الفايز: بلورة موقف عربي موحد للخلاص من الواقع الراهن

الوقائع الإخبارية: قال رئيس مجلس الأعيان فيصل الفايز إنّ "الخلاص من واقعنا الراهن، يحتاج لجهود صادقة، تبدأ من قناعتنا بأن حالنا الراهن، إذا ما استمر على ما هو عليه، سيؤدي بالجميع إلى الهلاك”.

ودعا الفايز في كلمة ألقاها نيابة عنه الوزير الأسبق محمد داودية خلال رعايته الملتقى الثاني للطلبة العرب الدارسين في الجامعات الأردنية، اليوم الخميس، "الجميع إلى تحمل مسؤولية العمل على إيجاد المعالجات الحقيقية لهذا الواقع المؤسف، وبلورة موقف عربي موحد، يكون له دور في تقرير مستقبل المنطقة”.

وأضاف مخاطبًا الطلبة العرب "أنتم مستقبل أمتنا وعنوان عزتها وتقدمها، والأمل بكم كبير للنهوض بواقعها الراهن، نحو غد أكثر إشراقا واستقرارا، فأنتم تعرفون أن أمتنا اليوم، منذ النكبة وحتى النكسة، وما تلاهما، تعيش ما يشبه مرحلة سايكس بيكو جديدة، وبتنا نخشى أن يعاد تقسيم المقسم من دولنا”.

وأشار إلى أن منطقتنا أصبحت ساحات لصراعات دولية وإقليمية، الكل يبحث فيها عن مصالحه، ونحن كأمة عربية نعيش اليوم واقعا مريرا ومؤلما، عنوانه الفشل في تشكيل أي مشروع وحدوي.

ودعا شباب الأمة، إلى التصدي بسرعة وجدية حقيقية لمعالجة هذا الواقع الأليم، من خلال إيجاد مسار للتنمية الاقتصادية بين الدول العربية، يتمثل بتشكيل تكتل اقتصادي حقيقي بينها بعيدا عن الحسابات السياسية، مؤكدا أن شباب الأمة عليهم مسؤولية التصدي، للخطاب الطائفي والمذهبي، وتعزيز قيم الانتماء العروبي، وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية، باعتبارها قضية العرب الأولى.

وقال، إن الأردن دولة محبة للسلام، تؤمن بوحدة الأمة والمصير الواحد الذي يجمعها. دولة لا تؤمن بالعنف، وتدعو إلى تعزيز القيم النبيلة ونبذ الاختلاف، دولة متسامحة مع نفسها وأمتها، لم تلطخ يدها بدم عربي، وقدمت الشهداء على أسوار القدس وباب الواد وفي الجولان واللطرون، دفاعا عن قضايا أمتنا العادلة، "وفتحت ذراعيها لكل أحرار العرب والهاربين من البطش والقتل، الفارين بأرواحهم بحثا عن الأمن والحياة الكريمة الآمنة”.

من جهته، قال رئيس الجامعة الأردنية الدكتور نذير عبيدات، إن العالم يعيش مرحلة التغييرِ في التّعليم العالي، سيما الجامعيّ منه، مشيرا إلى أن أعتى الدول في العالم أصبحت متيقنة بأن التعليم الجامعي يمر بتحديات في غايةِ الصعوبة.

وأكد أننا "في الاردن نمتلك القدرة وجميع الوسائلِ والبنى التحتية اللازمة للتغييرِ في ظل التغيرات الجيوسياسية التي عصفت بالعالم إضافة إلى ارتدادات جائحة كورونا التي ألقت بظلالها على مجمل جوانب الحياة، والثورة التكنولوجية.

ودعا إلى إعادةِ النظرِ في تصميم البرامجِ العلمية وطرِقِ التدريس التي ستشهد تحولا كبيرا، ليحتل التعليم الرقمي حيزا واسعا، والأهم التغيير في بيداغوجيا التعليمِ، لمواكبة التحول الرقمي، والابتكارِ والإبداعِ وإنتاجِ المعرفة، ولتقود الجامعات في قادم الأيام اقتصاد المعرفة القادر على إحداث الرفاه الاجتماعي.

وأضاف، نقول للأجيال القادمة من طالبي العلم، من داخل الأردن وخارجه، "سيبقى التعليم العالي في الأردنّ محافظا على تألقه وجماله، ولن يقبل الأردنيون إلا التميز في التعليم، كما هو في كلّ شيء”.

وأشار ممثل الطلبة العرب، الطالب في جامعة مؤتة، أحمد صالح، إلى التاريخ العريق والحضارات والممالك العربية التي مرت على أرض المملكة، ومواقف الاردن الثابتة تجاه الدفاع عن دولة فلسطين الشقيقة، مؤكدا أن الاردن يخرج كفاءات لا تخلو مؤسسة عربية منهم.

إلى ذلك، أشار أمين عام اتحاد الجامعات العربية عمرو عزت سلامة، إلى أن الاتحاد يرحب بهذه اللقاءات التي تجمع الطلبة العرب وتعزز أواصر الأخوة بينهم، لافتا إلى أن الاتحاد يعنى بتوفير فرص التدريب والعمل للطلبة العرب عبر الجامعات العربية في المنطقة لتشكيل مواطن عربي قادر على خدمة أمته في أفضل كفاءة.

ودعا الأمين العام للملتقى الإعلامي العربي ماضي الخميس من دولة الكويت الشقيقة، الطلبة إلى مواجهة التحديات والصعاب من أجل تحقيق طموحهم المنشود، مشيرا إلى أن الفشل لا يعني النهاية، بل هو أولى خطوات النجاح والتفوق، وأن التميز يكون في الحياة العملية، وليس فقط في الجانب الأكاديمي.

ودعا جميع الجهات المعنية إلى إيلاء الطلبة غير الفاعلين بالرعاية والاهتمام، مشددا على أن النجاح ينطلق من التغيير عبر نقل الطلبة من حالة غير الفاعلين إلى فاعلين ومؤثرين في مجتمعاتهم.