفاته أي مكان يوجد فيه في فوضى عارمة.

وأدت تصرفات أتكينسون الكوميدية الغريبة إلى بعض أكثر المشاهد تسلية في خدمة "نتفليكس" (Netflix)، فمواقف هذا الرجل الساذج يتناقلها الصغار كما الكبار، وعند محاولته الإمساك بالنحلة المؤذية يتورط "تريفور" في أعمال فظيعة؛ تخلق العديد من المشاكل للمنزل وأصحابه.

مقابل هذا الرجل، تقف صاحبة المنزل المهووسة بكل قطعة فيه وتضطر إلى تركه فقط لقضاء عطلة في الخارج، وهذا ما يترتب عليه مواقف تثير أي مشاهد يريد الضحك.

فقصر نينا وكريستيان يعدّ موطنا للتحف القيمة، ومع ذلك لا يولي "مستر بين" اهتمامًا كبيرا بهذه التحف، ويبدأ الفيلم بحادث تحطيم عشوائي لتمثال أثناء محاولة "مستر بين" القضاء على النحلة.

وتزخر السينما بوجه عام بإنتاجات الحيوانات والحشرات التي كان بعض من أفضل أبطالها عونا أو عدوا، أما نحلة سلسلة "نتفليكس" فلها دور آخر في الفيلم، فهي تعذب تريفور حتى تخرجه عن طوره.

ورغم هذا العداء غير المبرر بين رجل ونحلة، فإن رد فعله تجاه الحشرة المزعجة لا يترك الكثير مما هو مرغوب فيه، إذ يحاول مرارا وتكرارا إنهاء حياة النحلة المسكينة، ولا يفكر ولو مرة واحدة في مجرد طردها من البيت.

ويتورط المشاهد في حادثة ثأر قاتلة لتخليص القصر من النحلة، ويستخدم أساليب متطرفة مختلفة لقتل خصمه الطائر تصل إلى التفكير في تدميرها بخلاط يدوي كهربائي، أو بمفاتيح البيانو.

وينتج عن ذلك الصراع غير المتكافئ جمهور لا يؤيد تماما البطل على حساب الحشرة المتطفلة، وربما ذلك أيضا ما يخلق السخرية من محاولات "مستر بين" الساذجة للتخلص منها.

وقبل مغادرتهما إلى المطار، تركت نينا وكريستيان الرجل مع دليل يشرح بالتفصيل كيفية تشغيل التكنولوجيا الرائعة للقصر، غير أن تريفور لم يُظهر أي احترام لهذا الكتيب المهم الذي سرعان ما أشعل النار فيه أثناء محاولته طهي حسائه.

هذا الفيلم سيجلب الضحكة والسعادة للصغار والكبار بخاصة بعد مشاهدة تصرفات تريفور الساذجة، وكيف تتوالى حماقاته وتكثر حتى تحدث المعجزة التي تجعله ينجح بتدخل قدري، ويصنع نهاية سعيدة على الرغم من كل شيء.