وفاة اول قائد لسلاح الجو الاردني

الوقائع الإخبارية: غيب الموت القائد العسكري الطيار إبراهيم عثمان كشوقة الذي يعد أول ضابط أردني يتولّى منصب قائد سلاح الجو الملكي الأردني بعد أن قام جلالة الملك الراحل الحسين بن طلال بتعريب الجيش من القيادات البريطانية عام 1956م وتخليصه من التَبعية الأجنبية خطوة جريئة فتحت للأردن آفاقاً رحبة.

بعد قرار تعريب قيادة الجيش العربي الذي اتخذه الملك الراحل الحسين والذي اعتبر خطوة على المسار الصحيح لاستقلال الأردن من النفوذ الأجنبي ونقطة تحول هامة في تاريخ العرب الحديث ودافعاً قوياً للأردن للدفاع عن استقلاله وكرامته وحريته.

تسلم إبراهيم عثمان المولود في عمان في المملكة الأردنية الهاشمية (إمارة شرق الأردن آنذاك) لأسرة كشوقه الشركسية عام 1928م قيادة سلاح الجو الملكي الأردني.

كشوقة أنهى دراسته في مدرسة المطران بعمان، ثم التحق بالقوات المسلحة الأردنية (الجيش العربي الأردني آنذاك) عام 1946م، واُرسل في نفس العام في بعثة عسكرية إلى بريطانيا للالتحاق بأكاديمية ساندهيرست العسكرية الملكية كان يحب الطيران وزاول هواية الطيران الشراعي في ساندهيرست، مما دفعه إلى تعلّم الطيران المدني على حسابه الخاص أثناء وجوده في بريطانيا فحصل على شهادة «أ» في ممارسة الطيران المدني، فكان بذلك أول مواطن أردني يحصل على إجازة الطيران المدني من معهد بريطاني.

وتقدّم بطلب إلى القائد العام الجيش العربي الأردني بعد عودته إلى عمان لنقله إلى سلاح الجو الملكي الأردني، فأجيب إلى طلبه وأوفد في بعثة طيران مقاتل إلى بريطانيا، وبعد إنهاء دورته الأولى أوفد في بعثة ثانية ليتخرج منها كمدرب طيران مقاتل.

وكان أول ضابط أردني يتولّى منصب قائد سلاح الجو الملكي الأردني بعد أن قام جلالة الملك الحسين بن طلال بتعريب الجيش من القيادات البريطانية عام 1956م، حيث كان يحمل رتبة رائد طيار حينذاك. استمر في قيادة سلاح الجو الملكي الأردني حتى عام 1962م، ووصل إلى رتبة لواء ركن طيار، وجمع إلى منصبه كقائد لسلاح الجو الملكي الأردني منصب المدير العام للطيران المدني لفترة طويلة من الوقت.

وبعزم لا يلين واصل كشوقة أداء مهامه الوطنية في صون الوطن والدفاع عن كرامته حيث عمل مرافقاً عسكرياً لجلالة الملك الحسين بن طلال لعدة سنوات، ثم عمل ملحقاً عسكرياً في عدة دول، وكان آخر منصب عسكري له هو ممثل الأردن العسكري لدى مجلس الدفاع العربي المشترك في جامعة الدول العربية في القاهرة.

وعمل خلال خدمته العسكرية على تطوير وتنمية سلاح الجو الملكي الأردني بكل كفاءة وإخلاص، وحاز على الكثير من الأوسمة العسكرية الرفيعة تقديراً لجهوده المخلصة وكفاءته

ويعتبر كشوقه احد أخلص أبناء الأردن وأحد رموزها العسكرية الذي وهب حياته لخدمة وطنه لأكثر من نصف قرن صحيح لم ياخذ نصيبه من الوهج الاعلامي لكن يبقى ذكرى للأجيال القادمة وقامة يتعلم منها الكثير.